د. أحمد حشاد يكتب: وصفة سحرية للنهوض بالحرف المصرية

الخميس، 20 أغسطس 2015 10:02 ص
د. أحمد حشاد يكتب: وصفة سحرية للنهوض بالحرف المصرية حرف يدوية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقتصر دور النقابات منذ عدة عقود وحتى الآن على خدمات الشئون الاجتماعية والتأمينات وابتعدت تلك النقابات أو أغلبيتها عن جوهر دورها الحقيقى وهو النهوض بشأن المهن التابعة لها. ويبدأ ذلك الدور من المراحل التعليمية ومرورًا ببدء الممارسة المهنية واستمرارًا بمتابعة مستوى الاحتراف والإجادة. ويمتد دور النقابات فى متابعة حركة التطور العالمى وانعكاساتها وتأثيراتها على المهنة وكذلك متطلبات السوق والتغييرات الطارئة على احتياجاته.

ومن هنا يحق للنقابات التدخل والاحتجاج على المؤسسات التعليمية لو استشعرت النقابات بتدنى المستوى او المحتوى العلمى المطلوب للحفاظ على مستوى المهنة كما يحق لها بمطالبة أعضائها بالحصول على دورات تأهيلية لرفع مستواهم أو لنشر الوعى بمتطلبات المرحلة المستقبلية أو لتأهيلهم لاستخدام التكنولوجيا أو التقنيات أو وسائل الاتصال الحديثة.

ولكن ما حدث غير ذلك لكل المهن المصرية وكان أكثر المهن المصرية تضررًا هو النشاط الحرفى فقد تم إهمال مجتمع الحرف المصرية عبر سنوات طوال وأدى ذلك إلى المعاناة التى يواجهها المجتمع الآن بأكمله من تفشى ظواهر الإهمال والتردى والمغالاة فى الأجور وزيادة معدلات الإهلاك والإفساد عن جهل للأدوات والتجهيزات والمعدات وكان من المفترض أن تتولى النقابات المهنية مسئولية حماية المهنيين والحرفيين من التردى وانحدار المستوى المهنى حتى تؤدى دورها غير المباشر فى حماية باقى المجتمع المستخدم لتلك الحرف ولكنها لم تساهم فى تطوير تلك الحرف ولقد ساعد على ذلك أيضًا انهيار التعليم الفنى فى مصر فأصبح عنوانًا فارغًا بلا مضمون أو منتج حقيقى.

ويجب على وجه السرعة عودة النقابات المهنية كى تؤدى عملها ويمكنها بالتعاون مع اتحاد المقاولين حيث إنها الجهة التى يتعامل معها العدد الأكبر من أصحاب المهن والحرف فى وضع معايير لأصحاب المهن كى يتم اعتمادهم قبل إلحاقهم بأى عمل أو مشروع وتبدأ هذه المعايير بعمل تصنيف لكل حرفى لتقييم خبراته وتوثيقها ووضع سلم للترقى فى الحرفة ليبدأ الحرفى برتبة مساعد ثم يرتقى بعد عدد سنوات خبرة ليصبح مساعد متميز ثم فنى بعد عدد سنوات خبرة أخرى ثم أخيرًا يبلغ قمة الهرم الوظيفى للحرفة ليصبح أسطى فنى أو كومندا ولكل رتبة يتم تحديد المقابل المالى لها ونوعية الأعمال.

وتحت ضغط النقابات يجب النهوض بالتعليم الفنى وإعطاؤه ميزة نسبية فى الممارسة المهنية بحيث لا يصل إلى رتبة الكومندا سوى الحاصلين على مؤهل وخبرة يستحقون بها هذه الرتبة ومن هنا يمكن لأى مستخدم أو طالب خدمة من أى حرفى أو فنى أن يعرف مستواه ونوعية الخدمات التى يستطيع أن يؤديها بل ويمكن أن يعود عليه فى حالة إخلاله أو عدم التزامه أو مغالاته إلى نقابته ليشكوه إليها لتحاسبه على ذلك.












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة