أعرب سكرتير عام الأمم المتحدة بان كى مون- فى مقال له بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة واعتماد الميثاق المؤسِّس للمنظمة فى 26 يونيه 1945 فى سان فرانسيسكو- عن أمله فى أن توحّد الأسرة البشرية صفوفها وتعقد العزم الثابت على العمل من أجل مستقبل أكثر أمانا وأكثر استدامة لنا ”نحن الشعوب“، التى وضع الميثاق باسمها.
وقال- فى مقاله الذى وزعه المركز الإعلامى للأمم المتحدة بالقاهرة- إنه بوسع الأمم المتحدة فى الذكرى السنوية السبعين لإنشائها أن تنظر بفخر إلى سجلها المشرف من العمل مع العديد من الشركاء لإزالة الاستعمار، والانتصار على الفصل العنصرى، وحفظ السلام فى الأماكن المضطربة، وصياغة مجموعة من المعاهدات والقانون لحماية حقوق الإنسان.
وأضاف إنه فى كل يوم، تقدم الأمم المتحدة الطعام للجائعين وتوفر المأوى للاجئين وتؤمن اللقاحات للأطفال ضد شلل الأطفال وغيره من الأمراض الفتاكة. ويتحدى موظفوها العاملون فى مجال الإغاثة البيئات النائية والخطرة لتقديم المساعدة الإنسانية، ويدأب الوسطاء فى إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتحاربة وحلول سلمية للمظالم والنزاعات.
وتابع قائلا " إن الأمم المتحدة أسست لمنع نشوب حرب عالمية أخرى، وهى تنجح فى تحقيق تلك الرسالة المحورية. وعلى الرغم من النكسات الخطيرة، من المؤكد أن العقود السبعة الماضية كانت لتصبح أكثر دموية من دون وجود الأمم المتحدة".
غير أنه استطرد قائلا "إننا ندرك تماما أن مشهد اليوم يحمل ندوب النزاع والاستغلال واليأس. فقد فر ما لا يقل عن ٥ر٥٩ مليون شخص من ديارهم، وهو أكبر عدد من اللاجئين والمشردين وطالبى اللجوء يسجل على الإطلاق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولا يزال العنف ضد المرأة آفة تنـزل بجميع المجتمعات، وفى وقت تشتد فيه احتياجات البشر إلحاحا، لا يزال هناك إنفاق بمبالغ ضخمة على الأسلحة النووية وغيرها من الترسانات العسكرية المزعزعة للاستقرار، أما عواقب تغير المناخ فهى تظهر بوضوح متزايد، وهذه هى البداية فحسب".
وقال بان كى مون " إن دولا جديدة ظهرت منذ أن اجتمع ممثلو 50 دولة لوضع الميثاق، وازداد عدد الأعضاء فى المنظمة إلى 193 عضوا. أمّا العولمة والتحضر والهجرة والتحولات الديمغرافية وجوانب التقدم التكنولوجى وغيرها من التطورات الهائلة، فهى تواصل إعادة تشكيل مجتمعاتنا وتغيير طبيعة العلاقات الدولية. غير أن رؤية الميثاق المتمثلة فى عالم يسوده السلام، وقيم الكرامة والمساواة فى الحقوق والتسامح والحرية المكرسة فى نصه، لا تزال تشكل المعايير التى تعمدها الناس فى كل مكان.
وأشار إلى أن الذكرى السبعين تصادف سنة تصدر فيها قرارات يمكن أن يكون لها نتائج بالغة الأثر فى مستقبلنا المشترك. ويقوم أعضاء الأمم المتحدة بوضع ما نأمل فى أن يكون خطة جديدة وملهمة للتنمية المستدامة وهم فى طريقهم نحو التوصل إلى اتفاق معقول بشأن تغير المناخ. وهدفنا هو التغيير: فنحن أول جيل يمكنه أن يزيل الفقر من وجه البسيطة، وآخر جيل يمكنه العمل لتفادى أسوأ آثار الاحترار العالمى.
وقال بان كى مون إنه ومع استمرار اختفاء الحدود بين ما هو وطنى وما هو دولي، تصبح التحديات التى يواجهها أحد الأعضاء تحديات يواجهها الجميع، بالتدريج فى بعض الأحيان ولكن بغتة فى أحيان كثيرة.
ومع تواصل ازدياد تشابك مصائرنا، يجب أن يشهد مستقبلنا قطع أشواط غير مسبوقة فى التعاون، الذى يتجسد فى أمم توحدها روح المواطنة العالمية التى ترقى إلى مستوى الوعد الذى يحمله اسم المنظمة.
فى الذكرى الـ٧٠ لإنشاء الأمم المتحدة: بان كى مون يأمل فى توحيد الصف
الأحد، 05 يوليو 2015 12:45 م
بان كى مون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة