سيكون الأسبوع الأخير من الشهر الجارى والأول من سبتمبر المقبل مزدحما بزيارات خارجية للرئيس عبد الفتاح السيسى، تشمل روسيا والصين وسنغافورة وإندونيسيا، الهدف الأساسى منها هو توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية والمشروعات المشتركة فى مختلف المجالات، لكن خلفها أهداف سياسية أخرى، وتحديداً فى زيارة الرئيس إلى موسكو وبكين، حيث سيكون الملف السورى حاضراً وبقوة، خاصة فى ظل التحركات الإقليمية والدولية التى بدأت تأخذ أبعاداً مختلفة، وشهدت للمرة الأولى تقارباً بين السعودية ونظام بشار الأسد بعد اللقاء الذى عقده اللواء على مملوك رئيس مكتب الأمن القومى السورى مع مسؤوليين سعوديين فى المملكة.
ورغم إعلان وزير الخارجية روسيا سيرجى لافروف أمس الأول الثلاثاء فى مؤتمر صحفى مع نظيره السعودى عادل الجبير، أن الخلاف مازال قائما بين الرياض وموسكو، إلا أن الأيام المقبلة من المتوقع أن تشهد انفراجة كبيرة فى الملف السورى أساسه روسيا، وفى القلب منها التحركات المصرية التى تؤمن من البداية أن الحل السياسى هو الأوفق للأزمة السورية، وأن هذا الحل يتطلب حواراً مع كل الأطراف السورية واستبعاد أى نية للتدخل العسكرى، حفاظاً على الجيش السورى، خاصة أننا نرى أمام أعيننا الوضع فى العراق وليبيا، حينما انهار جيشا البلدين، فتحولتا إلى مرتع للجماعات الإرهابية التى تمثل تهديداً لدول المنطقة.
نحن الآن أمام ما يشبه العاصفة السياسية التى انطلقت من السعودية بهدف تسريع وتيرة العمل لحل الأزمة السورية التى باتت أشبه بالمعضلة، بعدما أيقنت الرياض أن الرهان على الحل العسكرى أصبح خاسراً، وسيكلف دول الجوار السورى بل والمنطقة بأكملها ما لا تتحمله حال انهيار الدولة والجيش السورى وتمكن داعش وغيرها من سوريا.
هذه العاصفة حركها بالأساس الاتفاق النووى الإيرانى، واقتناع دول الخليج وفى القلب منها السعودية، أن الرهان أيضاً على جماعة الإخوان فى سوريا خاسر، مثل الرهان على التدخل العسكرى، لأن الاعتماد على الإخوان لن يكون فى صالح الأمن القومى العربى، حتى وإن كانت الرياض ترى أن لهم دورا مهما فى اليمن فى مواجهة الحوثيين، لأن الإستراتيجة العليا للإخوان واضحة وهى محاولة العودة من جديد للمشهد السياسى العربى من باب سوريا واليمن، بعدما افتضح أمرهم فى مصر، لذلك فإنهم يتحركون لإقناع السعودية بأنهم سيكونون الحليف القوى فى اليمن وسوريا فى مواجهة التمدد والنفوذ الإيرانى.
زيارات السيسى تحديداً لروسيا والصين سيكون لها تأثير واضح فى اتجاه التوافق الدولى على وضع حل للأزمة السورية، يعتمد على الحوار والسياسة وإدماج كل مكونات المجتمع السورى فى هذا الحوار، وأن يكون للشعب السورى حرية اختيار من يحكمه، خاصة أن مصر تنظر لاستقرار سوريا بمنظور مختلف عن بقية الأطراف، لأن ما يهمها فى الأساس هو أن تبقى الدولة السورية ومؤسساتها حتى نحافظ على سوريا من الانهيار.
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
اوهام