كيف يمكن لمعلم داخل الفصل أو أخصائى اجتماعى داخل أى مدرسة أو مؤسسة تعليمية متابعة أحوال وظروف تلاميذه داخل الفصل أو المدرسة؟ ما هى الإمكانيات الواجب توفيرها للمعلم أو لأى فرد فى المنظومة التعليمية لكى يقوم بأداء عمله على الوجه الأمثل؟
يقول الكثيرون إنه إذا انصلحت منظومة أجور ومرتبات المعلمين فهذا من شأنه القضاء على الكثير من مظاهر التقصير داخل الفصول من قبل المعلمين. ويقترح البعض أنه بجانب الأجور المحترمة للمعلمين لابد من حصول المعلم على بعض الامتيازات الخاصة بمكانته (تأمين صحى لائق – معارض سلع خاصة بهم ......إلخ).
من وجهة نظرى هذا يحقق نسبة كبيرة من المطلوب وهو تفرغ المعلم الكامل لأداء مهام وظيفته بجانب إمكانية متابعة الطلاب داخل الفصل علميًا ونفسيًا وصحيًا واجتماعيًا. ولكن ماذا تفعل الأجور المرتفعة والامتيازات الخاصة فى حالة وجود بعض المعلمين غير الأكفاء لأداء ادوارهم داخل المؤسسة التعليمية بمعنى أنهم غير متخصصين فى تدريس المواد التى يقومون بتدريسها وخاصة فى معلمى المرحلة الابتدائية (المهمشة دائمًا) فنجد كثيرًا من معلمى الفصول والذين يدرسون مواد اللغة العربية والرياضيات والتربية الإسلامية ليسوا متخصصين لتدريس هذه المواد وخاصة للأطفال فى بداية مراحلهم التعليمية التى هى أخطر مرحلة فى التعليم على الإطلاق. فبالتالى الأجر المرتفع والامتيازات لن تخرج جيلاً متعلمًا التعليم المطلوب الذى يواكب العصر وتطلبات سوق العمل.
الأمر الآخر هو التزام كثير من الموجهين والمتابعين بالتعليمات الواردة إليهم والتى يطلب منهم إبلاغها للمعلمين ومتابعة التزام المعلمين بها وإذا حاول أحد المدرسين إضافة أى طريقة جديدة أو مبتكرة لتلائم ظروف البيئة المحيطة بالمدرسة التى يعمل بها يعنفه المتابع مطالبًا إياه بالالتزام بالتعليمات كما هى فيقوم المعلم بالالتزام بالتعليمات مع يقينه بعدم جدواها فى هذه البيئة وأنها لن تحقق الهدف المطلوب.
من ناحية أخرى، فإنه عند القيام بتغيير فى بعض جزئيات المناهج أو وضع مناهج جديدة يجب مراعاة آراء المعلمين وأن يكون لهم دور داخل ورشة إعداد المناهج الجديدة لأنهم هم من يتعاملون مباشرة مع المنهج ومطلوب منهم تدريسه وإخراج أفكار منه تبسط وتيسر العملية التعليمية للتلميذ فكيف سيقوم المعلم بهذا فى حين أنه يتفاجأ فى أول يوم دراسة بمنهج جديد تمامًا أو تغيير فى بعض الدروس فيتطلب منه هذا وقتًا لاستيعاب مفردات المنهج الجديد وأهدافه ووقتًا أكثر لابتكار وسائل تعليمية تساعده فى تبسيط شرح دروس المنهج.
هذا جزء وليس كل من بعض الأمور التى يجب أن توضع فى الاعتبار قبل المطالبة بأجور لائقة أو امتيازات خاصة للمعلم حتى يكون المنتج التعليمى على قدر ما هو مطلوب ولا تكون المطالبة بإصلاح أحوال المعلمين هى الغرض الرئيسى (مطلب فئوى) ولكنها خطوة ضمن خطوات كثيرة للإصلاح التعليمى الشامل.
محمد عطية العبد يكتب: إصلاح التعليم وأحوال المعلمين
السبت، 01 أغسطس 2015 10:09 م
فصل دراسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ع/عطاالله
حداري رادار
عدد الردود 0
بواسطة:
اونكل زيزو
مقالك محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل عجيز
انت راجل محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى الاسوانى
مقال محترم من استاذ محترم