مجدى بكر أبو عيطا يكتب: عاشق وطن..

الخميس، 13 أغسطس 2015 10:11 ص
مجدى بكر أبو عيطا يكتب: عاشق وطن.. مواطنون يرفعون علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الحضارة التى تبنى على قيم وأخلاق أكثر ثباتا واستمرارا ممن تبنى على مادة بلا روح وبلا أخلاق أو فضيلة وإلا ستزهق ويذهب ريحها سريعا وليست دنيا الناس وتقدمهم بتقدم وحضارة ورقى مادى فحسب بل بروح وقيم وأخلاق وجمع بين الضدين ليعلو يثبت قيم الإنسان وتعلو مكانته وتطول أثرها ولعل حضارة المصريين كانت أكثر ثباتا وتواصلا عبر الأجيال خير دليل على جمعها للضدين معا، ارتباطها بفكر ومادة وروح وقيم وتنوع حضارى يتيح لها قوة وصلابة.

وإن حب الأوطان فضيلة يجب أن تكون عميقة فى كل نفوس الأجيال وتتوارث بينها جيل بعد جيل تصل للانتماء وتعبره للعشق.

وكثير دفعوا أعمارهم حبا وانتماء ولم يجنوا مالا ولا عقارا ولا تراثا وكثير من أقرانهم جمعوا دنيا وعشقوها لذواتهم وعلوا وارتفعوا بنفوسهم وأسعدوها واقتصروا على أنفسهم وكثير ممن دخلوا عشق الأوطان عاشوا وحلمهم سعادة وطن وليس مناصرة نظم وحسب ولكنه الوطن أعمق وأشمل وأكبر وأبقى ولايخفت صوتهم لنظام ويعلو لنظام ولكنه دائما يعلو بالوطن عشقا وحبا وانتماء ونماء وحلما كبيرا لايقف ولايتنهى مستمر مع الزمن باستمرار وجودهم.

هؤلاء يعيشون للوطن ومفخرتهم ليست تكسبا ولا تربحا بل كما نراه عشقا وحبا وليس عيب ولا مبالغة فالحق والدين يؤيد حب الأوطان والانتماء لها ويؤيده ولنا فى رسولنا الكريم ــ صلى الله عليه وسلم ــ قدوة حسنة حينما بكى وهو يودع مكة، ويلقى نظرة أخيرة على كل بقعة عاش فيها لحظات طفولته وصباه قائلا: (والله لولا أن أهلك أخرجونى ما خرجت منك أبدا)، أو كما قال ــ عليه الصلاة والسلام . قول عمر رضى الله عنه حب الأوطان من الإيمان.

والعاشق الذى يعطى لمعشوقه ولا ينتظر العطاء والكسب وقال جون كيندى: لا تسألوا ما الذى يمكن أن تفعله بلادكم لكم؟ بل اسألوا أنفسكم ما الذى يمكن أن تفعلوه لبلادكم؟

ومن يعشق وطنا يسعد لسعده ويحزن لحزنه ويطرب لطربه ويتألم لألمه متعلق به شغوف عليه همه وطن وليس ككثير ممن أصبحوا هما على الوطن يفكر وينافس ويسعى له حتى لو لم يكن له مايؤهله أو يعينه على تحقيق حلمه إلا أنه يؤمن أنه مهتم بوطن ومشغول عليه.

ولن يتذوق حب الأوطان إلا من جرب غربتها فمن كان له وطن فليحافظ عليه، فإن إحساس الغربة مؤلم، ومهما شكونا أو تذمرنا أو عانينا فإن الولاء للوطن ولا يمكن المساومة عليه أو المقايضة به تحت أى ظرف أو زمن أو مكان ومهما كانت النتائج لأن الأوطان لا تنسى من يصنع مجدها ولا تنسى من يخذلها لحظة انتظارها ومحنتها فهيا جميعا لندرك ما نقول ومانفعل فى عشق الوطن ونحوله واقعا ملموسا لاعبارات تنسج وتلحن فما أشد حاجة الأوطان لمن يدفع عجلة إنتاجها ورعاية شبابها وعودة الأمل وصناعة مستقبلها والعاشق لا يقف مكتوفا حتى يضيع معشوقه ولا ينتظر إذن لحمايته وخدمته أو رتبة ودرجة لتمجيده فهيا نصنع معا مستقبل وطن ونحفظ حضارته.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة