صدور ديوان "يارا" لـ"محمد رياض" عن "روافد"

الخميس، 20 أغسطس 2015 10:00 ص
صدور ديوان "يارا" لـ"محمد رياض" عن "روافد" غلاف الديوان
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن دار روافد ديوان "يارا" للشاعر محمد رياض ووحصلت قصيدة "يارا" على المركز الثانى فى جائزة "غسان كنفانى" الأدبية هذا العام.


"أعمقُ من طعنةِ الشعر"



أحبُّك
إننا محتفظونَ بكبريائِنا
مناهضونَ للعدم
مع أننا عدميّونَ بالأساس
ثائرونَ ضدَ القمعِ والتشريد
لكننا بارعونَ فى العَسفِ بأرواحِنا
ندمنُ الكذبَ والتمويهَ والافتعال
قاسونَ للغاية
عديمو اللياقة
حشّاشون ومدمنو خمور
نعشقُ الموت
وماهرونَ فى وضعِ الطرقِ العجيبةِ للانتحار
إننا بالغو الذكاء
أوفياءُ للعالم
لا نكرهُ الدماء
ومرهفون لأبعدِ الحدود.
...
أحبُّك
وأرى كلَّ شيءْ
العالمُ فوقَ جبهتي
ومن سقفِ الغرفةِ يتدلى قوسُ الدماء
واللهُ يسكنُ فى بكائِي
وأنا أجأرُ بالقصائدِ عند حافةِ الطريق
ضائعًا
بلا صوْت.
...
أحبُّك
ولا أثقُ فى أى شيء
لكننى توسلتُ كثيرًا لكى يدعوكِ
ووضعتُ هالتي
وتعهّدتُ بألا أزرعَ الخيام
وأقنعتُ الجدارياتِ بالصمت
واحتميتُ بالاتساع
ولم أجدْ سوى أختامٍ ومدوناتٍ ومؤامرة
العالمُ ينتظرُ ديوانًا آخرَ عن الثورةِ المهيضة
وعيناكِ أعمقُ من طعنةِ الشعر.
...
أحبُّك
وأكتبُ ما أريد
لأنهم شنقوا هُتافي
وأقبَلُ المساومةَ على المحنةِ كلِّها
وفوقَها تاريخى ودمى ومدينتي
أكتبُ ما أريد
القوانينُ تُعاقِبُ الضحايا
والجناةُ يتعانقونَ فى نهايةِ العرض
والجريمةُ
تنحني
لتحيةِ
الحضور.
...
أحبُّك
هل كانت الحياةُ رهنَ ابتسامتك؟
والأشباحُ التى تعذبنا
هل كانت تنتظرُ اختفاءك
كى تصيرَ بشرًا وتخنقنا
بشالاتِ الصمتِ والبكاء؟
لم نرفعْ ماضيًا وادّعيناه
لم نَعِدْ بحدائقَ وطيورٍ وشوارعَ واحتفالات
لم نهتفْ بأنوثةِ العالم
قدّمنا حقيقتنا كلَّها مع الدماء
ولم نمضِ سوى بمواكبِ الضحايا
وأيادينا المتسخةُ
تلطّخُ ما تبقى من براءةِ الوجوه
أبدًا لن نعودَ كما كنا
السطورُ الأخيرةُ دائمًا لنا
والنهايات
وكلُّ ما بإمكانِ البلادِ من شوارعَ
ومن شموسٍ
ومن هواء.
...
أحبُّك
هذه مدينتي
وحبيبتى لن تغادرَ أحلامَنا فى الهواتف
المقاهى باقيةٌ، والسكارى العائدون فى الليلِ والمتسولونَ والأطفال
الحدائقُ عامرةٌ بالمحبينَ واللصوص
هكذا أسمّى نفسى سيدًا، وآمرُ الحاشية:
اطمسوا كلَّ الوجوهِ فى الشوارع
لا أريدُ أن أرى عارى واضحًا هكذا.
...
ستبقينَ هنا
حتى لو تآمروا لغيابِك
وحرّضوا ضدّكِ كلَّ القطط
وأسكتوا الشعراء
ستخرجينَ من ضعفى امرأةً ناضجةً
بالشعرِ والقبلات
أنتِ آخرُ النساءِ فى وطني
والعالمُ لم يعد يثيرُ تأملاتي
وشغفي
وكراهيتي.
...
أحبُّك
كيفَ يمكننى التراجع؟
كيفَ يمكننى الوصول؟.


موضوعات متعلقة..


إعلان جائزة غسان كنفانى الأدبية ومصر الأول فى "الشعر"








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة