كان عدد من الأحزاب الموالية للإخوان، قد أعلنت فى الذكرى الأولى لأحداث الفض العام الماضى، عدم مشاركتها فى مظاهرات الجماعة، بل وحذرت أعضاء الإخوان من الاتجاه للعنف، وكانت هذه الذكرى هى القشة التى قسمت ظهر البعير، فتوالت بعدها الانشقاقات داخل تحالف دعم الإخوان.
حزب "الوسط" أول من بدأ بالانفصال عن التحالف أغسطس الماضى
بدأت محاولات الانفصال عن تحالف الإخوان منذ عام تقريبا، عندما بدأت أولى محاولات الابتعاد عن التنظيم، بدأها حزب الوسط، فى أغسطس عام 2014، بعدما أعلن العام الماضى عدم مشاركته فى ذكرى فض اعتصامى رابعة، ثم بعدها بأيام قليلة أصدر الحزب بيان رسمى أعلن فيه انسحابه من التحالف تحت مبرر أنه يسعى لتدشين "مظلة واسعة".
بعدها مباشرة رفض الحزب الإسلامى، التابع لتنظيم الجهاد، ممارسات جماعة الإخوان، وتهميشها للحزب، ليقرر عدم حضور أى اجتماعات للتحالف فى المستقبل، خاصة بعد هروب معظم قياداته للخارج.
حزب الوطن ينفصل عن التحالف ويعلن رفض عنف الإخوان
وفى سبتمبر 2014، انفصل حزب الوطن السلفى عن تحالف دعم الإخوان، وأعلن الحزب فى رؤيته الاستراتيجية أنه يرفض التصعيد والعنف الذى يُمَارس من قِبَل عناصر الإخوان، وأعلن الحزب أنه يسعى للحوار وسيعيد النظر فى المشاركة بالانتخابات البرلمانية.
وقبل نهاية 2014، تلقت الجماعة ضربة قوية، بإعلان اثنين من حلفاءها أيضا الانسحاب من التحالف، على خلفية فشل مظاهرات ما أسمته الجماعة فى ذلك التوقيت بـ"انتفاضة الشباب المسلم"، إذ أعلنت الجبهة السلفية، وحزب الاستقلال المحظور قانونيا الانسحاب من التحالف.
وتوترت علاقة الإخوان خلال عام 2015 بحزب الأصالة السلفى، بعدما انتقد إيهاب شيحة، رئيس الحزب، طريقة وسياسة التحالف الذى تتزعمه الجماعة خلال الفترة الحالية، ورأى أنه لم يعد له جدوى، فى الوقت الذى شنت فيه الجماعة هجومًا عليه.
مناقشات داخلية بالجماعة الإسلامية بشأن الانسحاب من التحالف
وتأتى الذكرى الثانية لفض الاعتصام، وسط معاناة الجماعة الإسلامية من أزمات عديدة، لتنعدم مشاركاتها فى مظاهرات الإخوان تماما، بل ولم تعد تشارك فى اجتماعات التحالف، وبدأت مناقشات داخلية بشأن الانسحاب من التحالف والتى لم تُحْسَم حتى الآن.
وزادت خلال الفترة الأخيرة، المعارك الداخلية بين الإخوان وحلفاءها فى الخارج، وظهرت الانتقادات لسياسة وفكر الجماعة، والتهديد بالانسحاب من التحالف فى الخارج.
قيادى إخوانى سابق: أحزاب التحالف اكتشفت أن الجماعة تورطها فى الانعزال السياسى
فيما قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الجميع توقع انفراط عقد تحالف دعم الإخوان، نظرًا لأن التوجهات فيه مختلفة تمامًا، والكل يبحث عن مصلحته، وعندما اكتشفت معظم الأحزاب المتحالفة مع الإخوان، أن الجماعة تورطها فى الانعزال عن المشهد السياسى، بدأت تتخذ مسارات مختلفة عن التنظيم.
وأضاف أبو السعد، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن الإخوان يدخلون الذكرى الثانية لفض اعتصام رابعة، ولم يعد أحدًا بجوارهم على الإطلاق، فمعظم الأحزاب الموالية لهم انفصلت عن التنظيم، وهذا أَثَّرَ كثيرا على تحركات الجماعة الداخلية والخارجية، وسيكون له مردودا كبيرا خلال ذكرى الفض.