تجديد الخطاب الدينى "مهدر دمه" بين مؤسسات الدولة.. شيوخ السلفية ينافسون الأزهر الشريف.. آمنة نصير: لا توجد استراتيجية واضحة له ومبادراته "شو" إعلامى.. عمار على حسن: المنوط به المفكرين والسياسيين

الأحد، 02 أغسطس 2015 04:00 ص
تجديد الخطاب الدينى "مهدر دمه" بين مؤسسات الدولة.. شيوخ السلفية ينافسون الأزهر الشريف.. آمنة نصير: لا توجد استراتيجية واضحة له ومبادراته "شو" إعلامى.. عمار على حسن: المنوط به المفكرين والسياسيين الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
كتبت شيماء حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عدد من المؤتمرات والمبادرات أعلنت عنها مؤسسات الدولة وبعض وزارتها بشأن تجديد الخطاب الدينى، لكن الكثير منها يلقى بالمسئولية عن كاهله بدعوى أنه لا يمكنه العمل وحده، ما أدى لغياب استيراتيجية واضحة لهذا التجديد.

يأتى ذلك بالرغم من مرور أكثر من 6 أشهر عن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للأزهر الشريف، إماما ودعاة، بتجديد الخطاب الدينى وتصحيح الأفكار والمفاهيم التى ليست من ثوابت الدين وأنه سيحاججهم أمام الله.

ويرى عدد من الشيوخ السلفيين، أن تجديد الخطاب الدينى ليس حكرا على المؤسسات الدينية للدولة، وهو ما دفع بعضهم مثل الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى، والدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، إلى الإعداد لعقد اجتماع من أجل الارتقاء بالخطاب الدينى وعقد مصالحة مع العلماء عقب عيد الفطر.

الأزهر يمكنه قيادة التجديد



وتقول الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن جميع مؤسسات الدولة من الأزهر إلى دار الإفتاء إلى وزارة الأوقاف والمؤسسات التعليمية والإعلامية مسئولون عن تجديد الخطاب الدين، مشددة على أن الأزهر يمكن أن تكون لديه القوة والمسئولية لجمع هذه الأطراف شرط أن يدرك الأزهر أولا أنه أول من يحتاج إلى الإصلاح وألا يكون بالغرور بأنه يملك الحق وحده.

وأوضحت الدكتورة آمنة نصير، أنه لا توجد أية ثمار بشأن تجديد الخطاب الدينى منذ مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى لشيخ الأزهر والأئمة والدعاة بتجديد هذا الخطاب لنشر أخلاق الرسول وتصحيح الأفكار والمفاهيم الدخيلة على دين الإسلام السمح، وهو الأمر الذى يرجع إلى غياب الطريق الصحيح.

غياب استراتيجية التجديد



وأضافت الدكتورة آمنة نصير: "هناك فقدان لاستيراتيجية واضحة لتجديد الخطاب الدينى، مما يجعلنا ننحت فى الصخر، فتجديد الخطاب الدينى سيأخذ وقت طويل لأنه بحاجة لغربلة الموروثات وتغيير نظام التعليم والمناهج بل والقائمين على تدريسها ولذلك لا يوجد طريق واضح لما اتخذته المؤسسات التعليمية لتأهيل الملايين من الطلاب".

وانتقدت أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، دعوة بعض مشايخ السلفية لعقد اجتماع لتجديد الخطاب الدينى، مؤكدة أن هؤلاء القوم لا يرجى منهم إصلاحا ولا تجديد بل وراء التراجع الفكرى فهم تيار غامض ممتلئ بالجهالة والجهل وهم سر البلاء الكثير الذى حل على المصريين خلال 30 إلى 40 سنة الماضية، وأخذوا ثقافة الشعب للخلف بسبب جهلهم للإسلام الوسطى، وساعد فى توغلهم فى جذور المجتمع وانتشار الأمية، مشددة على ضرورة أن تتصدى لهم قوة القانون والأزهر.

شو إعلامى



وطالبت الدكتورة آمنة نصير بعقد مؤتمر لأهل الاختصاص للم شمل المؤسسات التى تعمل على تجديد الخطاب الدينى يعكف جميعهم على صدق الأداء وألا يكون مؤتمر "للشو"، موضحة أن هناك كتاب قيم هو"هذا بيان للناس" صدرفى عهد شيخ الأزهر جاد الحق يمكن الإضافة عليه ما استحدث فى هذه الآونة اتساع رقعة الأمية والتعصب والتطاول والسفسطة بكلمات خاوية من العلم.

عمار على حسن، الباحث السياسى، أكد أن الخطاب الدينى وصل إلى طريق التفافى، جربته الدولة مرات عديدة من خلال إطلاق مبادرات وعقد اجتماعات لكن النتيجة لا شىء، موضحا أن المؤتمرات التى عقدت لتجديد الخطاب الدينى انتهت إلى خطب لسماحة الإسلام واعتداله.

المؤسسات الدينية تتلاعب بفكرة التجديد



وأضاف عمار على حسن، أن المؤسسات المنوط بها هذا التجديد تتلاعب وهى مؤسسات الأزهر ودار الافتاء والأوقاف فهى تجدد فى الشكل فقط وتنشغل بالحملات الإعلامية فالقضية لا تتوقف عند تجديد الخطاب بل إصلاح الدين.

وأوضح عمار على حسن:" أخطأنا عندما تركنا فكرة تجديد الخطاب الدينى فى يد سطوة رجال وعلماء الدين، فالأمر منوط به الفلاسفة والمفكرين والمثقفين والسياسيين والباحثين، فمنذ البداية تم السير فى الطريق الخطأ بتكليف رجال الدين بذلك فهم عليهم جزء وليس كل المهمة".

وأشار عمار على حسن، إلى أن فاقد الشىء لا يعطيه فجزء كبير من الذين أوكلنا لهم المهمة ساهموا فى تسمييم المجتمع وأفكاره والتركيز على القشور والمظاهر، وحاربوا إيه فكرة للاجتهاد والتجديد ووقفوا فى وجهة أية محاولات لتجديد الخطاب الدينى بما يتفق مع أحوال المجتمع، بل وكفروا المجددين، مؤكدا أن الأزهر يحتاج إلى إصلاح إدارى وأن يتولى المصلحون مناصب عمداء الكليات وتوسيع العلوم التى تدرس للأزهر.

الأزهر لا يدخر جهدا



الدكتور الأحمدى أبو النور عضو هيئة كبار العلماء، قال إن مؤسسات الدولة مثل الأزهر والأوقاف ودار الافتاء اتخذوا خطوات جدية للمضى فى تجديد الخطاب الدينى ولعل برنامج الملتقى أحد مظاهر ذلك التجديد، والذى يقوم بطرح القضايا الدينية التى عليها خلاف مؤكدا أن الأزهر لا يدخر جهدا.

ووجه عضو هيئة كبار العلماء، حديثه لمن يرمون بالكرة فى ملعب الأزهر الشريف: "الأزهر لا يهرب من المسئولية فهناك بعض الدعاة ليسوا على المسئولية ولكن لا يجوز التعميم، ويجب تطوير أساليب الدعاة وأن يكون الداعية مستنيرا كجبل علم يسير بين الشباب".

ما يبنيه الدعاة تهدمه المسلسلات



وأوضح الدكتور الأحمدى أبو النور، أن البعض يرى عدم وجود نتائج على أرض الواقع لأن ما يفعله العلماء ورجال الدين يتم هدمه من مؤسسات أخرى فالمسلسلات تأتى لتنشر المخدرات والعادات الخاطئة، ولذلك تقع مسئولية التجديد فى يد جميع مؤسسات الدولة وزارة الشباب وأساتذة الجامعة والمفكرون والمثقفون والإعلام.

الدكتورة نسرين البغدادى، رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أوضحت أن غياب تجديد الخطاب الدينى أدى تدهور قيم اجتماعية ودينية، فأصبحت هشة وانتشرت مفاهيم خاطئة، مضيفة:" عندما قام المركز بعمل إحدى الدراسات وكانت فى "نهار رمضان" اتضح أن بعض الناس فى المناطق الشعبية والفقيرة فاطرين، وعند سؤالهم عن السبب قالوا " ربنا شرع الصوم لكى يشعر الأغنياء بالفقراء ونحن الفقراء وطوال العام جائعين".

وأضافت الدكتورة نسرين البغدادى أنه تم عمل بروتوكل تعاون مع دار الإفتاء المصرية لإمدادها بهذه الدراسات حتى يكون الخطاب الدينى لتصحيح المفاهيم الخاطئة مثل، عدم توثيق الزواج فى بعض المناطق ومرجعهم أن الزواج أيام الرسول كان إشهارا ولم يكن موثقا، مصيفة أنه ربما يكون الأزهر تخلى عن دوره فى فترات سابقة لكن هناك حركة إصلاحية فى الأزهر حاليا بقيادة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب لتدريس المناهج والمواد الخاصة بوسطية الدين.

التجديد ليس عبارات إنشائية



الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أشار إلى أن ما يراه على أرض الواقع من تجديد الخطاب الدينى هو مجرد تصريحات ونشرات وعبارات إنشائية.

وأوضح "كريمة"، أن التجديد يحتاج إلى آلية عملية على أرض الواقع تتناول إصلاح الخلل وتقويم المعوج سواء ما يتصل بالعملية الدينية أو الدعوة فى المساجد أو الإعلام الدينى التخصصى وعلاج التعصب المذهبى والطائفى، والنقد الفقهى للشبه، للجماعات والفرق التى تمارس العنف الفكرى والعنف المسلح.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

hesen

ينصر دينك يادكتوره أمنه..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة