وتدور الرواية من خلال بطلين يمارسان لعبة الإنصات والحكى، عن طريق خلق عالم إفتراضى من مكانهما الثابت، نتيجة لعجز حركى أصيبا به الاثنان عن قصد أو فجأة، وقد انفصلا عن العالم الخارجى لفترة من الوقت ليست بقصيرة، مما يدفعهما للبحث عن طريقة لمواجهة هذا التلاشى وشعور طاغ بالعجز النفسى أت من عجز حركى بالغ الصعوبة، هذان البطلان هما رجل من العراق: يحاول الهروب من بغداد بأى شكل هروبا من ملاحقة المشيليات الإجرامية له، التى تحاول قتله أكثر من مرة حتى ينجحوا فى إصابته مما يؤدى الى فقده الحركة، أما البطلة هى امرأة من مصر تتعرض هى الأخرى الى حادث مأساوى بالصدفة، فيصبح عالم الانترنت هو الوسيلة الوحيدة للإتصال بينهما وبين العالم الخارجى والداخلى أيضا .
وهكذا تمزج الرواية بين ثقافتين عربيتين يحملان لواء الحضارة المصرية القديمة، وحضارة بلاد الرافدين العريقة .
ومن أجواء الرواية:
- تعرفين وردة أشعر بك أمى التى توفت قبل رحيل حبيبتي، وعندما رحل الإثنان شعرت أننى يتيم يتم البؤساء
- أنت تضحكني
- هذا ما أريده أمي
- وماذا تريد من أمك أيضا
- إحكى لى حكاية تشغلك عن الحزن وتذكرنى بأمى فأنا يتيم وردة
- إذا يا أمير بغداد المجهول سأحكى لك عن سندباد بغداد
- ومن هو سندباد بغداد؟
- هو شابا صغيرا ونحيل الجسم لكنه يبهر الجميع بقوة إرادته وشجاعته فى مواجهة المهالك التى كانت تهدد حياته
- وما حكايته وردة؟
- فى مدينة بغداد عاش سندباد لسنوات يستمتع بالدعة والراحة، ورث عن أبيه الكثير من الثروة، وبعد ما أنفق جميعها فى اللهو والمتعة، وأصبح مفلسا، لم يجد غير السفر طريقا للهرب من فقره، ومن العمل بالتجارة وسيلة لتحصيل رزقه.. ولما حزم أمره واستقر رأيه اشترى بضائع بالقليل مما تبقى من ماله، ثم ركب سفينة من ميناء البصرة، وخرج يتاجر بها بين البلدان.. ورغم ما صادف خلال سفره من متاعب وأهوال، إستمر يعاود السفر حتى بلغت أسفاره سبع سفرات وكأنه أخذ يضيق بالسلامة ويستلذ العيش بين الأخطار.
كان سندباد كلما خرج برحلة، طوحت الأقدار بسفينته، فيعيش وحيدا فى جزر خطرة، أو تتقاذف سفينته الرياح والأمواج العتية وذات مرة استغرقه النوم فغادرت السفينة الشاطئ وتركته وحيدا وفى مرة أخرى إنخدع مع المسافرين وأقام على ظهر سمكة ضخمة.. ولما أخذت السمكة تتحرك، تدافع الجميع للسفينة دون أن يتمكن سندباد من اللحاق بها وفى مرة مثل المرات الكثيرة التى عاشها سندباد بغداد الشجاع هاجمت الحيتان مركبته وقذفتها طيور الرخ بالأحجار لتغرقها، اجتذبها جبل المغناطيس وحطمها ودائما ما كان سندباد ينجو سابحا يمسك بلوح خشبى أو محلقا يتعلق بذيل نسر أو طائر رخ.
وفى إحدى الجزر أشفق على عجوز لضعفه وكبر سنه، وحمله على كتفيه لينقله إلى بيته ولأيام عديدة ظل العجوز يتشبث بظهره، ويفرض عليه السير والتجول ليلتقط طعامه دون أن يستطيع مخالفته.
وذات مرة ظل سندباد يصارع الموج، حتى وصل لجزيرة ينبت بأجسام سكانها أجنحة يطيرون بها، وحين حمله أحدهم وطار به فى الهواء لفترة، إندهش سندباد لقدرته وراح يذكر الله ويكبر ويسبح.. ولما كان سكان الجزيرة أنصاف شياطين، كره من يحمله التسبيح والتكبير، وألقى به على جبل تعيش به الحيات التى لا تقتات بغير لحوم الآدميين ولكنه هرب وأنقذ نفسه مثل كل مرة وكما شاهد خيول البحر الهائلة الحجم وهى تخرج تتريض على البر أبصر طائر الرخ الذى يحجب الشمس بأجنحته، ويحمل الفيل بمخالب أظفاره حتى يطعم بلحومه أفراخه.. وتذوق سندباد متعة السفر ولذة التنزه بين البلدان وبعد أن عاد من رحلته الأولى لم يعد يستمتع بالدعة والراحة مثلما كان يستمتع بها فى سابق عهده رغم ما حقق خلالها من ثروة وأبدا لم يكف عن السفر إلا حين تقدم به العمر وضعف جسده..
- إذا وردتى سندباد هذا قدوتي..
- نعم يا نور
- أعرف أنت تحلم بالتجول والسفر بعيدا وطويلا وتأمل فى دوام الرحلة
- هذا قدرى يا وردة، لم يعد لى عنوان ولا وطن ولا أهل وقد رحل الجميع وهجرونى وهجرنى الوطن..
- تصبحين على خير أمي
- تصبح على خير يا سندباد بغداد .
موضوعات متعلقة..
جمال الغيطانى يتعرض لوعكة صحية وينتقل لمستشفى الجلاء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة