قيادات بالإخوان يعيدون طلبات التجديد فى المنهج والقيادة.. صهر الشاطر يهاجم طريقة التفكير.. والمتحدث باسم "الحرية والعدالة": لا نملك رفاهية التسويف.. ومنشقون يردون: من الصعب عودة التنظيم للمشهد السياسى

ظهرت خلال الساعات الأخيرة دعوات داخل الإخوان للتجديد، سواء من حيث القيادة، أو المنهج، وكشف بعضهم أن بعض الأعضاء سلمت تقارير لتطوير الأداء والتغيير للقيادات العليا بالتنظيم لكنها لم تنظر فيها، وشنوا هجوما على طريقة تفكير بعض القيادات الحالية.

البداية كانت مع أحمد رامى، المتحدث الرسمى لحزب الحرية والعدالة المنحل والمتواجد فى الخارج، والذى دشن هاشتاج "التجديد"، وقال رامى فى بيان عبر صفحته على "فيس بوك": "إن الاخوان بين مطرقة التجديد وسندان الاستبدال، وها نحن على مشارف انتهاء مئوية البنا وبدء أخرى إذًا فإن وقت التجديد- فضلا عن ظرفه من متغيرات وتحديات استجدت- قد حان، فلم تعد لا الإخوان ولا هذا الجيل من أمتنا يملك رفاهية التسويف".

المتحدث باسم الحرية والعدالة: يجب تجديد فكرنا

وتابع: "لذلك فتجديد أمر هذا الدين سيعاصره أغلب هذا الجيل وهو أمر مستدعاة فيه الإخوان"، متابعا أن الإخوان اليوم بصدد تطوير للوائح وتغيير قيادات أو ما شابه ذلك من محطات ربما مروا بها سابقا وليسوا فيما يشبه ما يطلق البعض علبه تأسيس جديد على غرار ما قامت به الجماعة بنفسها فى سبعينيات القرن الماضى.

واعترف المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة المنحل بارتكاب الإخوان للعنف قائلا: "تم استدراك العديد من حركات الإصلاح الإسلامية فى القرن الماضى لصدام مبكر، ولا يصح لطليعة التجديد الإسلامى من تنظيمات أن تستدرج لصدام كهذا بمفردها.

وأوضح رامى أن الأمة نفسها طرأ عليها طارئ لعله لأول مرة فى سلسلة التجديد الدينى ألا وهو انفتاح العالم على بعضه بصورة غير مسبوقة وانتشار المسلمين فى كل العالم بحيث لم يعد وجودهم محدودا فى البلاد الإسلامية بل أصبحت لا تخلوا مدينة من تواجد لهم، لذلك يحتاج الأمر للتجديد.

وطالب بضرورة تجديد جماعة الإخوان لتصل لمرحلة ما بعد حسن البنا، لافتا إلى أن هذا التجديد لا يقوده شخص لكن يقوده تنظيم بالكامل.

صهر الشاطر يهاجم طريقة تفكير بعض أعضاء الإخوان

من جانبه شن محمد الحديدى، صهر المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، هجوما على طريقة تفكير عدد من قيادات جماعة الإخوان وأعضائهم، مستنكرا مطالبة بعض قيادات الإخوان أعضاءهم بأن يضحوا بدنياهم خلال أزمة الإخوان حاليا، قائلا: "الحقيقة أى كلام من جذوبات الصوفية يضع الإنسان فى خيار بين أن يبيع الدنيا أو يبيع الآخرة هو أمر غير مقبول".

من جانبه كشف عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، عن أن عدد من أعضاء الجماعة قدموا مقترحات لقيادات الجماعة للتجديد ولم يرد عليهم أحد، موضحا فى تصريح له: "تم تقديم الكثير من الحلول والاقتراحات لقيادات الإخوان ولم يتم التنفيذ أو الموافقة عليها رغم توفر الموارد التى تحقق الهدف وكمان بعيداً عن مواردهم، وتم العمل فى مسارات عمل بعيد عن الإخوان وتم إيقافها من خلالهم بالضغط أو بأساليب أخرى من الجيد عدم ذكرها".

قيادى سابق بالإخوان: طلباتهم جاءت بسبب انهيار مشروعهم

من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن بعض قيادات الجماعة بدأت تطالب فى الوقت الحالى بالتجديد والجدية فى تغيير القيادة خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن هذه المطالب متكررة لان الاخوان قيادة وتنظيم وفكر يتعرض لأزمة طاحنى شديدة مع انهيار المشروع بشكل متكامل، مضيفا: "هذا يؤدى دائما إلى ارتفاع أصوات المطالبين بالتجديد فى الإخوان ظنا منهم أن مجرد تكرار كلمة التجديد كافية إلى إحداث تجديد بالفعل".

وأوضح أبو السعد لـ"اليوم السابع" أن سبب تكرار هذه المطالب هو بقاء قيادات تاريخية فى أماكنها فترة طويلة أدى إلى ركود فى التفكير وتصلب فى الحركة وعدم المرونة الفكرية، لافتا إلى أن هذا البقاء ورث مفاهيم مركبة حول وجوب السمع والطاعة للقيادة وأن الخروج عنهم وعن أفكارهم هم خروج عن الجماعة ذاتها وعن أفكارها أدى إلى تململ الأفراد، إلى جانب الهزائم المتوالية فى كل المجالات التى كان الإخوان يكسبونها بسهولة أدى إلى ارتفاع أصوات تنادى بالتغيير.

وتابع: "سيكتفى أفراد الجماعة بالتغيير والتجديد إلى تغيير بعض الشخصيات للتخفيف من الضغوط على القيادة ولإشعار الجميع أن هناك تغييرا، وسيكتفون فى العمل الإدارى بتغيير طفيف فى اللائحة، والأفكار ستعود إلى الخمول والاستكانة السابقة".

الهلباوى: من الصعب عودة التنظيم للمشهد السياسى

وفى السياق ذاته قال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والمتحدث باسم إخوان أوروبا، إن هناك دعوات بعض القيادات الوسطى بالإخوان تدعو للتجديد، لكن زمن عودة الإخوان قد انتهى بشكل كامل وحتى إذا كان هناك دعوات للتجديد.

وأضاف الهلباوى لـ"اليوم السابع"، أن الشعب المصرى لن يقبل عودة الإخوان بنفس الاسم، والدعوات التى تطلق مؤخرا بتجديد الفكر والقيادة هى دعوات حقيقية ومهمة لكنه من الصعب عودة الإخوان مرة أخرى.