محمد فودة يكتب.. د. حسام مغازى «يفك شفرة» ســد النهضة الإثيوبى ويبوح لـ«اليوم السابع» .. بكواليس لقاءاته بالملوك والرؤساء أثناء الاحتفال بقناة السويس الجديدة
الخميس، 13 أغسطس 2015 07:02 م
حسام المغازى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد بضعة أيام من الآن سيكتب التاريخ صفحة جديدة فى العلاقات الوطيدة التى تربط بين دول حوض النيل، فالمهلة التى حددتها اللجنة الوطنية الفنية لسد النهضة الإثيوبى لتلقى العرض الفنى المعدل من المكتبين الاستشاريين الدوليين، أوشكت على الانتهاء فى ضوء الاتفاق الذى تم التوصل إليه خلال اجتماعات الجولة السابعة التى أقيمت فى العاصمة السودانية الخرطوم، الشهر الماضى، وترجع أهمية هذا الاتفاق إلى كونه اتفاقا يحدد قواعد وأطر عمل المكتبين الاستشاريين «الفرنسى والهولندى» معا فى إنجاز الدراسات العلمية الخاصة بالسد، والتى سيمكن من خلالها معرفة الآثار المائية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية لبناء السد على دولتى المصب مصر والسودان.
وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم تسليم مصر والسودان وإثيوبيا خلال الأيام القليلة المقبلة العرض الفنى «المعدل» من المكتب الاستشارى لسد النهضة، طبقا لـ«خارطة الطريق»، التى اتفق عليها وزراء الرى والمياه بالدول الثلاثة.
ونظراً لأن مثل هذه الخطوات التاريخية تتم فى سرية تامة ووسط تكتم شديد مما يفسح الطريق أمام الشائعات والتفسيرات التى غالبا تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة، ولا يكون لها أى أساس من الصحة، كان ضروريا أن نستمع للدكتور حسام مغازى وزير الرى والموارد المائية حول هذه المسألة، ليوضح حقيقة الأمر، وحينما يتحدث الدكتور حسام مغازى عن هذا الموضوع، فإن تصريحاته تعد بمثابة «فك شفرة» تلك الأزمة المفتعلة، كما تعد تفسيرا حقيقيا لما جرى ولايزال يجرى فى الكواليس، وهذا فى رأيى لم يأت من فراغ وإنما هو ترجمة حقيقية لمتابعته الدقيقة والمستمرة لهذا الملف الشائك من خلال حرصه على تجسيد رؤية القيادة السياسية حول هذا الموضوع، فالرئيس السيسى يولى ملف سد النهضة الإثيوبى اهتماما خاصا باعتباره أحد أبرز وأهم الملفات المثيرة للجدل التى شغلت الرأى العام خلال الفترة الأخيرة، بل إنها ارتبطت ارتباطا وثيقا بالأمن القومى المصرى.
وأكد وزير الرى فى حديثه لـ «اليوم السابع»، أنه لا يوجد أى مبرر للتخوف من وجود سد النهضة، فى ظل التفهم التام من جميع الأطراف لأحقية كل طرف فى الحفاظ على أمنه القومى، وحقه فى تنمية مجتمعه بالشكل الذى يعود بآثار إيجابية على مواطنيه دون أى إجحاف.
وأشار د. مغازى إلى أن ما شهدته الفترة الأخيرة من تطور كبير فى العلاقات بين دول حوض النيل يدعو إلى التفاؤل، ويؤكد أن الأمور تسير نحو الأفضل، موضحا أنه بعد تلقى هذا التقرير المرتقب، من المقرر أن يعكف الخبراء فى «مصر والسودان وإثيوبيا» على مراجعة وتقييم هذا العرض، وذلك تمهيدًا لعقد الجولة الثامنة لاجتماعات اللجنة الفنية لسد النهضة فى العاصمة الإثيوبية «أديس أبابا»، قبل نهاية الشهر الحالى، والتى من المنتظر أن يتم خلالها الاتفاق على تحديد موعد ومكان توقيع العقد الخاص بتنفيذ الدراسات مع المكتبين الاستشاريين الدوليين خلال الشهر المقبل.
ولأن الدكتور حسام مغازى، وزير الرى والموارد المائية، تم اختياره لأن يكون واجهة مصر فى استقبال ضيوفها من الرؤساء والملوك وتوديعهم عقب مشاركتهم فى حفل افتتاح قناة السويس، فلم يكن وجوده فى هذا الاحتفال التاريخى مجرد رقم ضمن مجموعة كبيرة من الوزراء والمسؤولين، وإنما كان بمثابة ترمومترا يمكن أن نقيس من خلاله حجم وقوة ما يربطنا من علاقات مع قادة وممثلى تلك الدول، فقد كان له لقاءات مهمة مع عدد ليس قليلا من الرؤساء والملوك الذين حرصوا على مشاركة الرئيس السيسى فرحته بهذا الحدث الذى أسعد العالم أجمع، خاصة فيما يخص حركة التجارة العالمية.
الدكتور حسام مغازى فتح قلبه، وقرر أن يبوح لـ«اليوم السابع» ويخرج ما لديه من كواليس أهم ما جرى فى لقاءاته بالرؤساء والملوك وكبار الضيوف، وذلك من منطلق قناعته التامة بأن ما تم فى هذا الحدث التاريخى المهم يمثل فى حقيقة الأمر جزءًا من منظومة عامة ترسم لنا فى النهاية صورة مشرقة لمصر «الجديدة» التى تتشكل ملامحها وفق خارطة المستقبل التى حددتها ثورة 30 يونيو.
ومن أبرز لقاءات الدكتور حسام مغازى على هامش حفل افتتاح القناة، اللقاء الذى جمع بينه وبين رئيس وزراء إثيوبيا هايلى ديسالين الذى أشاد بالعلاقات التاريخية التى تربط مصر بإثيوبيا، مؤكدا أن ما كان سببا فى «تعكير» صفو تلك العلاقات فى الماضى ليس له وجود الآن، متطلعا إلى علاقات أخوية بين الدولتين الأفريقيتين فى المستقبل، معبراً عن سعادته البالغة بالمشاركة فى هذا الحدث التاريخى وامتنانه لحسن استقبال القيادة السياسية له فى هذه المناسبة.
والحق يقال فإن ما ذكره رئيس وزراء إثيوبيا وتصريحاته الإيجابية عن مصر ليست الأولى، فقد صرح فى أكثر من مناسبة من قبل أنه يكن كل تقدير واحترام للرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيرا إلى أن سد النهضة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يسبب أى أضرارا لمصر.
اللقاء الذى جمع الدكتور حسام مغازى مع رئيس وزراء إثيوبيا ربما حظى بأهميته من كونه جزءا من اهتمام وزير الرى بقضية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجال عمله كوزير للرى، وعلى هذا النهج جاءت لقاءاته الأخرى مع رؤساء وملوك شاركوا فى حفل الافتتاح، فهاهو الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، يعرب لوزير الرى عن خالص التهنئة لجمهورية مصر العربية قيادة وشعبا على هذا المشروع التاريخى الكبير الذى يأتى تأكيدًا على قدرة مصر رغم كل التحديات، والتى نجحت فى زمن قياسى فى إتمام هذا المشروع العملاق الذى يعتبر من أكبر مشاريع القرن، مؤكداً أن مشروع القناة الجديدة هو مشروع جيل وشعب ووطن، ورؤية قائد حكيم.
ولفت الدكتور حسام مغازى إلى أن ملك البحرين لم يغفل الجانب الاقتصادى لقناة السويس بقوله إن هذا المشروع الاقتصادى الضخم سيغير خريطة الاقتصاد المصرى إلى الأفضل، لكل ما فيه خير ورخاء شعب مصر العظيم، وسيسهم فى تعزيز مكانة مصر الدولية بما تقدمه هذه القناة من خدمة عظيمة للاقتصاد العالمى والتجارة العالمية، ويجعلها منطقة جذب استثمارى.
وأشاد ملك البحرين بفعالية ودور الجيش المصرى فى إدارة المشروع وإنجازه فى وقت قياسى تاريخى، مؤكداً أن هذا ليس بغريب على الجيش المصرى العظيم الذى سجل لنا التاريخ إنجازاته ودوره على مر السنين فقد كان فى القديم أكبر جيش فى التاريخ، وفى العصر الحاضر أكبر جيش فى منطقة الشرق الأوسط، وهو يمارس دوره الحضارى والإنسانى ودوره الكبير الذى يضطلع به فى حماية المكتسبات الوطنية والعربية.
واللافت للنظر أن الدكتور حسام مغازى يمتلك الكثير من التفاصيل المتعلقة بكواليس ما جرى خلال حفل افتتاح القناة، فقد كشف أيضا عن لقائه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس حين رافقه فى وداعه بعد انتهاء زيارته لمصر عائدا إلى فلسطين، معبرا عن امتنانه للحفاوة التى قوبل بها فى مصر.. ولم تخل كلمات الرئيس الفلسطينى مع د. حسام المغازى قبيل مغادرته مصر من عبارات الفرحة والسعادة بما حققته مصر فى هذا الإنجاز التاريخى الذى سيسهم بشكل كبير فى تغيير حركة التجارة العالمية نحو الأفضل.
أما لقاء الدكتور حسام مغازى مع أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قبيل مغادرته مصر فقد كان مفعما بروح الأخوة التى تربط بين مصر والكويت، وهو ما بدا واضحا فيما قاله أمير الكويت بأن دولة الكويت تشعر بالفخر والاعتزاز للإنجاز التاريخى المصرى العربى لافتتاح معبر مائى عالمى جديد باسم «قناة السويس الجديدة»، مشيرا إلى العلاقات التاريخية المتميزة التى تجمع دولة الكويت بشقيقتها مصر فى مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة.
وعلى نفس المستوى من سمو المشاعر تجاه مصر حكومة وشعبا جاءت كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء بدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم دبى، الذى عبر عن سعادته البالغة بمشاركة الشعب المصرى فرحته بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، قائلا: «تشرفت بمشاركة الشعب المصرى أفراحه التاريخية بافتتاح قناة السويس الثانية، ومثلما فتحت مصر للعالم عبر قناتها الأولى آفاقا تجارية جديدة وواسعة فإنها فتحت عبر قناتها الثانية لشعبها وللمنطقة أملا جديدا ومستقبلا واعدا».
وأشار «بن راشد» إلى مسألة فى غاية الأهمية، وهى أن «إنجاز قناة السويس بهذه السرعة يثبت للعالم أن الشعب المصرى شعب لا يعرف المستحيل، ولا يعترف باليأس.. مبروك لشعب مصر القناة ولنا بشعب مصر فرحته».
وقبل مغادرته القاهرة، قام «فاورى إيسوزيما» رئيس دولة توجو بتوقيع اتفاقية تتضمن تسهيل إجراءات تسجيل وتسعير الأدوية والمنتجات الطبية المصرية فى غرب أفريقيا، وكذلك تأسيس شراكة مستدامة لتصنيع وتسويق الأدوية المصرية فى جمهورية توجو.
كما تشمل الاتفاقية أيضًا نقل الخبرة المصرية فى الخدمات الإسعافية والتمريض إلى جمهورية توجو، من خلال الإشراف على النظم الإسعافية، فضلاً عن تدريب الكوادر العاملة فى مجال الإسعاف.
وعلى هذا النحو من الشعور بالسعادة عقب المشاركة فى حفل افتتاح قناة السويس، جاءت أيضاً كلمات رئيس دولة النيجر محمد يوسف، لوزير الرى، حيث عبر عن سعادته البالغة بهذا التحدى الكبير الذى خاضه الشعب المصرى تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنجاز مشروع كبير بهذا الشكل فى وقت قياسى وبإرادة قوية.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عباس شراقى جامعة القاهرة
تصحيح