نقلا عن اليومى..
يبدو أن معركة الطاقة فى مصر، ستمتد لتشمل بيوت الله، حيث أكدت وزارة الكهرباء فى بيان سابق لها، أنها أرسلت منذ شهرين، خطابا رسميا إلى وزارة الأوقاف، تطالبها فيه بدفع فاتورة الكهرباء عن المساجد، وتركيب عدادات مسبقة الدفع، وردا على ذلك أكد الشيخ محمدعبدالرازق عمر، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، فى تصريحات سابقة، أن الوزارة سوف تمتثل لطلب الكهرباء بتركيب عدادات إلكترونية كودية مسبقة الدفع، لتدفع «الأوقاف» بذلك فواتير 85 ألف مسجد وزاوية حكومية، يضاف إليها 9 آلاف مسجد أهلى و24 ألف زاوية أهلية تدفع المحليات فواتير الكهرباء عنها بديلا عن المواطنين.
«اليوم السابع» تجولت فى 10 مساجد بمناطق مختلفة من القاهرة، وقامت برصد حجم الكهرباء التى تستهلكها عن طريق تجميع أعداد وحدات الإنارة والتكييفات والمراوح، ومعرفة مقدار الطاقة التى تلزمها للتشغيل، فى 12 ساعة لتتعرف على مقدار الطاقة المستخدم.
وتوصلت «اليوم السابع» من خلال حساباتها إلى أن الـ10 مساجد التى زارتها تتكلف كهرباء شهريا بنحو 23 ألفا و342 جنيها، جزء كبير منه يعد طاقة مهدرة بسبب الإنارة المبالغ فيها فى المساجد لدرجة أن أحدها لا تتعدى مساحته 400 متر تقترب عدد وحدات الإضاءة به من الـ100 لمبة، ونفس الأمر بالنسبة للتكييفات والمراوح التى تُشغل على أعلى درجة.
وبلقاء عدد من مسؤولى المساجد للحديث عن كم الكهرباء التى يستهلكونها، قال الشيخ أبوالعزائم محمد، إمام أحد أكبر المساجد فى منطقة إمبابة، إنه حتى الآن لم يتم إبلاغهم بأى قرارات بشأن دفع المسجد لفواتير الكهرباء، لافتا إلى أنه حتى الآن لم يتم تركيب عداد داخل المسجد، وما حدث هو مجرد سماعه عن هذا القرار من خلال الإعلام فقط، لكن لم يتم اتخاذ أى خطوات فعلية تجاه تنفيذه.
وأوضح «أبوالعزائم» أن المسجد الذى يتولاه مساحته تقريبا 500 متر، يوجد به 6 تكييفات، و15 مروحة، بالإضافة إلى 15 وحدة إضاءة، لافتا إلى أنه يحرص على عدم تشغيلها طوال اليوم، فالتكييفات الهوائية يتم تشغيلها أوقات الصلاة فقط، على أن يتم إغلاقها باقى اليوم حفاظًا على الاستهلاك، كما أن المسجد لا تتم إضاءته نهارًا بين الصلوات.
وأكد إمام المسجد أنه لا يوجد أى مانع من أن يكون هناك رقابة من الأوقاف على المساجد فى استهلاك الكهرباء، خاصة أن هناك إهدارا يحدث فى الاستهلاك بشكل كبير من قبل البعض، مشيرا إلى أن على جميع أئمة المساجد أن يراعوا ترشيد استهلاك الطاقة.
وعن رأيه فيما إذا كان هذا القرار سيؤثر على إصدار تراخيص لبعض المساجد والزوايا، قال الشيخ أبوالعزائم، إن مصر لديها ما يكفى من المساجد، بالإضافة إلى أن أعداد الزوايا تزايدت بشكل كبير جدا لدرجة أن بعض الشوارع بها أكثر من ثلاث زوايا، مؤكدا أنه لا داعى لكثرة عدد الزوايا على أن يكون هناك جامع كبير فى كل شارع بدلا من إنشاء زوايا متفرقة.
وأكد الشيخ «السيد الطيب»، إمام مسجد الميدان، أكبر مسجد بمنطقة حدائق حلوان، أن المسجد الذى يتولاه تابع لوزارة الأوقاف، وفعليا تم تركيب عداد فيه منذ عام 2007 إلا أنه لا يطالب بدفع أية فواتير كهرباء، لأن وزارة الأوقاف هى المسؤولة عن الدفع ويتم من خلالها تسوية الأمر مع وزارة الكهرباء، لافتا إلى أن عدد التكييفات الهوائية فى المسجد يصل إلى عشرة، بالإضافة لوجود حوالى 30 مروحة، وخمسين وحدة إضاءة. فيما أشار عمرو أبويوسف، أحد العاملين بمسجد على بن أبى طالب، إلى أن المسجد الذى يعمل به تحت إشراف مباشر لوزارة الأوقاف، منذ التسعينيات من القرن الماضى، بالفعل تم إخضاعه لتركيب عدادات كهرباء خلال التسعينيات، وأن هيئة الكهرباء تقوم بتحصيل الفاتورة الشهرية من وزارة الأوقاف، مؤكدا أن العاملين فى المسجد يعملون على تقليل الاستهلاك من الكهرباء، عن طريق غلق مكيفات الهواء، وعدم استخدامها، إلا خلال مواقيت الصلاة فقط. ومن جانبه أكد مصدر من وزارة الكهرباء أن الوزارة ستقوم خلال الفترة المقبلة بتركيب العدادات داخل كل المساجد التابعة لوزارة الأوقاف، وأن العدادات ستقوم بحساب استهلاك الكهرباء داخل المسجد وكل الوحدات الملحقة به سواء كانت صالات عقد قران أو غيرها.
