هو ليس كأى مصور، حياته تختزلها بضع لقطات صحفية، وكاميرته ترفض أن تبرح جيبه أو قلبه لأى مكان آخر، أنه المصور البحرينى "عبد الله الخان" أو عميد المصورين العرب كما يطلقون عليه، والذى حكى لنا قصصا وأسرارا عشرة أكثر من نصف قرن له بين تصوير الملوك والأمراء والفنانين.
"تعلمت التصوير على يد مصرى".. هكذا بدأ "الخان" حديثه معنا عن العصر الذهبى لأم الدنيا والتى كانت ترسل مصر فيه بعثات تعليمية من الأساتذة والفنانين فى كل المجالات بمنح من الملك فاروق وعبد الناصر لتعليم المواهب فى البلاد العربية وعلى رأسها مملكة البحرين.
وقال "الخان": ورثت مهنة التصوير من أبى، وكدت أموت غرقًا من حبى للتصوير، حيث أصررت على التقاط صوره لانعكاس برج على سطح البحر فأخذت أدخل فى الماء والموج يسحبنى حتى وصلت المياه إلى رقبتى، ولم ينقذنى وقتها سوى طفل صغير من الغرق، وهذه الصورة هى أعز الصور على قلبى".
وعن الملوك والرؤساء اللذين صورهم "الخان" يقول: يااااه، صورت العديد من الملوك بداية من الشيخ عيسى والملك حمد فى البحرين، وملكة إنجلترا وأنور السادات، وأخذت طيارة فورًا لأحضر جنازة عبد الناصر وأصورها من حبى الشديد له".
وعن السادات استطرد عميد المصورين العرب، قائلاً: "جاءنا الرئيس السادات إلى البحرين فى زيارة خاطفة، وكان قد مر بقطر قبل مجيئه إلينا، وهناك قدموا له وجبه من لحم الغزال سببت له إسهال شديد، فأول مطلب له فى البحرين بعد وصوله من قطر كان دخول الحمام".
ومن السادات إلى ملكة إنجلترا "إليزابيث الثانية" والتى التقطت "الخان" صورها فى البحرين بالصدفة على حد تعبيره، ويرجع عميد المصورين بالزمن، قائلاً: "ملكة إنجلترا كانت فى رحلة من بريطانيا إلى أستراليا، ولم تكن تخطط لزيارة البحرين، ولكن طائرتها احتاجت إلى غاز فهبطت اضطراريا بمطار البحرين وكنت المصور الوحيد الذى التقط صورتها وأرسلتها فى حينها لأستراليا، فإذا بها تجد صورها بالصفحة الأولى بالصحف الاسترالية فور نزولها للمطار".
ومن الملوك للفنانين، حيث أكد "الخان" أنه التقط صور الشحرورة صباح عندما جاءت لتحيى فرح الملك حمد ملك البحرين الحالى، وكانت أجمل من التقطتها عدسته.
وللخان قصة شهير مع "وديع الصافى"، حيث أغلق الثانى الباب فى وجهه، ويحكى عميد المصورين: "كان وديع الصافى محملا بالديون عندما جاء إلى البحرين ويقوم بجولة فى البلاد العربية لتسديد ما عليه، فذهبت مع صحفى لعمل لقاء معه وتصويره، وعندما وصلت للفندق لم أجد الصحفى، فطرقت الباب وقلت له جئت لتصويرك، فبادرنى بالسؤال: وهل تعرف من أنا، فرددت: نعم أنت مغنى، فأغلق الباب فى وجهى ولم أره إلا بعد 20 عاما، وفى المرة الثانية قابلته بالصدفة فى أوروبا فذكرته بالقصة وسألته لماذا أغلقت الباب فى وجهى يومها، فقال: أنا لست مغنى، أنا فنان العرب، حيث شعر بأن كلمة مغنى وحدها تعطيه أقل مما يستحق".
وختم "الخان"، الذى يعشق تراب مصر ويصر على تصويرها كلما جاء إليها، قائلا: "مصر بالنسبة للعرب هى العشق والحب الذى لا يخرج من قلوبنا نحن العرب، حتى أننى أجرت بيتى للسفارة المصرية 16 عامًا، وكانت سعيد جدا برؤية صور السادات وناصر فى المدخل".
الكاميرا لا تزال فى جيبه..
مصور الملوك البحرينى عبد الله الخان: تعلمت على يد مصرى وكدت أموت غرقا بسبب التصوير.. وديع الصافى أغلق الباب فى وجهى وركبت أول طيارة لحضور جنازة ناصر..صورت ملكة إنجلترا بالصدفة وصباح أجمل من صورت عدستى
السبت، 01 أغسطس 2015 07:23 م
مصور الملوك البحرينى عبد الله الخان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة