شباب يستحق الاحترام

عشنا أيامًا تستحق الفخر والاعتزاز بشباب مصر.. حدث ذلك خلال احتفالات تشرح الصدور بخريجى الكليات العسكرية وكلية الشرطة، وعلى التوازى كانت أفراحنا بخريجى الجامعات المصرية، ومتفوقى الثانوية العامة.. كلهم من الشباب، وبعد أيام سنرفع الرأس بإنجاز قناة السويس الجديدة التى نفذها عشرات الآلاف من الشباب.. كل هذه المناسبات التى تجعلنا نمتلك ثقة بلا حدود، كانت أجيال قد غادرت سن الشباب، بل بعضهم شيوخ، هم الذين قاموا على إعداد الشباب وعلموهم ثم فرحوا بزفافهم للمستقبل.

تلك حقائق تطلب إنجازها علمًا وعملًا.. صبرًا وإخلاصًا.. إنجاز يلتحف بالصمت النبيل، وقد يكون هذا طبيعيًا فى مجتمع يفتقد وسائل إعلام متطورة وغنية، أما أن تتفجر كل هذه الطاقات من الأمل والنور دون أن يقدمها فى حجمها الطبيعى- أو حتى أقل نسبيًا- الإعلام المصرى، فتلك هى أزمة الإعلام والقائمين عليه، لأن المجتمع أدرك طريق صناعة إعلامه بالوسائط الحديثة، لكن تلك الصورة المقلوبة ليس مقبولًا التعامل معها على أنها الأمر الواقع الذى يستحيل تصحيحه، فالمؤسف أن الذين صنعوا الأزمة، ويحرصون على استمرارها يتقدمون الصفوف لخداعنا بأنهم يبحثون عن حل لها.

الشباب الذين تاجر بهم محترفو الانتهازية، وتجار الأزمات أدركوا أن العمل ليس نزهة، والتغيير لا يمكن أن يحدث بالشعارات.. وفهم الشباب- أيضًا- يختلف طولًا وعرضًا وعمقًا عن ألاعيب من يعتبرون الوطن استراحة لتجديد واستئناف رحلاتهم إلى خارجه بحثًا عن رضا من يدفع لهم!

تعالوا نحتفل بشباب مصر من خريجى جميع الجامعات.. نحتفى بأبطال الكليات العسكرية الذين سيحملون الراية.. نحتفل بشباب الداخلية من خريجى كلية الشرطة.. نفرح بالقادمين إلى محراب التعليم الجامعى، لأننا فى الوقت نفسه نعيش فرحة بشباب أنجز قناة السويس الجديدة، ويقاتل لتطوير الطرق، ونجح فى قلب ظلام عشناه إلى نور ننعم به، مع كل الاحترام والتقدير للذين يتقدمون كقادة فى مصانع إنتاج الرجال والأمل وصناعة المستقبل.

فى الوقت نفسه، يجب ألا ننصرف عن شباب أدمنوا اليأس والتخريب وتزييف الحقيقة، ويجب ألا نترك فاسدين كثرًا لأجيال سابقة كانوا سببًا فى أزمتنا وتخلفنا وفقرنا، لأن المعارك الجادة ننتصر فيها عندما نعتقد فى أننا سنبنى بيد، ونحارب بالأخرى، وهذا سر فخرنا واعتزازنا بـ«بيت الوطنية المصرية» الذى يعيش فيه شباب الوطن، محتمين بحب الشعب لأنهم أبناء القوات المسلحة.