ماذا قدمت أحزاب رجال الأعمال للحياة السياسية؟.. خبراء: تخدم مصالح الممولين وأحدثت ردة عكسية لأهداف الثورة.. وحسن نافعة: فقاعات على السطح والانتخابات تحدد وزنها..ووحيد عبد المجيد: بمرحلة الصبا ولم تنضج

الثلاثاء، 18 أغسطس 2015 11:08 م
ماذا قدمت أحزاب رجال الأعمال للحياة السياسية؟.. خبراء: تخدم مصالح الممولين وأحدثت ردة عكسية لأهداف الثورة.. وحسن نافعة: فقاعات على السطح والانتخابات تحدد وزنها..ووحيد عبد المجيد: بمرحلة الصبا ولم تنضج حسن نافعة
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت الحياة السياسية إبان ثورة 25 يناير وعلى مدار الـ5 سنوات الماضية، ظهور عدد كبير من الأحزاب، حيث اعتبرت تلك الفترة بداية لفتح باب الحريات أمام ممارسة العمل العام والسياسى دون قيود، ولعل ما برز فى تشكيل بعض تلك الأحزاب أنها نُسبت لأفراد أو رجال أعمال دون أن تدشن بشكل مؤسسى فى بناء هيكلها، لتكون أقرب إلى أن توصف "بالشركات" أو "شركات حزبية" وليست أحزابا، وذلك لأن رئاستها أو إدارتها بشكل مباشر أو غير مباشر يكون عن طريق الشخص المؤسس للحزب أو الممول الرئيسى لها، والذى يدين له كل الأعضاء بالولاء، بالإضافة إلى كونه المتصرف والمتحكم فى سياسات الحزب بما يناسب رؤيته.

حسن نافعة: أحزاب رجال الأعمال فقاعات على السطح والانتخابات ستحدد وزنها


وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن الأحزاب التى تعتمد على أفراد أو تمويل رجال الأعمال لم تختبر، فهى فقاعات موجودة على سطح المياه وطافية على سطح الحياة الحزبية، وقد تثير ضوضاء ولكن وزنها وثقلها الجماهيرى غير معروف، والذى يحدد هذا الثقل الانتخابات التى لم تتم بعد، وبالتالى تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة أول اختبار حقيقى لهذه الأحزاب.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، لـ"اليوم السابع"، أن المشكلة تكمن فى أن الحياة الحزبية بالكامل مشوهة، وأن البيئة الحاضنة لها ليست سليمة ولا تساعد على ازدهار الحياة السياسية، مشدداً على أن القضية يجب أن تعالج من جذورها بوجود قانون انتخابى سليم، وبيئة حاضنة ومشجعة لازدهار ونمو الأحزاب السياسية، وتوافر انتخابات حرة ونزيهة لأنها هى التى تشكل المعامل الحقيقية لإمداد التجربة الحزبية، وهى العوامل غير المتوفرة حاليا –على حد قوله، مضيفاً "لذلك ستطفو أعشاب على السطح فى كل مكان، مما يساعد على مزيد من إفساد الحياة الحزبية فى مصر".

وأضاف أن المشكلة فى المناخ السياسى بشكل عام الذى يجب أن يُهيئ لنمو وازدهار أحزاب حقيقية، مشيراً إلى أنه حال توافرت أحزاب حقيقية وجادة مستعدة للنزول إلى القواعد الشعبية، فى ظل عدم توافر فرصة لخوضها انتخابات نزيهة وحرة، وفرصة لتشكيل برلمان قوى وسليم، ومراقب لأداء الحكومة، فإنها ستضمر بشكل طبيعى ليأس العاملين على هذه الأحزاب.

يسرى العزباوى: ساهموا فى سرقة وتمويع الأحزاب وتسببت فى ردة عكسية لأهداف الثورة


ومن جانبه، قال الدكتور يسرى العزباوى، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، "لا يوجد أحزاب سياسية بالمعنى العلمى فى مصر، ولكن لدينا أحزاب قائمة على فكرتين الأولى تعتمد على الفرد المؤسس والممول، والثانية تعتمد على الفرد الذى يدير، وهذه التجربة ساعدت على مزيد من انهيار التجربة الحزبية فى مصر، وهناك حوالى 20 حزبا تتم إدارتهم أو تمويلهم من قبل رجال الأعمال، وهذه الأحزاب تعمل على خدمة مصلحة وسياسة رجال الأعمال الممولين، وليس لإقامة حياة حزبية على أساس علمى للدولة المصرية".

وأضاف الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"اليوم السابع"، إن تمويل رجال الأعمال لبعض الأحزاب ساهمت فى مزيد من إضعاف وتهميش الأحزاب وسرعة التلاشى وليس تقويتها، لأنه بمجرد انتهاء التمويل الحزب يتلاشى وينتهى، مؤكداً أن أحزاب رجال الأعمال ساعدت بشكل أساسى على سرقة وتمويع أحزاب الثورة، وتسببت فى ردة عكسية على أهداف الثورة المصرية، وذلك فى ظل حالة الانفجار الحزبى بعد الثورة التى لم يصاحبها وعى وإدراك لأهمية الأحزاب السياسية.

وأشار إلى أن رجال الأعمال أردوا العودة للمشهد السياسى ولكن هذه المرة ليس بغطاء اقتصادى بل بغطاء سياسى، وهو الأمر الذى وفر لهم الإطار العام للمشاركة مع السلطة وصانعى القرار لخدمة مصالحهم فى ظل غياب البرلمان، مضيفاً "ولذلك أغلب رجال الأعمال أسسوا أحزاب سعياً لدخول البرلمان المقبل، وهو ما جعل الثروة التى قامت من أجل فصل التزاوج بين الثروة والسلطة، أن تكون سبباً فى إعادة تزاوج السياسة بالثروة والسلطة مرة أخرى، وذلك نتيجة ميراث تاريخى طويل، وعدم وجود وعى لدى المصريين بشكل عام".

وتابع: "على الرغم من أن الثورة فترة خصبة للانضمام إلى أحزاب، إلا أن الجميع فضل الانتماء

لحركات سياسية واحتجاجية، وهذا الأمر يفرض على الرئيس والسلطة الحالية أعباء إعادة تأسيس الحياة الحزبية من جديد على أسس جديدة تقوم على أسس مؤسسية بالفعل متواجدة فى الشارع لنتمكن من إقامة حياة ديمقراطية، والبحث عن حلول خلاقة لتمويل الأحزاب السياسية المصرية، لمواجهة تسلل رجال الأعمال للأحزاب بالتمويل، وترخيص الحق للأحزاب فى إنشاء شركات واستثمار مواردها لتوفير التمويل اللازم لعمل الحزب دون اللجوء لتمويل رجال الأعمال، كما أن هناك دورا أساسيا على الأحزاب أيضاً يتمثل فى إعادة تنظيم نفسها ذاتيا عن طريق إعادة بناء الهيكل المؤسسى داخل الحزب، وحل الخلافات والنزاعات بطرق سلمية وفقاً للوائح الأحزاب وقوانينها".

وحيد عبد المجيد: الأحزاب مازالت فى مرحلة الطفولة والصبا


بدوره، قال الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، "احنا فى مرحلة "كى جى" أحزاب، وعادة هذه المرحلة تكون فيها تجارب معظمها غير ناضجة ومقوماتها ضعيفة، وفى البداية ينشأ الحزب ضعيفا معتمدا على شخص أو مجموعة أو دعم مالى من هنا أو هناك حتى يتوفر له المناخ لكى ينضج".

وأوضح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"اليوم السابع"، أنه كى تسير الأحزاب فى المسار السياسى لاستمرار تطورها ونضجها، يجب أن تأخذ وقتا لا يقل عن 10 سنوات لتصبح أحزابا حقيقية قادرة على أداء دورها، وذلك لأن الحزب مثل الكائن الحى يتطور تدريجياً.

وأضاف أن الأحزاب مازالت فى مرحلة الطفولة والصبا ولم يتح لها الوقت لكى تنضج، وإذا أتيح لها هذا الوقت دون فرض قيود عليها وسط أجواء أكثر حرية ستنضج تدريجياً، ولكن إذا لم تتوفر هذه البيئة كما حدث من قبل بتقييد الأحزاب فى منتصف السبعينات ستتوقف عن النمو، مشيرا إلى أنه فى حال توافر المناخ السياسى الصحيح سيجعل الحالة الفردية التى تنشأ عليها الأحزاب تتطور إلى حالة مؤسسية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة