قضى الشيخ ليلته- قبيل سفره- فى المراجعة الأخيرة لخطبته القادمة للجمعة فى أم الدنيا، موقنًا بأن الطريقة المثلى فى التأثير على سامعيه هو توظيف الشعر للترويج لبضاعته، فاللعب على العواطف ودغدغة مشاعر السذج والبسطاء هو المطلوب وهو الهدف الأسمى لخطبته، وعندما حطت الطائرة فى مطار القاهرة فى الثانى عشر من يناير عام 2013، كان مندوبا من رئاسة الجمهورية ينتظر ضيف مصر" الكبير" على سلم الطائرة، مستقبلاً إياه استقبال الفاتحين، فاتحاً له صالة كبار الزوار، معلناً له ترحيب مصر قيادة وشعباً بزيارته الميمونة، ولما لا فالقادم هو "الشيخ" محمد العريفى، وقد سبقه فى ذلك "الشيخ" يوسف القرضاوى الذى جاء إلى مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير وأم الثوار فى ميدان التحرير، فى مشهد لم يتكرر منذ ثورة الخمينى فى إيران وكمقدمة للسطو على الثورة وتغيير دفتها إلى حكم دينى فاشى!
فى اليوم التالى، اكتظ المصلون فى أول مساجد مصر وأفريقيا، جامع "عمرو بن العاص" لأداء صلاة الجمعة، فإذا بـ"الشيخ" يخطب فيهم خطبةٌ عصماء بصوته الجهورى المؤثر، مستثيراً فيهم حماستهم وهمتهم على طريقة امرؤ القيس، مذكراً إياهم بأمجادهم فى الأزمنة الغابرة، ومادحاً فضل مصر والمصريين على العالم العربى والإسلامى عبر التاريخ!
وكمقدمة لتسويق هدفه الخفى من الزيارة، أمعن "الشيخ" فى مدح أم الدنيا، معلناً أنه "يتحدث إلى بلد البطولات، وأرض الرجاء والمروءات، عن بلدٍ كانت ولا زالت للإسلام عزا، وكان أهلها له مجدا"، ولا مانع أيضاً من قرض شعر يخدم مقدمته فى إعلاء قدر مصر:
"مصر المروءةِ والعروبةِ طالما كانت.. لعز الدهرِ خير مناصِ!
مصر و ما أدراك ما هى إنها.. أحبار محبرة وأسد فراس!"
لم ينس "الشيخ" اللعب على وتر الأقباط ليذكرنا بوصية النبى محمد– صلى الله عليه وسلم- الخاصة بإكرام أهلها– مسلمين وأقباط- دون سائر أهل الأرض لحسن أخلاقهم وكرم طباعهم حين بشر أصحابه بفتح مصر، مشدداً على وصيته "إذا افتتحتم مصرَ، فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما"!.
لم تكن خطبة جمعة من أقدم مساجد مصر تلك التى استمرت لأكثر من ساعة، بل كانت مباراة للشعر فى مدح أم الدنيا للتمهيد لبيع بضاعته وهو "الجهاد فى سورية بالوكالة" نيابة عن الأمة!! ثم يقفز "الشيخ" العريفى إلى قصيدة أخرى، ليذكرنا بأن مصر هى التى أنجبت أم العرب السيدة هاجر والتى أنجبت سيدنا إسماعيل- عليه السلام- والتى ينسب لها نسب العرب!
"مصر التى أنجبت للعرب أمهمُ .. فمن سواها لهم بالحبٍ يقتربُ!"
ثم يقفز "الشيخ" إلى هدفه الخفى مقدماً له بمدح جند مصر، خير أجناد الأرض:
من أرضها خير جند الله قد خرجوا .. فى كل معركة أبطالهــــــا انتخبـوا!
تجتهد "الشيخ" ببلاغة يُحسد عليها وحصافة لسان نادرة فى اللعب على مشاعر المصريين من البسطاء والفقراء والمهمشين، زافاً إليهم بشرى سارة بقدرته الفذة على إقناع "التجار" من أهل السعودية والخليج بالاستثمار فى مصر، قبل أن يقايضهم ويعلنها صريحة باستقباله مئات من كتائب "الجهاد" فى سوريا جاءوا تهريباً ليتباحثوا مع مئات من العلماء الذين جاءوا إلى مصر من أكثر من 50 دولة فى الشأن السورى لتكون حصيلة اللقاء وجوب "الجهادُ فى سبيل الله"!.
جاء العريفى إلى مصر- بفكر التاجر- فى زيارة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، مروجاً لبضاعته وهى "الجهاد بالوكالة" على طريقة شيوخ وعمائم العصر الحديث الذين أغرقوا الأمة فى مستنقع لا يعلم إلا الله وحده، متى وكيف ستخرج منه؟!
إن مفهوم الجهاد يجب أن يخرج من الجهاد بالسلاح على طريقة العريفى إلى الجهاد فى ساحات العلم والبحث العلمى وتفعيل القانون وإعطاء المرأة لحقوقها ومحاربة الجهل والفقر والمرض!
حفظ الله مصر وطاب نهاركم!
مجدى غريب يكتب: "الجهاد بالوكالة" على طريقة العريفى!
السبت، 01 أغسطس 2015 06:03 م
الشيخ محمد العريفى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
kadry
كلام غريب
كلام غريب فى وقت غريب من مجدى غريب
عدد الردود 0
بواسطة:
ميزو مشاكل
ليه كدا بس
عدد الردود 0
بواسطة:
hussain
الراجل مقاش مصر من 3 سنين ليه دلوقتي