هانى أديب يكتب: فكر تتغير

ماذا لو تغيرت أفكارنا؟ ماذا لو انشغلت عقولنا بما هو خير وصالح؟ حتما سنحصد حياة صالحة وسط الظروف المعاكسة، فمبدأ زراعة الفلاح.. هو أنه سيحصد يوما حصادا وفيرا، إن الفلاح يقوم وينام ويلاحظ ما يحدث، فيرى البذور وهى تتحول بمرور الوقت إلى نبتة صغيرة ثم نبات أكبر ثم نبات مثمر بطبيعة الحال أفكارنا التى ننشغل بتربيتها فى أذهاننا هى بذور تنمو بمرور الوقت فتكون إما ثمار صالحة أو ثمار رديئة .

1- اعرف نفسك جيدا ولاحظ ما تفكر فيه، هل تفكر فى أشياء تتسم بالخير والرحمة والأمل أم تفكر فى الانتقام والغيرة والحقد والكراهية، عليك أن تكون أمينا مع نفسك.. عليك أن تعرف نفسك وما أنت تفكر فيه هو ما ستحصده إن آجلا أو عاجلا .
2- تغير عن حياتك بتغيير أفكارك، حين تعرف نفسك جيدا ستواجهك الحقيقة، ماذا ستفعل؟ هل ستترك ذهنك بدون مرشد أم ستقرر أن تحيا حياة مختلفة؟ إن الفرح والحزن، الأمل واليأس، الإيجابية والسلبية.. وغيرها كثير من الأمور المتناقضة ثمار لما نفكر فيه، ولأننا عرفنا أنفسنا جيدا.. فإننا نلجأ لحيلة سريعة ألا وهى التجربة بأن نردد أننا سنفكر بشكل إيجابى وأن غدًا سيكون أفضل.. وهذا فى حد ذاته ما نريد أن يكون ..

لكن الحقيقة أن التغيير يجب أن يخضع لقانون الزرع والحصاد، فإننا لم نجد يوما فلاحًا يزرع بذوره اليوم ويذهب فى اليوم التالى ليحصد، بالطبع لا.. فكل عملية زرع تحتاج إلى صبر كما تحتاج لبعض الخطوات .

3- إن أهم عناصر لتغيير أنفسنا يبدأ فى معرفتنا خطورة التفكير، وضرورة مراقبة أفكارنا هل هى أفكار صالحة نافعة أم أفكار رديئة وضارة وتتم المراقبة فى تفاعلاتنا اليومية ومع عائلتنا والأصدقاء والزملاء، كما أنه لا مانع من الاستماع لآراء أصدقائنا الحقيقيين عن أنفسنا، الأشياء التى اعتدنا استعمالها اليوم.. كانت بالأمس مجرد أحلام كانت فى فكر أشخاص مجهولين.. تمسكوا بما يفكروا فيه للافضل، وتغيرت حياتهم وحياة كثيرين بأفكارهم.

ثم تبدأ الإرادة فى التحدى الأكبر والمثابرة على مقاومة الأفكار السلبية والمحبطة، فلا ندع أى فكرة تمر ونقول إنها أفكار وحسب، ولكن لنقتلها بإيماننا ورجاؤنا أن الأفكار هى بذور ونحن من نقرر أى منها ينمو فى تربتنا.

4- علينا تدريب أنفسنا لقراءة الكتب والمنشورات التى تغذى فينا مبدأ البذل والرحمة والخير وتوقع الأفضل لمن حولنا، علينا أن نقرأ عن الكتب التى تشجعنا على تطوير أنفسنا ومساعدة الآخرين، يجب أن نقلل من تدليل أنفسنا وألا نقسو عليها، لأن القراءة غذاء لأفكارنا.. وكلما قدمنا لأذهاننا بذار صالحة كلما صحت حياتنا وتكيفت بسهولة مع أى ظروف.

5- عندما تقف وحيدا أمام الموج تذكر جيدا تلاحق الأمواج، أليس غريبا أن هذه الحركات تدفع البحر دوما ليطرد من سطحه الأشياء الغريبة عنه، إنك حتما تحتاج لقوة.. لكى تستمر وقوة لكى تقاوم ضعفك، فإذا سقطت لا تستمر فى سقطتك، ابدأ من جديد وثق أن خبراتك التى ستحصدها من سقوطك هى أيضا لها فائدة مستقبلية.

6- إن الغد لا يهتم إلا بما لنفسه، فلا تقلق كثيرا فيما سيأتى غدا عليك أن تهدأ فكرك وتتبنى أفكارا صالحة ثق فى رعاية الله وأمانته من نحوك، إن كان الله يهتم بالعصافير التى ليس لها مخدع أو مخزن.. فكم بالحرى يهتم بنا نحن خليقة يديه من جعل كل شىء لخدمة الإنسان، داوم على الأفكار الطيبة.. لأن من زرع حصد..