سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. سعد زغلول يستقبل وفد "ميت غمر" فى عزبته

الإثنين، 17 أغسطس 2015 08:45 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. سعد زغلول يستقبل وفد "ميت غمر" فى عزبته سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من عادة الزعيم الوطنى سعد زغلول أن يقصد عزبته فى قرية "مسجد وصيف"، وتقع فى محافظة الغربية بين مدينتى بنها عاصمة محافظة القليوبية، وميت غمر بمحافظة الدقهلية، وفى مثل هذا اليوم"17 أغسطس 1921"كان متوجدا فيها، وتزامن وجوده مع أيام عيد الأضحى وكان أول أيامه "14 أغسطس ".

كانت الأجواء السياسية التى تعيش فيها مصر وقتئذ ملتهبة، فبينما تدور مفاوضات مع بريطانيا من أجل الاستقلال، كان هناك انشقاقا فى حزب الوفد، حيث تمرد بعض كبار رفاق سعد عليه وهم، على باشا شعراوى، محمد محمود باشا، لطفى السيد بك، عبد العزيز فهمى بك، الدكتور حافظ عفيفى بك، محمد على بك، وبلغ الخلاف مبلغه بين هؤلاء وسعد، أن"سعد باشا طرب للحملة التى قامت بها بعض الصحف الإنجليزية ضد "عدلى باشا وإخوانه أعضاء الوفد الرسمى الذى كان فى لندن فى شهر يوليو1921 للتفاوض حول مستقبل مصر، وذلك حسب ما يذكره عبد الرحمن فهمى فى مذكراته "يوميات مصر السياسية –الجزء الرابع "، الصادر عن دار الكتب والوثائق القومية – القاهرة "، ويشير فهمى إلى أن سعد أرسل تلغرافا إلى "المستر سوان"النائب فى مجلس العموم البريطانى يشكره على الأسئلة الدقيقة التى وجهها هو وزملاءه النواب إلى الحكومة البريطانية حول البعثة المصرية، قائلا: "هناك وقائع إكراه وغش ارتكبها عمال الحماية فى مصر للحصول على الثقة بهذه البعثة، التى تألفت بنفوذ السلطة الانجليزية وسافرت تحت حماية قوتها رغم الإرادة المصرية ".
وفور أن تم نشر تلغراف سعد باشا للنائب البريطانى أصدر"المنشقون"بيانا طويلا، ومما جاء فيه: "إلى سعد زغلول باشا ومن ينحو نحوه، نقدم نصيحتنا الخالصة ألا تطوح بهم الشهوات إلى مهاوى السهو عن اعتبار بريطانيا العظمى خصما لا حكما، وأن يعدلوا عن خطة إشغال البرلمان البريطانى والصحف البريطانية والرأى العام البريطانى بشئوننا الداخلية وبالنظر فيم إذا كان الحكام المصريين، أهلا للقيام بأعباء أمتهم ولا ما إذا كانت الأمة من الضعف إلى حد أن تكره معه ".
قصة الخلاف بين سعد وعدلى هى واحدة من أشهر نماذج الانشقاقات التى تلت ثورة 1919، وهناك الكثير من المؤلفات التى عالجتها فى سياق سياسى أشمل وأوسع، وألقت بظلالها على اللقاءات التى عقدها سعد باشا مع الوفود الشعبية من محافظات الدلتا التى ذهبت إلى سعد باشا فى عزبته ب"مسجد وصيف "، وفى 17 أغسطس ذهب إليه وفد من ميت غمر لتهنئته بالعيد، وتجديد الثقة فيه، ويقول عبد الرحمن فهمى: "كانت الأمة فى هذا الوقت منقسمة إلى شيع وأحزاب ففريق يؤيد سعدا، وآخر ينصر عدليا، وثالث يعطف على الاثنين، ورابع ينقسم عليهما وهذا مما لا يسر له وطنى غيور على مصلحة بلاده ".
انعكست هذه الحالة التى كانت عليها مصر على سعد باشا أثناء استقباله لوفد"ميت غمر "، وبدا ذلك فى خطابه عليهم، وكانت هناك انتخابات مقبلة لمجلس النواب، قال: "نحن قادمون على أمر خطير جدا وهو أن يكون منا نواب تتألف منهم جمعية وطنية لتنظر فى المفاوضات ونتيجتها، أن المفاوضين منا يريدون أن يتلاعبوا بنا كى يتمكنوا من تفريق كلمتنا، وإذا آنسوا فينا هذا الانقسام تمكنوا بواسطة رجال الإدارة أن ينتخبوا نوابا يكونون آلات صماء فى أيديهم لأجل أن يصدقوا على المشروع الذى سيأتون به فاحذروا، وإذا أتى يوم الانتخابات فانتخبوا من وثقتهم بهم، ومن عرفتم أنهم أهل لأن يترافعوا عنكم".
قال سعد، أن ما يعمله هنا الحكام أعمال صبيانية وليس من شأنها أن تخمد الحركة التى قمتم بها، إنهم يطوفون عليكم بخزعبلات وأراجيف بمكذوبات وأضاليل يريدون أن يسمموا عقولكم ولكن ساء فألهم.
هتف الزائرون: "يسقط يسقط المنشقون"، وحين وصل إلى نهاية كلمته أوصى: "يجب عليكم ألا تنتخبوا إلا من وثقتم بهم"، قاطعه الحاضرون بهتافات ب"طول البقاء لزعيم الأمة "





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة