مارينا فارس تكتب: قالت لى الأحلام

الأربعاء، 08 يوليو 2015 10:32 ص
مارينا فارس تكتب: قالت لى الأحلام قفص عصافير – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زارتنى الأحلام ذات صباح مشرق، كنت قد استيقظت على مظاهرة احتجاج أقامتها العصافير الرمادية على نافذتى لأنى قد نسيت أن أضع لهم القمح.

كالمعتاد. . كان قد نفد وكإحدى عاداتى السيئة نسيت أن أشترى..
قلت لها يا أحلامى دائمة السفر, ماذا إن لم تحط فراشة الحظ على أزهارى ؟!, هل قدرى أن أبقى أرسم أحلاما تتحول إلى لوحات متقنة الصنع يتزين بها جدار ذاكرتى ويتحول قلبى إلى مصنع ذكريات لا يعبأ بها أحد سواى.

قالت : ما قيمة الحياة دون أحلام؟! إن الإنسان دون أحلام بقايا إنسان؟! إنه الطمع يا عزيزى.. ألا يكفيك ما جمعته فى كفيك من سعادة فى ذروة أحلامك؟! ألا يكفيك لتكون سعيدًا أن تزور القمر ليلة واحدة؟! لم تريد أن تضع القمر مصباحا فى غرفتك؟! ألا يكفيك أن يتسلل ضياؤه فيضىء غرفتك ليلة عيده حين يكتمل..
قلت: وماذا عن خيبة الأمل؟! الملل أقل وجعا من خيبة الأمل التى تأكلنى... أنا أعرف قدر العصافير الملونة هو قفص جميل !! إن هربت العصافير الملونة من أقفاص القدر, ستموت جوعا فى اليوم التالى أو سيسحق عظامها أصغر قط.. ريشها الملون الفخورة به دائما ستدوسه الأقدام وتلعنه الأعين حين يختلط بالتراب !!

آه يا أحلامى، كفى عن إيلامى.. أنا دائما ما أقع ضحية النزاع بين الفريقين داخلى.. فعقلى يدفعنى للتفكير فى كل شىء ويجذبنى للمعرفة ثم يتركنى فى تعاسة، وقلبى الذى علمنى كيف تزرع الأحلام ولكنه لم يخبرنى كيف تقطف ثمارها فيتركنى أصارع هواجسى وظنونى..

إلى هنا أنتهى حديث أحلامى لكنها قبل أن ترحل عنى خدعنى سحرها كالعادة لأعاود الدوران فى فلكها من جديد!! قالت لى إننا كلنا فى الحياة نركض خلف بالونات ملونة ما أن نمسكها حتى نجدها مجرد قبضة ريح، نبنى قصورا من فقاقيع الصابون سرعان ما تتلاشى.. نحن بشر.. قدرنا فى تلك الدنيا الواسعة أن نتأرجح بين الشك واليقين، بين الخيبات والمسرات.. صدقت كل حديثها فأنا رغم أمنياتى التى تطارد العصافير فى سمائها يكفينى ما جمعت فى جيبى الصغير من نجوم فى رحلتى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة