جاء ذلك خلال الندوة التى أقامها المجلس بعنوان "العنف السياسى فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين"، بمشاركة الدكتور عاصم الدسوقى، عميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقًا، والدكتور يحيى محمد محمود، والدكتور خالد عزب، والدكتور أحمد الشربينى.
وأضاف الدكتور محمد بدران، أن المجلس سيعقد مؤتمراً عن مستقبل الثقافة العربى فى نهاية أكتوبر المقبل، بالإضافة لاقامة سلسلة من الندوات عن التنوير، متمنياً من الشباب ألا ينزلق فى التكفير وينضموا إلى ركب العمل، كما أن المجلس سيقوم بطباعة أبحاث ندوة "العنف السياسى فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين" فى كتاب يوزع على المدارس والجامعات والمكتبات حتى يعرفوا أعدائنا أن شعبنا واع.
من جانبه قال الدكتور عاصم الدسوقى، بأن العنف السياسى فى مصر ظاهرة صاحبت الصراع بين مختلف القوى السياسية المتنافسة حول السلطة والحكم منذ بدأت هذه القوى فى شكل الأحزاب والجمعيات السياسية فى نهايات القرن التاسع عشر، وكان نشاطها موجه فى البداية ضد قوات الاحتلال البريطانى فى مصر، ومع إعلان استقلال مصر 28 فبراير 1922 وقيام حكومات وطنية، لم يتوقف العنف السياسى إذ انشطرت الحركة الوطنية الواحدة إلى أكثر من حزب سياسى، وكل جماعة من تلك الجماعات السياسية اتخذت لها أنصاراً ومؤيدين وخاصة من شباب طلاب المدارس والجامعة وعمال الورش والمصانع والمتاجر، قام بعضها بتكوين تشكيلات عسكرية خاصة، من ذلك أصحاب القمصان الخضر "مصر الفتاة" والقمصان الزرقاء "الوفد"، والنظام الخاص داخل جماعة الإخوان المسلمين، وجميع هذه التنظيمات مارست أعمال العنف المسلح والترويع ضد الخصوم، واجهته الحكومة القائمة بعنف مضاد.
ومن جانبه أضاف الدكتور يحيى محمد محمود، أن أول شكل للعنف الممنهج فى الحقبة الليبرالية هو تأسيس النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين عام 1936م، ورغم ادعاء مؤسسها أنها جماعة دعوية إلا أنه أسس ذلك التنظيم السرى لاستخدام العنف لإرهاب أعداءه وفقاً لشعار الجماعة، ونفذ التنظيم أول عملية تصفية سياسية بنجاح بإغتيال أحمد ماهر، ولم ينكشف أمر النظام، وتعددت عمليات التنظيم وتفجيراته، وبدأ تقديم أفراده للمحاكمة، وبدأ التنظيم فى إرهاب القضاء بإغتيال القاضى أحمد الخازندار، فحل النقراشى الجماعة، وسارع التنظيم بإغتيال النقراشى، وأدركت وزارة الداخلية خطورة التنظيم وشرعت فى مطاردة أفراده، فما كان من أفراد التنظيم إلا جمع كل وثائق التنظيم لاخفائها لدى أفراد غير معروفين، ولكن سقطت كل هذه الوثائق فى قبضة الشرطة وقدمتهم للمحاكمة.
وتحدث الدكتور خالد عزب، عن محمد حسين الذهبى الذى أصبح وزيراً للأوقاف وشئون الأزهر حتى 1976 وكان يدعو لتفسير جديد للقرآن الكريم بعيداً عن المغالطات القديم منها والحديث ومحاربته للاسرائيليات، وكان أخر مشروع علمى تبناه هو "تنقية التراث الإسلامى وتجريده من الاسرائيليات التى أدخلت عليه" ودعى بأن يكون للمسجد دوره القديم كمكان جامع.
وأشار الدكتور أحمد الشربينى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، أن مصر شهدت فى النصف الأول من القرن العشرين تصاعداً منظماً للعنف السياسى تفاوتت مستوياته واتجاهاته وارتبط بالمناخ السياسى الذى شهد تصاعداً فى أساليب مواجهة الاحتلال بعد أن اتجهت سلطات الاحتلال إلى العمل لإيجاد تيارات سياسية مصرية لا تجد مضرة فى وجود الاحتلال، مما أدى بالتيار السياسى الرافض لوجود الاحتلال إلى استخدام أشكال مختلفة من العنف للضغط على سلطات الاحتلال حتى تتخلى عن سياستها الاستعمارية تجاه مصر فيما قبل الحرب العالمية الأولى، وتتراجع عن تشددها فى المفاوضات المصرية البريطانية، حتى انتهى الأمر بذلك التيار إلى اعتبار الكفاح المسلح الوسيلة الأفضل لحل المسألة المصرية.
وأوضح الدكتور أحمد الشربينى، أن الساحة السياسية شهدت عنفاً بين القوى السياسية المصرية تجاه المعارك الانتخابية لافساد مؤتمرات الدعاية الانتخابية، وما بين الاغتيال السياسى للخصوم.
موضوعات متعلقة..
موقع الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية على الإنترنت يمثل مصر فى جائزة القمة العالمية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة