عاطف محمد عبد المجيد يكتب: "ابنى يعلمنى" كتاب "فريد"

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015 06:23 م
عاطف محمد عبد المجيد يكتب: "ابنى يعلمنى" كتاب "فريد" غلاف "ابنى يعلمنى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن جريدة المقال



للإنسانية تاريخ كبير لم تحفظة كتب المؤرخين، وحده الإبداع تجرأ على حمل أمانة تدوين تاريخ الإنسانية، كل آه نطق بها إنسان محفورة فى قصيدة، كل حيلة ابتكرها الخيال الشعبى دونت فى حكاية، مامن معبود إلا وله تمثال نحتته يد مبدع، ما من ديانة إلا ولها إرثها الخاص من الفنون والآداب وبهذا الإرث دون الإنسان مشاعرة على الورق والجلد والحجر. هذا ما يقولة وائل السمرى مستهلابه كتابه "ابنى يعلمنى.. صفحات ذاتية من درس الحياة والحب"، الصادر حديثاً عن دار المصرية اللبنانية.

حضارات أحيت الموت


السمرى يرى أن الإبداع سجل الحب والكراهية، سجل العنف والتسامح، سجل بشائر الخير ووقائع الشر، وبهذا يصبح الإبداع هو المعجم المحيط لكل المشاعر الإنسانية. هذا ولم يترك الإبداع شعورا إنسانيا إلا وسجله، كل التغييرات التى تطرأ على الإنسانية يسجلها، كل المراحل التى مر بها الإنسان استفاض فى المبدعين، إن أحب أو كره، إن فشل أو نجح، إن عانى أو استمع، ولم يقف الإبداع مليا أمام شىء بقدر ما وقف أمام الموت، حتى إن هناك حضارات عديدة نستطيع أن نقول إنها أحيت الموت من فرط اهتمامها به، والحضارة المصرية خير شاهد على هذا.

الأطفال هم بصمات الله على الأرض


السمرى يذكر أن المبدعين اهتموا بالموت ولم يلتفوا كثيرا إلى ميلاد حتى يمكن أن نقول إن اهتمامهم به جعله حياة، ولم يأت الميلاد فى الأعمال الفنية إلا كضيف شرف أو زائر خفيف، لقد أراد السمرى فى كتابه أن يشارك الجميع فرحته بابنه الأول الذى ما إن رآه حتى تأكد أنه رأى ما لا عين رأت، وسمع ما لا أذن سمعت، فالأطفال هم بصمات الله على الأرض، وفى كل طفل معجزة، وفى كل معجزة آية. هنا حاول السمرى أن يقف أمام المعجزة متاملا آياتها، مستكشفاً مرادها، وآثر أن يدون تاريخه الشخصى من المشاعر الأبوية الفريدة ليشارك الجميع فى مائدة السعادة التى أنزلها الله عليه. هنا يكتب السمرى عن واحد وعشرين درسا تعلمها من ابنه الصغير، أولها الدرس واحد وآخرها الدرس صفر.

ألم لم تمحه الموسيقى هو ألم مقيم



السمرى تعلم من ابنه أنه لا خروج إلى النور إلا بجرح وبكاء، أنه لا شىء يفوق دهشة الموت سوى دهشة الميلاد، أن الظمآن لا يسأل عن قصد المطر، أن الشوق قد يجرفك إلى ما تراه بعينيك، فيصبح الواقع حلما والحلم حياة، أن الأرض بها كما بالسماء ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، أن انتقال الروح ليس بالبشاعة التى نتخيلها، فها هى روحه تقفز منه إلى ابنه، فيراها طفلة زاهية ضاحكة مستبشرة فى الذهاب والإياب، أن جرحا لم تشفه الموسيقى هو جرح لن يندمل والم لم تمحه الموسيقى هو ألم مقيم، أن الناس نيام فإذا أنجبوا انتبهوا. السمرى تعلم من ابنه أن المبادئ الإنسانية يمكن أن نتعلمها من نظرة عين، تعلم أن الألم الحقيقى هو ألم من تحب وليس ألمنا نحن، تعلم أن كرم الله قد يتجلى كاملا فى ابتسامة مباغتة، أن الابن الأول كالبيت الأول، مخزون لا نهائى من السعادة الآمنة، أن الأبناء هم الضمادة الإلهية الأروع لوقف نزيف العمر.

كتاب فريد فى محتواه


تعلم السمرى أن قوة الضعف الهادرة لا يمكن أن يدركها سوى أب أو إله، تعلم أن كل شىء فى الأم حقيقى والعالم من دونها محض مجاز. وبعد، فهذا كتاب ربما يكون فريدا فى محتواه، كتبه السمرى بأسلوب سلس يستمع به من تصفحه كاملا أو مر على صفحاته مرور الكرام.


موضوعات متعلقة..


"أن تحبك جيهان"و"جبل الطير"و"والأزبكية"و"ابنى يعلمنى" تتصدر مبيعات "المصرية اللبنانية"





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة