فى مهمة عمل سريعة إلى الإسكندرية وفى الطريق من القاهرة إلى عروس المتوسط مرورا بالطريق الصحراوى، تذكرت قول الشاعر العربى: «لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها، ولكن أحلام الرجال تضيق»، فهذا هو الطريق الذى تحول إلى عقدة حقيقية للانتهاء منه وتوسعته وتطويره طوال أكثر من 10 سنوات، يتحول فى عام أو أكثر إلى طريق مبهر يضاهى أفضل الطرق السريعة فى العالم، وأنا أعى تماما ما أقوله، فقد سافرت إلى دول عديدة أوروبية وعربية، وخاصة الدول الخليجية، ورأيت روعة طرقاتها السريعة، ولذلك أستطيع أن أقول إن طريق مصر إسكندرية الصحراوى بفضل «أحلام الرجال» التى لم تضق بعد 30 يونيو من أفضل الطرق السريعة فى العالم.
الطريق فى سنوات سابقة وفى عهد حكومة نظيف كان أشبه بالكابوس لدى المارين من خلاله فى الذهاب والعودة من القاهرة إلى الإسكندرية أو العكس، وتعاقبت عليه عشرات الشركات لإصلاحه وتأهيله وتطويره، ولكن زمن الفساد جعل الطريق الأشهر فى مصر والرابط بين العاصمتين وعدد من المدن الأخرى، غير قابل على التطوير، والقادر على هزيمة الحكومة التى وقفت عاجزة بكل أجهزتها وهيئاتها لتطوير الطريق، وحل مشاكله، فماذا حدث؟ وكيف تحول الطريق من كابوس إلى حلم جميل أصبح حقيقة واقعة، وكيف تحول من مصيدة لحصد أرواح المصريين إلى مزار سياحى بعد تطويره فى زمن قياسى؟
الطريق الذى يرجع إنشاؤه إلى عام 1935 بواسطة شركة شل كـ«مدق» ضيق، ثم بدأت حكومة ثورة يوليو فى الاهتمام به حتى عام 71، شهد سنوات من الفساد والإهمال، وزادها توقف العمل به بعد يناير 2011، وشهور الفوضى التى أعقبتها ونهب معدات الشركات العاملة فى الطريق.
إهمال الطريق الذى يمتد بطول 220 كيلومترا، وتباطؤ وكسل شركات المقاولات، وعدم المتابعة والحزم من هيئة الطرق، كاد أن يجعل مصر إسكندرية الصحراوى نموذجا للفشل وفقدان الإرادة وعدم القدرة على الإنجاز، ولكن الأحلام لم تضق، وتدخلت القيادة السياسية وأصدرت تعليماتها للهيئة الهندسية - وما أدراك ما الهيئة الهندسية- ودارت عجلة العمل والإنجاز، وفى أقل من عام أصبح مصر إسكندرية الصحراوى طريقا عالميا بمواصفات ومقاييس دولية، ولا يتبقى سوى بعض الرتوش البسيطة ليتحول إلى مزار سياحى بالفعل، وطريق للحرير بحاراته الواسعة فى الاتجاهين ومداخله ومخارجه والجسور الرابطة بين جانبيه وكبارى المشاة، والإشارات واللوحات الإرشادية. الطريق يجعلك تفخر بالإنجاز الذى تم، وبأنه أصبح لدينا طريق حقيقى يضاف إلى مشروعات الطرق التى أنجزتها القوات المسلحة، فأحلام رجالها لا تضيق أبدا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة