حمدى نصر يكتب: 11 عاما على رحيل حبيب مصر وحكيم العرب

الإثنين، 06 يوليو 2015 12:19 م
حمدى نصر يكتب: 11 عاما على رحيل حبيب مصر وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم التاسع عشر من رمضان يوافق الذكرى الحادية عشرة لرحيل حبيب مصر وحكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - صاحب المواقف المشرفة واللمسات الإنسانية والحكمة العظيمة ومن حباه الله الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا.

كان الشيخ زايد رحمة الله عليه محبا لمصر وقد تجلى ذلك فى العديد من المواقف وأشهرها عندما قرر قطع البترول عن دول الغرب التى تدعم إسرائيل فى حرب 73 وقال قولته الشهيرة: "إن البترول العربى ليس أغلا من الدم العربى".

كما كان له الدور الأكبر فى عودة مصر لحضنها العربى بعد قرار المقاطعة عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وله الكثير من المواقف الداعمة لمصر فى العديد من المجالات، كما كانت له بصماته الإنسانية على العديد من شعوب العالم لذلك سيبقى اسمه يخفق فى القلوب رغم مرور السنين.

ولأن مواقفه الإنسانية لا تحصى ولا تعد.. اسمحوا لى أن أذكر لكم لمحات منها سمعتها من مرافقين كانوا قريبين منه أكدوا فى البداية أنه كان شخصية إنسانية غاية فى الرقة والعطف والحنان والشفقة.. كان يعطف على الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو ديانته.. وكانت شخصيته قوية للغاية.. له هيبة.. وعليه وقار.. ومع هذا تشعر كأنك قريب منه منذ زمن بعيد.. فهو بفطنته وشخصيته المحبوبة يخفف عن الناس رهبة لقاء القائد مدركا ما هم فيه، كان رحمة الله عليه متواضعاً بسيطاً غير متكلف.

فى كثير من الجولات التى كان يقوم بها، رحمة الله عليه، كان يتوقف فجأة أمام رجل يبدو من ملامحه أنه غير إماراتى.. وغير عربى.. وقد يكون عاملا بناء بسيطا أو مزارعا فى مزرعة.. يناديه ويسأله عن اسمه وأسرته ومعيشته.. وهل هو مرتاح فى عمله أم لا؟.. وإذا كانت له مشكلة أمر بحلها.. ثم يعطيه مبلغاً من المال ويمضى مواصلاً جولته.

تخيلوا رئيس دولة يقوم بهذا العمل الإنسانى الجليل.. مع شخص بسيط غير معروف.. وقد تكرر ذلك كثيرا جدا فى المدن أو القرى وحتى فى الوديان والصحراء.

ومنها ما حدث مع سيدة مصرية، حيث كان رحمة الهف عليه يتفقد بسيارته التى يقودها بنفسه منطقة كورنيش أبو ظبى.. ولمح سيدة تحييه من بعيد.. وعندما اقترب منها سمعها تقول: إنها تتمنى أن تصافح الشيخ زايد.. فناداها.. وكان الموقف أكبر من تصورها واستيعابها.. فانعقد لسانها.. ولم تعد قادرة على الكلام صافحته رحمة الله عليه وظلت ممسكة بيده دون أن تنطق بكلمة.. وبإنسانيته وعطفه أدرك ما كانت فيه.. فأخذ يخفف عنها ويبتسم لها ويسألها عن أحوالها وأسرتها.. لكنها ظلت شاخصة دون كلمة.. فسألها عن حاجتها.. قالت من بين دموعها: إن لها ستة عشر عاماً فى الإمارات ولا تريد إلا سلامته.. سألها إن كانت فى حاجة للمال فقالت: نحن أسرة ميسورة الحال وزوجى يعمل فى إحدى شركات البترول.. وكنت أحلم بمصافحتك لأنك الزعيم العربى الوحيد الذى يمكن أن يقترب منه الناس ويصافحوه.. أنت الرئيس الذى أحبه المواطنون والمقيمون ولو سرت بدون أى حراسة لا تخاف على نفسك فقد أحبك الجميع.. استمر رحمة الله عليه يخفف عنها بابتسامته الحنون وعاد ليسألها: هل لك حاجة؟.. هل عندك مشكلة لنحلها لك؟.. قالت مندفعة: الآن بدأت مشكلتى.. فابتسم رحمة الله عليه قائلا قبل أن يتعرف على مشكلتها: سنحلها لك بإذن الله.. ما هى مشكلتك؟.. قالت: لن يصدق أهلى وأقاربى وصديقاتى أننى صافحت الشيخ زايد يدا بيد.. فضحك رحمة الله عليه وقال لها: نحن سنجعلهم يصدقون.. وأمر مرافقه بأخذ رقم هاتفها.. وفى المساء كان يدق باب بيتها.. ومعه مبلغ من المال.. ومجموعة هدايا قيمة.. وساعة يد حريمى عليها صورته رحمة الله عليه.. ويبلغها رسالة منه: الآن سيصدقون أنك صافحتى زايد.

