بالفيديو.. 16 عامًا من العذاب تجسد مأساة "بسنت".. تعانى ضمورا بالمخ وشللا.. الأطباء يعجزون عن إنهاء معاناتها بعد 6 عمليات.. ووالدتها تبيع المناديل لتكفى احتياجاتها.. وتؤكد: أبوها طلقنى بسبب مرضها

لم تكن معاناة الطفلة بسنت، 16 عامًا، من الإصابة بضمور بالمخ، وشلل بأطرافها، فقط، لكنها قست الظروف عليها حتى أن تخلى عنها والدها "الثرى" فى أشد الظروف وطلق والدتها لينجب أطفال أصحاء.

"أنا من عيلة محترمة جدًا، وكنت عايشة كويس ومستواى كان راقى جدًا".. هكذا بدأت عدلية عبد الحميد، 63 عامًا، تعمل بائعة مناديل فى أحد ميادين القاهرة الخديوية، تعيش عدلية حاليًا فى منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية هى وابنتها بسنت المريضة بنوع من أمراض ضمور فى المخ يسمى "cb".

فى أحد شوارع منطقة شبرا الخيمة وفى أحد الأزقة، تسكن تلك الطفلة ووالدها يعيش ويتنفس الصعداء على وجه الأرض، وتقضى يومها وحيدة وأخواتها وذرياتهم يملئون ربوع القاهرة، وتأخذ الصدقة من المارة فى الشارع وعائلتها تمتلك من الكنوز من خيرات الله عز وجل.

تقول "عدلية": تزوجت مرتين وأنجبت أربعة أولاد من زوجى الأول وجميعهم بصحة جيدة، أما زوجى الثانى أنجبت منه بسنت وكانت طبيعية جدًا بعد الولادة، وفجأة اكتشفت حقيقة مرضها اللعين وهو نوع من أنواع ضمور المخ يسمى cb” " أدى إلى إصابتها بشلل كامل، يمنعها من الكلام والأكل والشرب ومن أن تعيش حياة طبيعية مثل الآخرين.

وتضيف عدلية: والد بسنت من عائلة كبيرة لديهم مزارع كثيرة فى محافظة الفيوم وأيضًا محلات كبيرة فى مدينة نصر وشبرا ومصر الجديدة، وعندما علمت والدته ما حدث لابنتى طردونى من العيلة وأصروا على طلاقى منه ليتزوج من امرأة أخرى تنجب أطفالا طبيعيين، وبالفعل نفذ ما أمره به أهله لدرجة أنه نسى أن له بنتًا.

تروى عدلية الأم المكلومة حكايتها مع ابنتها فتقول: فى سن 6 أشهر فجأة حصلت لها حالة من الإغماء والسخنية والتشنجات، فتوجهت بها إلى المستشفيات ومحدش عرف عندها إيه، بعد فترة اكتشفت أن مرضها نوع نادر من ضمور المخ عبارة عن شلل رباعى يجعل المخ يقف عند 6 أشهر ولكن جسمها يكبر مثل الآخرين".

وتتابع: بسنت احتاجت عمليات كتير زى فتح الحوض وتطويل الرجل، فعملت 6 عمليات وكان عندها 6 سنين، وفى المستشفى ماعملوش العملية إلا بعد ما قلتهم أنا هسيبهالكم خدوها مش عاوزها لغاية ما وافقوا يعملوا العملية بمنتهى الصعوبة".

وتستطرد عدلية: منذ أن كانت طفلة تراكم البلغم على صدرها، حتى قفل صدرها عليه تمامًا، وذهبت بها لكل الأطباء ولكن لا جدوى من ذلك، وحتى الآن بعد أن أتمت الـ 16 عامًا عذابى الوحيد وهى تأكل من كثرة البلغم الذى يملأ صدرها.

بفطرتها وبحبها الزائد لابنتها، عرفت "عدلية" مدى الأضرار التى تتسبب فيها الأدوية الخاصة بالمخ فمنعت تلك الأدوية عن ابنتها وبدأت هى فى علاجها بدونها، فإذا حدث لها تشنجات أمسكت لها المنطقة المصابة حتى تهدئ وظلت على هذا حتى قلت الإصابة بهذه الحالة جدًا.

تحكى الأم الحزينة على ابنتها ما حدث لها ليلة العيد، فتقول: تعبت منى ليلة العيد روحت بها مستشفى الحميات قالولى لا متدخلش المستشفى، روحى مستشفى المنيرة روحت قالوا نفس الكلام، روحى أبو الريش لكن قالولى مالهاش مكان عندنا.

وتقول هويدا زوجة خال بسنت: "أصعب الأوقات التى تمر بنا وبها أثناء الأكل ذلك من كثر البلغم الموجود فى صدرها، رغم أننا بنأكلها لبن وخضار مسلوق ومخلوط فى الخلاط وبتخده فى الببرونة زى الأطفال بالضبط، وكمان أثناء تغير ملابسها لأن عضلاتها متيبسة ومخشبة وبصعوبة جدًا عشان نلبسها، وهى مش بتنام بالليل خالص وأقل صوت بيصحيها".

وجهت "عدلية" رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، تقول فيها: "فى زى بسنت مجموعة كبيرة جدًا من الأطفال تختلف عن غيرهم من ذوى الاحتياجات الخاصة، هما ممكن يتكلموا ويتحركوا ويعبروا عن اللى جواهم لكن اللى زى بسنت لاء..عاوزة يا سيادة الريس مكان فى كل مستشفى لها واللى زيها، المصابين بأنفلونزا الطيور والجنازير لهم مكان فى كل مستشفى حتى المصابين بالإيدز لهم مكان، لكن بسنت واللى زيها ممنوع يدخلوا أى مستشفى ليه محدش عارف".

وأضافت "عدلية": أخيرًا بسنت تمت 16 سنة دلوقتى أقدر أعملها معاش لكن برده هتاخد كام يعنى وأنا معاشى 300 جنيه يعنى معاشى أنا وهى يادوب ندفع به إيجار الشقة، طيب والباقى أعمل فيه إيه أقل روشته لها بـ 300 جنيه وأكثر أجيب منين؟!".

تعانى "عدلية" هى الأخرى من حزمة من الأمراض المزمنة كـ"المرض السكرى المزمن، والروماتويد فى العمود الفقرى والجانب الشمال وهشاشة فى العظام، والجسم الزجاجى فى العين فارغ ويحتاج إلى جراحات بالليزر"، تضيف: "الدوا بتاعى غالى الروشتة بـ500 جنيه بس أنا مش مهم، المهم عندى بنتى".

أنهت عدلية حديثها قائلة: "أنا خايفة يحصل لى حاجة مين يتحمل مسئوليتها، لو عميت مين هيشيلها الكل بيبعد عنها ويقول ماليش دعوة بيها.. لما أبوها اتخلى عنها مين اللى هيدور عليها دى أمانة وأنا خايفة عليها".