خبراء الشأن التركى: على مصر استغلال انشغال أنقرة بمشاكلها الداخلية وفتح قنوات اتصال مع "الأكرد" ومعارضى أردوغان.. النظام التركى يتواصل مع "داعش" للبحث عن زعامة.. وانهيار الإخوان أحبط حلم قيادة المنطقة

الجمعة، 14 أغسطس 2015 12:16 م
خبراء الشأن التركى: على مصر استغلال انشغال أنقرة بمشاكلها الداخلية وفتح قنوات اتصال مع "الأكرد" ومعارضى أردوغان.. النظام التركى يتواصل مع "داعش" للبحث عن زعامة.. وانهيار الإخوان أحبط حلم قيادة المنطقة جانب من الحلقة النقاشية حول السياسة التركية بالشرق الأوسط
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد عدد من خبراء الشأن التركى أن الدور الإقليمى لأنقرة فى المنطقة بدأ يتراجع بقوة، وأنها بدأت تنشغل بمشاكلها وأزماتها الداخلية عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة التى شكلت أزمة فى تشكيل حكومة ذات أغلبية تمكن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من تغيير الدستور لتحويل تركيا لدولة رئاسية.

فتح قنوات اتصال مع الأكراد والمعارضة التركية


ودعا الخبراء الاستراتيجيون خلال الحلقة النقاشية التى عقدها المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة تحت عنوان "اتجاهات السياسة الخارجية التركية فى الشرق الأوسط" مصر باستغلال انشغال تركيا بأزماتها الداخلية وترقب الأوضاع هناك، واللعب على الورقة الكردية وفتح قنوات اتصال مع الأحزاب المعارضة، والمناهضة لحزب "العدالة والتنمية" الذى يتزعمه أردوغان.

تراجع الدور الإقليمى لتركيا فى المنطقة


وقال الدكتور على جلال معوض، الخبير فى الشأن التركى، إن السياسة الخارجية التركية بدأ دورها يتقلص بالمنطقة بفعل الأزمة الداخلية التى تواجهها تركيا حاليا، مضيفا أن أنقرة تحاول برغم من ذلك خلق دور لها بالدخول فى الحرب ضد تنظيم "داعش" التى تعارض قتاله منذ أن شن التحالف الدولى حربا عليه منذ أكثر من عام، وذلك للحصول على امتيازات أمريكية مقابل فتح قواعدها العسكرية أمام قوات التحالف الدولى.

وأشار "معوض" إلى أن فرص تشكيل حكومة ائتلافية جديدة فى أنقرة يكاد يكون صعب للغاية، حيث إنه لا يوجد أى توافق بين "الحركة القومية" المتشددة ضد سياسة أردوغان، وحزب "الشعوب الديموقراطية" الموالى للأكرد والحزب الحاكم "العدالة والتنمية"، لافتة إلى أن تلك الأزمة أدت إلى تراجع التوسع الإقليمى لتركيا بالشرق الأوسط.

العلاقات بين "داعش" وتركيا


وعن العلاقات بين تنظيم "داعش" الإرهابى وتركيا، قال على بكر الخبير فى الشأن التركى والعلاقات مع الجماعات الإسلامية، إن العلاقة بين تركيا والتنظيم الإرهابى لا يمكن فصلها عن النظام التركى وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى فى المنطقة بالكامل، حيث يلعب النظام فى أنقرة على ورقة الإسلاميين المعتدلين والمتشددين على السواء من أجل خلق نفوذ إقليمى له، وذلك قبل وبعد اندلاع ثورات الربيع العربى.

وأكد "بكر" أن النظام التركى يتواصل منذ سنوات مع تلك الجماعات الإسلامية المتشددة، وكذلك مع الأحزاب الإسلامية ذات التوجه الدينى كحزب "الحرية والعدالة" المنحل فى مصر بعد ثورة 25 يناير وحزب "النهضة" فى تونس، والأحزاب والجماعات الإسلامية فى ليبيا ودول أخرى بالمنطقة من أجل البحث عن زعامة فى المنطقة وخلق دور إقليمى له.

علاقة أردوغان بـ"الإخوان"


وأضاف الخبير فى الشأن التركى، أن هذه العلاقات التى بناها النظام التركى مع الجماعات الإسلامية المتشددة، توضح مدى العلاقة بين أردوغان ونظام جماعة "الإخوان" الإرهابية فى مصر، مشيرا إلى أن الرئيس التركى من أكثر الزعماء الإسلاميين قربا من الفكر الإخوانى الذى ينادى بتجديد فكرة إقامة "الخلافة الإسلامية" حتى وإن لم يعلن ذلك صراحة.

وأشار بكر إلى أن جميع التنظيمات والجماعات الإسلامية المختلفة، تحن إلى تركيا نظرا لأنها كانت آخر دولة بها "الخلافة الإسلامية"، لافتا إلى أن أردوغان يلعب على هذا الوتر من أجل جذب تلك التنظيمات لصفوفه وكسب تأييدها له، كما فعل مع جماعة "الإخوان" فى مصر الذى أدى انهيارها لإحباط حلم قيادة أنقرة بزعامة أردوغان للمنطقة.

"داعش" صناعة تركية


وأكد "بكر" أن تنظيم "داعش" الإرهابى، هو صناعة تركية، وأن جهاز المخابرات التركى شارك فى تكوينه، لأن هذا التنظيم يعد من وجهة نظر النظام التركى بديلا قويا لنظام "الإخوان" بعد سقوطها فى مصر ثم انهيارها فى عدد من دول الربيع العربى، حيث إن النظام أراد ملء الفراغ الذى تركه الإخوان بهذا التنظيم الذى بدأ يتوسع وينتشر فى أماكن متعددة، نظرا لأن أنقرة كانت تريد أن تتوسع فى المنطقة على حساب "الإخوان".

وأوضح بكر أن تنظيم "داعش" الإرهابى، لم يقم بأى عملية إرهابية على الإطلاق ضد تركيا، ولم يشكل أى تهديد على الحدود التركية، مشيرا إلى أن العملية الوحيدة التى نسبت له العام الماضى باختطاف الدبلوماسيين الأتراك فى البصرة لم يجرح مسئول دبلوماسى واحد منهم وعادوا لأنقرة سالمين بكامل هيئتهم بل وملابسهم كانت "مكوية" مما يؤكد عدم تعرضهم لأى ظروف اعتقال أو أسر قاسية.

ولفت "بكر" أن تنظيم "داعش" لم يصف من قبل النظام التركى بأنهم "طواغيت" كما هو معتاد فى وصف الأنظمة الحاكمة فى المنطقة العربية، كما أنه لم يكفر حكام أنقرة، ولم يوجهوا أسلحتهم تجاه تركيا.

خيارات أنقرة فى التعامل مع الأزمة السورية


وفيما يتعلق بخيارات أنقرة فى التعامل مع الأزمة السورية، قالت الدكتورة ريهام مقبل، المتخصصة أيضا فى الشأن التركى، أن أنقرة تطمح فى إقامة منطقة عازلة كبيرة بينها وبين سوريا رغم الرفض الأمريكى لهذا المقترح، كما أنها تدخل فى الشأن السورى بشكل سافر لقمع "الأكراد" هناك، لأنها ترى أن المسألة الكردية تشكل تهديدا وجوديا لنظامها الحاكم.

وأضافت ريهام مقبل، أن النظام التركى سعى منذ فترة طويلة لتحويل منطقة الشمال السورى لنقطة انطلاق لقوى المعارضة السورية المسلحة ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتريد توجيه ضربات تكتيكية من الحين للأخر لكسب المزيد من الوقت للتدخل بشكل أسرع فى سوريا والتمدد فيها.

إخطار تركيا على الشرق الأوسط


بينما قال الدكتور محمد مجاهد الزيات، الخبير الاستراتيجى الكبير، والمسئول عن الوحدة الاستراتيجية بالمركز الإقليمى، إن تركيا بدأت تشكل عدة أخطار على منطقة الشرق الأوسط بالكامل، مشيرا إلى أن انقرة برغم من أزمتها الداخلية واضطرار النظام الحاكم بالتعامل مع أحزاب المعارضة لتشكيل حكومة ائتلافية فى ظل تصاعد النبرة "القومية" التركية الانتهازية المتشددة، وتواصل سعيها لبسط نفوذ لها بالشرق الأوسط بتصدير الأزمات لدول الجوار.

تهديد الأكراد لأنقرة


وأوضح الزيات، أن مشكلة أنقرة هى أن العالم كله يراهن على "الأكراد" لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابى، فى سوريا والعراق، بينما هى ترى أن الأكراد يشكلون خطرا حاد عليها فى حال إعلان دولة مستقلة خاصة بهم وتواصلهم مع أكراد تركيا، وبالتالى دخلت مؤخرا فى الحرب ضد داعش" كستار لمحاربة الجماعات الكردية فى العراق متمثلا فى "حزب العمال الكردستانى" وضرب أكردا سوريا.

وأكد الزيات أنه لا توجد بأى شكل من الأشكال أى حرب تركية على "داعش" بل أنها تساهم فى دعمها عسكريا وماديا، وتسهل حركة العبور لعناصر التنظيم عبر حدودها، كما أن جهاز مخابراتها ساهم فى تكوين هذا النظام، وأن كل ما يهم تركيا هو إضعاف الأكراد وهزيمتهم.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

صوت الحق

مصر دولة مبادئ

عدد الردود 0

بواسطة:

صوت الحق

مصر دولة مبادئ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة