تغييرات إقليمية جدية أساسها روسيا

الإثنين، 10 أغسطس 2015 10:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشهد المنطقة فى الوقت الحالى تحركات دبلوماسية غير عادية، محورها الاساسى هى سوريا، والفاعل أو المحرك الرئيسى لها روسيا، فالثلاثاء المقبل سيزور موسكو وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، بعد أيام قليلة من اللقاء السرى الذى تم بين مسئولين سعوديين واللواء على مملوك رئيس مكتب الأمن القومى السورى، وهو اللقاء الأول من نوعه بين الرياض وأحد أقطاب نظام الرئيس بشار الأسد.

كما سيزور موسكو أيضاً خلال الايام المقبلة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، بعد استقباله فى طهران وزير الخارجية السورى وليد المعلم، ومن بعدها ستستضيف موسكو قمة مصرية روسية بين الرئيسين عبد الفتاح السيسى وفيلاديمير بوتين، سيكون محورها بالطبع الأزمة السورية.

كل هذه التحركات تشير إلى أننا مقبلون على ترتيبات جديدة فى المنطقة يتعلق أساساً بالوضع فى سوريا، خاصة بعد نجاح إيران فى التوقيع على الاتفاق النووى مع القوى الست الكبرى، وهو ما منحها مساحة تحرك ضمن الملفات التى تحتفظ بقرار فيها ومن ضمنها بالطبع الملف السورى.

التحركات تسير كلها فى أتجاه الحل السياسى للوضع فى سوريا، بعد أقتناع كل القوى الأقليمية بوجهة النظر المصرية بان الحل العسكرى سيعقد الوضع السورى، وسيجعل من المستحيل السيطرة على الجماعات الإرهابية التى تنتشر داخل الاراضى السورية، وأنه من الافضل الحفاظ على وضعية الجيش السورى وعدم السماح بتدميره كما فعلت الولايات المتحدة من قبل مع الجيش العراقى، وكما فعل الناتو مع الجيش الليبى، وهو أدى إلى انهيار فى الدولتين وانتشار واسع للجماعات الإرهابية.

الجديد فى التحركات الدبلوماسية هذه أن الفاعل الرئيسى لها كما قلت هى روسيا، فى مقابل انسحاب تدريجى للولايات المتحدة الأمريكية، التى بدات تدريجياً تفقد سيطرتها على الوضع فى الإقليم خاصة بعدما ذهبت إلى التفاوض مع إيران وتوقيع الاتفاق النووى معها دون التشاور مع حلفائها فى المنطقة وتحديداً دول الخليج، التى بدات حالياً فى البحث عن بدائل توفر لها القدرة على مواجهة النفوذ الإيرانى المتوقع خلال الفترة المقبلة، وربما يكون ما يحدث حالياً هو نتاج القرار الأمريكى المنفرد تجاه الملف النووى الإيرانى، حيث غيرت بعض دول المنطقة وعلى رأسها السعودية أستراتيجيتها تجداه سوريا، وبدأت فى فتح قنوات الأتصال والحوار مع نظام الأسد، حتى لا تجعله كله فى يد نظام طهران.

الترتيبات الجديدة فى المنطقة ستقود حتماً إلى تغيرات فى سياسات بعض الدول، فأعداء اليوم سيتحولون إلى أصدقاء غدا، والفضل كله يعود إلى السياسات الأمريكية التى ستجبر الكثيرين إلى تغييرات كانوا رافضين لها فى الماضى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة