ولم يتضمن بيان الجهاز أى رسوم توضيحية عن قياس مستوى الخدمة لشركات المحمول الثلاث "فودافون وموبينيل واتصالات"، كما هو معتاد للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات خلال السنوات السابقة، كنوع من الشفافية أمام المشتركين، كما لم يتم نشر التقرير على الموقع الإلكترونى للجهاز حتى إصدار هذا البيان.
ورجح مصدر مسئول لليوم السابع، بشأن تراجع الجهاز عن نشر قياسات مستوى الخدمة بأنه قد يرجع لما وصفه باحتواء غضب شركات المحمول وبعض ضغوط فى هذا الاتجاه، على حد قوله. واكتفى الجهاز بأن تحسن الخدمة كان خلال"الأربعة أشهر الأخيرة" بآخر فقرة فى بيانه الصادر اليوم الأربعاء.
"تنظيم الاتصالات" يتجاهل نشر الرسوم التوضيحية لمستوى الخدمة
وكان الجهاز قد دأب، خلال السنوات السابقة، على نشر التقرير والرسوم التوضيحية الخاصة بمستوى جودة خدمة كل شبكة "فودافون وموبينيل واتصالات" بجميع مناطق الجمهوية، وهو ما لم يحدث خلال الربع الثانى من العام الجارى.
ويتم قياس معايير جودة الخدمة من حيث الخدمات الصوتية، نسبة عدم نجاح بدء المكالمة 2% ونسبة انقطاع المكالمات وهى 2% وجودة الصوت 10%، وخدمات نقل البيانات من نسبة عدم نجاح بدء خدمة نقل البيانات 10% والزمن اللازم لبدء خدمة نقل البيانات 10 ث، وسرعة نقل البيانات طبقا لما يتم قياسه.
تقرير جودة الخدمة تثير غضب شركات المحمول
وأثار نشر تقرير جودة الخدمة والقياسات الخاصة بها غضب بعض شركات المحمول خلال السنوات السابقة، حيث يرى بعض المسئولين بالشركات أنه تقرير فنى لا يجب أن يطلع عليه المستخدمون، كما تسبب آخر تقرير فى أزمة مع بعض الشركات، بينما كان يصر مسئولو الجهاز خلال السنوات السابقة على نشر التقرير بالموقع الإلكترونى، حتى يكون هناك شفافية أمام المستخدمين، حسبما أكد مصدر مسئول لليوم السابع.
واكتفى بيان الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، والذى يعد حكما بين جميع المشغلين والمشتركين بإصدار بيان دون أن يوضح فيه أية تفاصيل للمستخدمين وسط حالة من الجدل بمواقع التواصل الاجتماعى من عدم الرضا عن جودة الخدمات المقدمة.
وضع برامج لتحسين الخدمة منذ أكثر من عام
وكان المهندس هشام العلايلى، الرئيس التنفيذى السابق للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، قد أوضح فى وقت سابق أن تحسين مستوى الخدمة بدأ العمل به منذ أكثر من عام، وقبل تولى المهندس خالد نجم منصب وزير الاتصالات فى مارس الماضى، بعد وضع الجهاز برامج خاصة لحل المشكلات الفنية لدى الشركات لتحسين مستوى الخدمة.
وأشار بيان "جهاز الاتصالات" إلى ما تم نشره فى وقت سابق أنه قام باتباع مجموعة من الخطوات الاستباقية للحيلولة دون تدنى مستوى الجودة عن المعايير العالمية المتبعة فى هذا الاتجاه، وبالتالى تفادى حدوث تجاوزات فى تقارير جودة الخدمة، وإيجاد حلول بديلة فى حالة الأزمات المسببة لانقطاع الاتصالات.
وأشار البيان إلى ما وصفها بالمناطق التى تعانى من مشاكل مزمنة فى الجودة على نطاق الجمهورية، والعمل على إيجاد حلول جذرية لها، حيث تحقق هذا خلال الشهور الماضية فى مدن المنصورة وكفر الشيخ وهى المناطق التى كانت تشكو من سوء الخدمة بها.
وأكد الجهاز على ما نشر فى وقت سابق من العام الماضى، بتطوير طرق قياسات جودة الخدمة بشكل يضمن التمثيل الحقيقى لأداء الشبكات، ويواكب التطور التقنى ويلبى الاحتياجات الجديدة للمستخدم، وكذلك إصدار تقارير القياسات شهرياً بدلاً من ثلاثة أشهر، للمتابعة المستمرة على فترات قريبة للإسراع فى اتخاذ إجراءات تحسين الجودة.
وأشار الجهاز إلى الاتفاق مع شركات المحمول على تعديل استراتيجية توزيع الخدمات الصوتية وخدمات نقل البيانات على التكنولوجيات المختلفة 2G & 3G وفقاً لطبيعة المنطقة وكثافة الحركة بها، لزيادة نقاء الصوت، لافتا إلى أنها زادت بنسبة 50% فى المتوسط، كما أكد على التركيز على قياس الجودة على الطرق واللجوء للحلول البديلة لحل المشاكل.
وأوضح أن مقارنة تقارير جودة خدمات المحمول بتقارير شكاوى المواطنين الصادرة عن مركز خدمة العملاء بالجهاز القومى لتنظيم للاتصالات 155 لتحديد المشاكل وللتأكد من التحسن المستمر بجودة الخدمات، وتكثيف الاجتماعات الفنية مع الشركات للعمل على تحسين قائمة أسوأ محطات من حيث تقديم الخدمة للعملاء.
وذكر الجهاز بأخر فقرة فى بيانه، أنه نتيجة لما تم اتخاذه من إجراءات فقد نتج تحسن ملحوظ فى جودة الخدمة فى جميع أنحاء الجمهورية خلال الأربعة أشهر الأخيرة، وللمرة الأولى حدوث انخفاض كبير فى رصد أى تجاوز لأى من الشركات الثلاث لمعايير جودة الخدمة المقدمة للمواطنين فى شهر يوليو الماضى.