فمن يراقب تحركات حماس يلاحظ لهثها دائما وراء المصالح دون المبادئ، وهذا هو الأمر الذى يدفعها حاضرة وبقوة لإدانة أحداث الإرهاب فى السعودية والتى كان آخرها تفجير مسجد قوات الطوارئ السعودية فى مدينة أبها، وهو ليس التفجير الأول الذى حرصت الحركة على أن تكون حاضرة وبقوة فى أوائل صفوف الداعمين للمملكة.
المشكلة لا تكمن فى إدانة حماس للإرهاب بالسعودية فالجميع يدين ولكن النقطة الفاصلة فى تجاهل الحركة لما تواجهه قوات الجيش المصرى من عمليات إرهابية متتالية فى رفح والشيخ زويد تٌسقط العديد من الشهداء، فهل ترى قيادات الحركة اختلافًا بين هذا وذاك أم أن هذا حلال وهذا حرام، وأى معيار تستخدمة حماس التى تنتمى لتنظيم الإخوان الإرهابى لتصنيف تلك الأحداث.
المصلحة هى كلمة السر.. فالحركة التى صنفت نفسها منذ نشأتها بحركة مقاومة لا يوجد هدف أمامها سوى تحرير الأقصى تتنقل بين أحضان الدول العربية والإقليمية رغبة فى حفنة من المال لتمويل أنشطتها التى لم تمثل يوما تهديدا حقيقيا للاحتلال الإسرائيلى.
بالأمس كانت حماس فى أحضان إيران التى جمعتهما المصالح على الرغم من الاختلاف المذهبى بين حماس السنية وطهران الشيعية، وفتحت قيادات حماس أبوابها على مصراعيها للتمويل الإيرانى دون اكتراث بمبادئ الدولة الشيعية وطمعها فى التوسع والتوغل فى الأراضى العربية والإضرار بمصالح شعوب المنطقة.
وبين ليلة وضحاها وبحثا عن المصالح أدارت حماس ظهرها لطهران وشدت رحالها إلى السعودية طمعا فى مصدر أكبر للتمويل، فحماس راقبت التطورات فى المنطقة واستغلت المخاوف الخليجية عقب توقيع الاتفاق النووى الإيرانى مع دول "5+1"، وسعت ومن خلفها دولة قطر الممول الأساسى للإرهاب بالمنطقة بناء على شواهد المراقبين للتلويح بأنها يمكن أن تكمل تحالفا سنيا فى المنطقة يضم "تركيا وقطر" لمواجهة النفوذ الشيعى الذى من المتوقع أن يتمدد بعد استمداد إيران قوة من توقيعها الاتفاق.
ورأت فى ذلك ورقة يمكن بها كسب ود المملكة العربية السعودية والتقرب لها وعلى هذا الأساس رسمت سيناريو للوصول للهدف، واختارت السعودية وجهتها بعد توتر علاقاتها بالقاهرة التى تعلم جيدا علاقة حماس بما تعانية سيناء من إرهاب سواء من خلال تصدير العناصر الإرهابية التى تمثل الأنفاق مصدرها الأول، أو من خلال تدريب تلك العناصر بين ميليشياتها العسكرية فى قطاع غزة، أو على أقل تقدير وجود اتصالات بين الحركة والإرهابيين، لأن كل هذه الجماعات تقوم على وحدة الفكر والأيدولوجيا والمصالح.
وبعد أن طردت طهران حماس من جنتها وأغلقت "حنفية" التمويل لها توجهت للسعودية، وجاء هذا التغير بعد انقلاب الحركة الإسلامية على نظام بشار الأسد فى سوريا والمدعوم من طهران والجميع يذكر رفض الدولة الشيعية استقبال رئيس المكتب السياسى لحماس خالد مشعل لمرتين متتاليتن الأولى فى أكتوبر 2013 والثانية فى مارس 2014.
ويرى البعض أن نفاق حماس هو "سوء تقدير سياسى"، وانحياز للمصلحة الحزبية على حساب المصلحة الفلسطينية العليا، و"تنكر" لدعم إيرانى، وهو ما يؤكد أنها ليست حركة تبحث عن تحرير الأقصى والأراضى الفلسطينية المحتلة وإنما تبحث عن حياة رغدة لقياداتها التى تترك الشعب الفلسطينى وحده يتجرع ويلات الاحتلال فى حين يتنقلون هم ما بين العواصم الهادئة وينفقون من جيوب الدول الأخرى.
موضوعات متعلقة..
- خالد مشعل سفير النوايا "السيئة" لحركة حماس.. باع دماء شهداء فلسطين بحفنة من "الدولارات" ويستعد لبيع القضية لإسرائيل مقابل حكم غزة.. الحركة السبب الرئيسى فى غياب التوافق فى البيت الفلسطينى
عدد الردود 0
بواسطة:
سماح.المغرب
فلسطين قضيتنا الاولى
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن محمد
مصر