تشاهد جرارا من الحجم الكبير يجر خلفة "فنطاس" ضخم الحجم يقوده طفل لا يتعدى عمره عن 15 سنة ويسير بسرعة جنونية وكأنه يلهو بالجرار بين حارات ضيقة وشوارع غير ممهدة، وفى غياب تام للمرور والمسئولين يدهس عجلات الجرار خلال الرجوع للخلف رؤوس الأطفال الذين يلهون مع أقرانهم، وفى لحظات تختفى معالم الجريمة ويهرب السائق ويخزن الجرار، وتختلط أصوات الصراخ والبكاء بأصوات تأتى من أفراد عائلات كبرى تواسى أهل الطفل، وتعرض مبالغ مالية ضئيلة للتنازل عن الواقعة واعتبارها قضاء وقدر، ليتكرر المشهد دون رادع أو محاسبة.
وكان آخر ضحايا الإهمال مصرع طفل 7 سنوات منذ يومين أسفل عجلات جرار كسح بقرية ميت نما، التابعة لمحافظة القليوبية وخرج أهالى القرية وقاموا بقطع الطريق مصر إسكندرية الزراعى اعتراضا على إهمال المسئولين تجاههم منذ عشرات السنين.
ويوجد 4 نواب مجلس شعب سابقين يقطنون القرية إلى يومنا هذا، والأهالى يصفونهم بالفاشلين لأنهم لم يستطيعوا توصيل الصرف الصحى للقرية وهم تحت القبة، وانتقلت قيادات أمن القليوبية إلى القرية بعد قطع الطريق وقدموا النصح للأهالى، وتم فتح الطريق، وتبين أن الأهالى خرجوا بعد مصرع الطفل "عمرمحمد السيد" 7 سنوات، واغتالته عجلات الجرار بدون لوحات معدنية، يقودة صبى 17 عاما يدعى كريم .س" فلقى مصرعه فى الحال.
حصد أرواح الأطفال الأبرياء
وأكد فتحى موسى موظف من سكان القرية أن هذه الجرارات تحصد أرواح المواطنين والأطفال نتيجة قيادة صبية وأطفال لا تتعدى أعمارهم 15 سنة لهذه الجرارات، كاشفا أن هذه الجرارات تسببت فى موت أكثر من 7 أطفال من سكان القرية خلال ثلاثة أشهر.
5000 منزل محرومين من الصرف الصحى
وأوضح المستشار دسوقى جمعة أن أساس المشكلة هو عدم توصيل خطوط الصرف الصحى للقرية رغم إنهاء تنفيذ محطة الصرف التى تم تسليمها للجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى بالقليوبية، ووعد مسئولى الجهاز ومياه الشرب بتشغيلها فى 30 يونيو الماضى وعلى الرغم من مرور شهرين على موعد التشغيل إلا أن المحطة ما زالت متوقفة ولم يتم توصيل خطوط القرية لها، وقال "دسوقى": نخشى انسداد أو كسر خطوط الصرف التى تم توصيلها للشوارع والمنازل بسبب عدم تشغيلها، ومرور الجرارات والسيارات النقل على تلك الخطوط خاصة أنها قريبة من سطح الأرض.
أصحاب الجرارات وراء عدم تشغيل الصرف الحى للقرية
ومن جانبه، قال مصطفى عبد الفتاح من سكان القرية إن هناك شائعة تقول إن أصحاب الجرارات وراء منع تشغيل محطة الصرف التى تم إنشاؤها بالفعل.
واعتبر مصطفى عبد الفتاح أن أصحاب جرارات الكسح يحققون مكاسب طائلة جراء منع تشغيل محطة الصرف الصحى لأن الجرارات تنقل الصرف الصحى من خزانات المنازل إلى الترع والمصارف أمام أعين المسئولين.
رفع سعر النقلة من 10 جنيهات إلى 40 جنيه
وقال أحمد سعد، من أهالى القرية، إن أصحاب تلك الجرارات قاموا برفع سعر النقلة الواحدة من 10 جنيهات إلى 25، وفى الأعياد والمناسبات تصل 40 جنيهًا، مما يرهق كاهل المواطنين، واشتكى من أن أصحاب المنازل بالقرية يقومون بقطع المياه عن السكان بمجرد امتلاء الخزان بمياه الصرف الصحى، موضحا أن مشروع الصرف الصحى يخدم أكثر من 5000 منزل.
أطفال تقود جرارات الكسح بالقرية
وشدد حسين محمد من أهالى القرية على أن هذه الجرارات يقودها صبية وأطفال لا تتعدى أعمارهم بين 11 عاما و17 عاما، وتتسبب بشكل مباشر فى إتلاف وتحطيم أغطية البلاعات الخاصة بشبكة الصرف وبشكل متعمد، بالإضافة إلى تعرض الكثير من أهالى القرية إلى حوادث أدت فى معظم الحالات إلى الموت أثناء مرور تلك الجرارات.
انتشار الأمراض والأوبئة
يقول سيد فرج من أهالى القرية هناك كارثة بيئية فى قيام هذه الجرارات بتفريغ حمولتها التى تحتوى على النفايات الآدمية وما تحتويه من أمراض بترعة الشرقاوية، وفى بعض الأوقات بشوارع مهجورة بالقرية، مما يتسبب فى انتشار الأمراض والأوبئة وإعاقة الأهالى عن المرور بالشوارع.
الاستغاثات لم يرها المسئولون
وقال خالد حمادة إننا استغثنا كثيرًا بالمسئولين وطالبنا بسرعة إتمام مشروع الصرف الصحى فى أسرع وقت، وإرسال عربات كسح تابعة للمحافظة بأسعار مخفضة، ولكن أصحاب الجرارات قاموا بـ"تطفيشهم"، وأرسلنا استغاثات أخرى لمحافظ القليوبية ولكن دون استجابة.
الأهالى يناشدون رئيس الوزراء ومحافظ القليوبية
ويناشد أهالى قرية ميت نما المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، والمهندس محمد عبد الظاهر، محافظ القليوبية، بسرعة تشغيل محطة الصرف الصحى وتوصيل قرية ميت نما وحوض العمدة لشبكة الصرف الصحى، لإنقاذ أطفال القرية وإنقاذ أهالى القرية من كارثة بيئية ومرضية.
