فى الستينيات من القرن العشرين، أبدع المصريون بقبولهم تحدى بناء السد العالى وأعلنوا للعالم كله والغرب على وجه التحديد أنهم سيبنوا السد وصدقوا فيما وعدوا وبنوه بجهدهم وعرقهم وأموالهم أيضا وانطلقت حناجر الشادين فى مصر بأغانى الانتصار وحفز الهمم وكان على رأس هؤلاء الشادين كوكب الشرق رحمها الله حين غنت: كان حلما فخاطرا فاحتمالا ثم أضحى حقيقة لا خيالا، أما حليم رحمه الله فقد غنى وغنى معه كل المصريين المحبين لتراب الوطن: قلنا هانبنى وادى إحنا بنينا السد العالى يا استعمار بنيناه بايدينا السد العالى من اموالنا بإيد عمالنا بنينا السد العالى، وفى 67 رغم الهزيمة الا انهم – المصريين – خرجوا عن بكرة أبيهم يعلنون لناصر – رمز فخارهم واعتزازهم بكرامتهم – هنحارب.. هنحارب وحاربوا فى 73 فأدهشوا العالم كله العدو قبل الصديق واختفت نعرات الطائفية فلم يكن أحد ليستطيع أن يفرق المسيحى من المسلم فقد أصبحوا وقتها جميعا مصريين وكفى.ثم ماذا حدث بعد ذلك ولمدة ثلاثين عاما ؟ أخلد المصريون لبيات شتوى طال وطال كثيرا وبرغم اختفاء عناصر التحدى، التى توحدهم غالبا لكنها فى نفس الوقت تتيح الوقت والمال للقفز بمصر نحو العلا الا انهم لم يفعلوا فتأخرنا كثيرا على كافة المستويات وانهارت معظم المؤسسات وتفشى فيها الفساد الا المؤسسة العسكرية الشامخة الوحيدة التى حافظت على النزاهة والجدية والانتاج فحمل رجالها اسلحتهم بيد وبالثانية شاركوا فى كل مشاريع التنمية خاصة مجال الطرق والكبارى والاتصالات، إلى أن جاءت الثورات التى اطلق عليها الغرب ثورات الربيع العربى التى بدأت بتونس وللاسف لم يستطع نظامنا السياسى وقتها بإجهاضها فى مصر ببعض القرارات التى تطمئن الشعب إلى أنهم ملىء عيون وقلوب الرئاسة والحكومة فكان ما كان وبحكمة مدهشة عالج جيش مصر تلك الفترة العصيبة من فترات تاريخنا وبالرغم من انهيار الاقتصاد فى تلك الأثناء إلا أن الجيش أيضا فتح خزائنه التى هى مخزون استراتيجى لوقت الحروب فأنشأ المخابز وساعد فى استكمال المشاريع جنبا إلى جنب مهمته الاساسية فى حماية الوطن والمواطنين وكل هذا ليس غريبا عليه فهو خير أجناد الارض بقرار إلهى ومباركة نبوية ثم ها هو نفس الشعب المصرى الذى نام ثلاثين عاما ينهض فيحفر قناة السويس الجديدة فى أقل من عام ليبهر العالم مرة أخرى بالقدرة الخارقة والكامنة فى جينات المصريين، فماذا حدث ولماذا لكى يصحو المارد النائم فى صدورنا رغم إننا نفس المصريين فلم نتغير إلا أن القيادة تغيرت فعندما يكون القائد مؤمنا بقدرة شعبه وواثقا فى وقوفهم وراءه ولديه رؤية صحيحة لما ينفعهم ويدر عليهم الخير فإنه يحدد الهدف الصحيح ويرسم خطط الوصول الصحيحة ايضا فينير الطريق أمام مواطنيه ويفسح لهم مجال الانجاز والابداع ويتقدمهم ليتبعوه ولا يقف وراءهم ليدفعهم فاللهم فرح كل من شارك ويشارك فى فرحة المصريين وهى دى مصر يا جدعان ؟؟؟
قناة السويس
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة