والغريب فى الأمر رغم وجود المفكرين والمثقفين لكن أقلامهم دوما هزيلة وأصواتهم منخفضة حجبت بين ضوضاء تفجير الإرهاب الفكرى الذى ساد المنطقة . فقد صرنا لا نعرف من هو العدو الحقيقى لنا؟ هل هو الجار المسلم أم الكافر الجاحد، هل هو الأخ المعدم أم الغريب المبهم؟
أتأمل كثيرا الأحداث من حولنا واستغرب من مفاهيم غريبة ومصطلحات تؤلمنى، فعبارة الربيع العربى التى انتشرت بصورة كبيرة أخذت أكثر من معنى، حينا كان حقا ربيعا وحينا كان خريفا وخرابا، استخدمت لكى يصفع العربى أخيه العربى ويشتم المحكوم الحاكم، هل لنا أن ندرك من هو عدونا الحقيقى؟ هل لنا أن نحترم بعضنا الآخر حتى لو اختلفنا بالرأى، أما آن الأوان أن نفكر كجماعة ونرتقى بفكر ينتشلنا من خطط الاستعمار الغادر الهادف لتغيير خريطة المنطقة، فأنا برأيى المتواضع نحتاج إلى خطوات تصعيدية صارمة تحد انتشار المرض وانهيار الوطن ومن أهم تلك الخطوات:
• دور الحكومات:
يجب على الحكومات العربية توحيد الصف والتمسك بالدين وبسيرة أشرف الخلق سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام من خلال سن القوانين ومعاقبة من يحاول تعزيز الفتنة والطائفية، إلى جانب التركيز على التنمية والاستثمار البشرى والاهتمام بالشباب ورفع مستوى الوعى لدى الجميع باستخدام مختلف الوسائل، إضافة إلى الاهتمام بالعلم والعلماء وتقدير المتميزين وتطوير القدرات والمهارات على جميع الأصعدة.
• دور مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى:
يجب على مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى دعم خطوات الإصلاح ونبذ الطائفية والقبلية وتعزيز روح الوطنية والولاء لدى جميع المواطنين والمقيمين وإعطاء الفرص لمن يستحق والتقليل من المحسوبية والواسطة.
• دور علماء الدين وأصحاب الرأى والمشورة فى الدولة:
يجب على شيوخ الدين وأصحاب الرأى والمشورة فى الدولة الوعظ وتعزيز روح المواطنة والانتماء الدينى من خلال المحاضرات والندوات وجميع وسائل التواصل ونشر الوعى بصورة كبيرة والتركيز على المبادئ الايجابية مثل الوطنية والولاء وسيرة الأنبياء والصحابة وغيرها من المواضيع المفيدة.
• دور الأسرة :
يجب على الأسرة رعاية أبنائها وغرس روح المواطنة والانتماء واستخدام الأساليب والمناهج التربوية السليمة ونبذ القبلية والعنصرية لبناء جيل واع يرتقى لمبادئ الدين الراقية.
• دور الفرد :
يجب على كل فرد التمسك بالدين الإسلامى وقراءة سيرة الرسول الكريم والصحابة والتعلم منهم، إلى جانب التمسك بالعلم وتنمية الفكر بما هو مفيد والتفكر وتحليل الأمور بصورة منطقية لمعرفة أسباب ومدركات جميع الأحداث التى تحدث من حولنا وعدم الانسياق وراء الاشاعات والفتن. واستخدام وسائل التقنية بصورة ترفع من قدره وتضيف إلى فكره.
وأخيرا يجب علينا أن نخطو أولى الخطوات بأنفسنا. فتمسكنا بمبادئ الدين الحنيف وعدم الاستسلام أو الانسياق للأفكار الدخيلة هو وميض النجاة من ظلمة الاستعمار. لنتقدم ونؤمن بقدرتنا ونعزز روح المواطنة والانتماء بأنفسنا فالوطن يستحق وينتظر منا الكثير.