ومن مواقف الكرم كان رحمة الله عليه يتجول فى منطقة كانت جبلية مقفرة لكنه حولها إلى متنزه أخضر مفتوح للجميع، وكان مليئا بالزوار الذين وفدوا للاستمتاع بجمال المكان وطبيعته وخدماته فشعر رحمة الله عليه بسعادة الناس وفرحتهم وأنسهم.. ففرح بذلك كثيرا وأمر مرافقه أن يقدم العشاء لكل زوار المكان وبلغ عدد الوجبات التى تم تقديمها فى تلك الليلة ثلاثة آلاف وجبة،
فى أحد الأيام كان فى طريقه ومرت سيارته رحمة الله عليه بجوار باصى مدرستين من مدارس البنات الإعدادية كانا فى طريقهما من المدارس إلى بيوت الطالبات وعندما لمحت الطالبات سيارته رحمة الله عليه أخذن يلوحن بأيديهن لتحيته.. فتوقف لرد التحية.. وأغلق سائقا الباصين أبوابهما خوفا على الطالبات لكن إحداهن وعمرها حوالى 12 عاماً قفزت من نافذة الباص وهرولت لتسلم عليه فعاتبها عتاب الوالد على فعلتها لأنها عرضت نفسها للخطر فقالت بانبهار: "كيف أشوف بابا زايد بالعين ولا أسلم عليه باليد؟.. مستحيل.. أنا لم أكن أحلم بذلك فى منامى ولن أضيع الفرصة فى يقظتى".. سلم عليها بحنان.. وشرح لها خطورة ما فعلته.. وطلب منها ألا تخاطر بنفسها مرة أخرى.. ثم أعطى مرافقه حقيبة بها مبلغ كبير من المال وطلب منه توزيعه على من هن فى الباصين من الطالبات ومدرساتهن.

كان رحمة الله عليه فى سويسرا وعندما يكون فى أى دولة كان يلقى كل ترحيب.. ويتوافد للسلام عليه عدد كبير من العرب والمسلمين ومنهم من كانت له حاجة يعرضها عليه فى رسالة.. وذات يوم جلس لاستعراض الرسائل والرد عليها.. وكان يأمر بإعطاء كل صاحب حاجة حاجته.. لكن مرافقه أخفى إحداها فسأله الشيخ زايد: عنها فأجابه إنه أخفاها لأن صاحبها يهودى ويطلب مبلغاً من المال لغرض ما.. فأمره أن يعطيه ضعف ما طلب.. قائلاً له: إننا نتعامل مع الآخرين على أنهم بشر.. وليس وفقاً لجنسياتهم أو دياناتهم.. أعطه ما يريد ليعرف ذلك الشخص كيف يتعامل المسلمون مع غيرهم.. أعطه.. فربما يهديه الله بسببنا.

فى الستينيات كان الشيخ زايد يقود سيارته ويتجول بها فى مدينة أبو ظبى وفى أحد الميادين فوجئ بسيارة تاكسى يقودها سائق آسيوى تصطدم به صدمة قوية نتج عنها كسور فى الذراع وخلع فى الكتف.. وهرول المرافقون الذين كانوا فى سيارات خلفه لينتقموا من هذا السائق الذى صدم سيارة رئيس الدولة!!.. فأمرهم زايد بالتوقف قائلا: الغلطة غلطتى أنا.. وأمرهم بتعويض سائق التاكسى عن سيارته التى تضررت.

رحمة الله على الشيخ زايد والبركة فى أولاده الذين هم خير خلف لخير سلف.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو يوسف المصرى

الأمارات بلد الأصاله فعلا

وفق الله حكام العرب جميعاً

عدد الردود 0

بواسطة:

Abulhasan Ibrahim

رحمة الله على الشيخ زايد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

رحم الله عز الاسلام والعرب

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالرحمن خالد

اللي خلف مامتش

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة