فى ذكرى وفاته ..ترى ماذا كان سيكتب محمود درويش رثاء لـ"دوابشة"

الإثنين، 10 أغسطس 2015 04:00 ص
فى ذكرى وفاته ..ترى ماذا كان سيكتب محمود درويش رثاء لـ"دوابشة" الشاعر الكبير محمود درويش
كتبت ابتسام أبودهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ستمطرُ هذا النهار رصاصاً..
ستمطرُ هذا النهار!


وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت..
يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.



هكذا كان "محمود درويش" وهكذا كانت قصائده ممتلئة بالوجع ومعبرة عن المعاناة واليوم فى ذكرى رحيله السابعة تظل قصائده خالدة ترثى الأطفال وكأنه لم يمت ، فمازال الأطفال يتساقطون كل يوم ومازالت المدافع تطلق قذائفها ونيرانها لتحرق كل ما يقابلها ، ومازلنا نقرا قصائد درويش وكانه كتبها اليوم معبرا عن الالام ووجع الشعب الفلسطينى ويوما بعد يوم ننعى الأطفال ، وكان آخر من بكيناهم الطفل "على دوابشة" الذى احرقته نار الاسرائيلين منذ ايام ، كان آخرهم ولكنه ليس الأخير !.
ولم يكتب درويش عن الأطفال قصيدة واحدة فقط بل كانت كتابته عنهم جزءا من القضية الفلسطينية كلها، وتأتى قصيدة درويش "القتيل رقم 48" لتعبر عما يعانيه أطفال فلسطين و تعبر عن شاعر وكاتب فلسطيني عظيم عاش حياته ليدافع عن قضية وطنه الأسير وتقول القصيدة

وجدوا في صدره قنديل ورد.. و قمر
وهو ملقى، ميتا، فوق حجّر
وجدوا في جيبه بعض قروش
وجدوا علبة كبريت،و تصريح سفرّ..
و على ساعده الغض نقوش.
قبلته أمّه..
و بكت عاما عليه
بعد عام، نبت العوسج ىفي عينيه
و اشتدّ الظلام
عندما شبّ أخوه
و مضى يبحث عن شغل بأسواق المدينة
حبسوه..
لم يكن تصريح سفر
إنه يحمل في الشارع صندوق عفونه
و صناديق أخر
آه: أطفال بلادي
هكذا مات القمر!


ولم تقتصر قصائد درويش على الأطفال فقط ولكن القضية الفلسطينية ككل حيث يعد أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، فالدماء تسيل كل يوم بلا توقف وعبر درويش عن ذلك في قصيدته " البنتُ / الصرخة" فيقول
على شاطئ البحر بنت، وللبنت أهل وللأهل بيت.

وللبيت نافذتان وباب....
وفي البحر بارجة تتسلى
بصيد المشاة على شاطئ البحر:
أربعة، خمسة، سبعة
يسقطون على الرمل، والبنت تنجو قليلا
لأن يدا من ضباب
يدا ما إلهية أسعفتها، فنادت: أبي
يا أبي! قم لنرجع، فالبحر ليس لأمثالنا!
لم يجبها أبوها المسجى على ظله
في مهب الغياب
دم في النخيل، دم في السحاب
يطير بها الصوت أعلى وأبعد من
شاطئ البحر. تصرخ في ليل برية،
لا صدى للصدى.
فتصير هي الصرخة الأبدية في خبر
عاجل، لم يعد خبرا عاجلا
عندما
عادت الطائرات لتقصف بيتا بنافذتين وباب!



الشعر عند محمود درويش كان اكثر من كونه لغة جميلة وصورة معبرة فهو وسيلة ليعبر عما يعيشه شعب كل يوم من خوف ودمار فيقول في قصيدته "حالة حصار" يدِ المُشاة على شاطئ البحر:

خسائرُنا: من شهيدين حتي ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ
وعَشْرَةُ جرحي.
و

عشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصة



وبعد رحلة إبداع و كفاح استمرت 67 عاما توفى محمود درويش فى التاسع من أغسطس لعام 2008 بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح فى مركز تكساس الطبى بالولايات المتحدة الامريكية التى دخل بعدها فى غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على توصيته، وتم نقل جثمانه الى رام الله وظل هناك حتى الان .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة