تستضيف وزارة الخارجية غداً الأحد جلسات الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى التى تعود للحياة بعد توقف امتد لعدة سنوات، ومطروح على أجندة الحوار هذه المرة موضوعات غاية فى الأهمية، ستحدد شكل وطبيعة العلاقات بين القاهرة وواشنطن خلال السنوات المقبلة.
أمام سامح شكرى وجون كيرى ملفات خاصة بموضوعات ملتهبة، من بينها ما يتعلق بالعلاقات الثنائية مثل مصير المساعدات الأمريكية لمصر، وهل سيتم الإبقاء عليها كما هى أو تقليصها أو ماذا ينوى الطرفان أن يفعلاه فى هذا الأمر؟ ويضاف إلى ذلك موضوع الاستثمارات الأمريكية المقترحة فى مصر، خاصة أن المؤتمر الاقتصادى الذى عقد مؤخراً فى شرم الشيخ شهد تعهدات من شركات أمريكية بضخ استثمارات جديدة فى مصر، لكن هذه الاستثمارات لم تصل بعد، وربما يكون افتتاح قناة السويس الجديدة، وترقب الإعلان عن محور التنمية فى القناة فرصة مناسبة لضخ هذه الاستثمارات.
أمور أخرى مشتعلة تحتاج إلى نقاش موسع بين مسؤولى البلدين، خاصة فى مسألة الإرهاب ومكافحته، فى ظل التباين الواضح بين رؤية القاهرة وواشنطن لجماعة الإخوان، فمصر تعتبرها عن حق جماعة إرهابية، بينما تطالب الإدارة الامريكية بإدماجها مرة أخرى فى الحياة السياسية، بل إنها تستضيف وفودا إخوانية بغرض استمرار التواصل معها.
الأوضاع الملتهبة بالمنطقة ستفرض نفسها على جلسات الحوار التى تم تقصيرها ليوم واحد فقط بدلاً من يومين، وبطبيعة الحال فإن الوضع فى الأراضى العربية المحتلة سيأخذ حيزاً مهما، لكن ستفرض الأزمة اليمنية، والأوضاع فى سوريا وليبيا، والملف النووى الإيرانى نفسها على الحوار، وتحديداً الموضوع الإيرانى، لأن لقاء كيرى وشكرى يعد الأول بينهما أو بين مسؤولين أمريكيين ومصريين بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق حول النووى الإيرانى، وهو ما يستدعى توضيحاً أمريكياً لمصر حول ما تم التوصل إليه، خاصة أن مصر ليست بعيدة عن هذا الملف، باعتبارها من الدول الداعمة بقوة لأمن الخليج العربى.
المؤشرات تقول، إن الجلسات ستشهد نقاشاً ساخناً، فالطرفان لديهما الكثير من الأمور التى تحتاج للحسم، لكن يبدو أن الولايات المتحدة لديها رغبة حقيقة فى إنجاح هذا الحوار، بعدما استبقته بقرار تسليم ثمانى طائرات F-16 بلوك 52 إلى مصر، ووصولها فعلياً إلى مصر بعدما انطلقت الطائرات المقاتلة الخميس الماضى مباشرة من قاعدة فورت ورث، بولاية تكساس بالولايات المتحدة، لتنضم إلى أسطول طائرات F-16 أمريكية الصنع الموجودة لدى سلاح الجو المصرى، فواشنطن أرادت، كما يقولون، «قدمت السبت»، وتنتظر من القاهرة الأحد، لكن أى أحد تريده واشنطن، وهل لدينا استعداد لذلك؟