بدأت المعركة بمحاولة المسلمين اعتراضَ قافلة لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين. كان عددُ المسلمين فى غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم مائتى فرس، أى كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً.
تعد غزوة بدر الكبرى أول معركة فى الإسلام، فبعد أن هاجر الرسول والمسلمون إلى المدينة شرعوا فى تكوين دولتهم وسط مخاطر كثيرة وتهديدات متواصلة، ولذا فكر المسلمون فى إضعاف القوة الاقتصادية لقريش بالإغارة على القوافل التجارية المتجهة للشام، وبالفعل انطلقت شرارة السرايا بسرية سيف البحر فى رمضان 1هـ بقيادة حمزة بن عبد المطلب وتوالت السرايا والتى اشترك فى بعضها الرسول بنفسه، مثل: الأبواء وبواط، حتى كانت غزوة ذى العشيرة عندما جاءت الأخبار للرسول بأن عيرًا لقريش يقودها أبو سفيان بن حرب قد خرجت إلى الشام فخرج يطلبها ففاتته إلى الشام فرجع المدينة وهو ينتظر عودتها من الشام ليأخذها.
ولما عادت القافلة من الشام محملة بثروات هائلة تقدر بألف بعير ندب الرسول الناس للخروج لأخذ هذه القافلة فتكون ضربة قاصمة لقريش فاجتمع عنده ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً معظمهم من الأنصار.
لكن أبو سفيان استخدم ذكاءه وحذره الشديد حتى استطاع أن يعرف موقع جيش المسلمين بــ"بدر" ويحول هو خط سير القافلة نحو الساحل غربًا تاركًا الطريق الرئيسى الذى يمر ببدر على اليسار، وبهذا نجا بالقافلة وأرسل رسالة للجيش المكى بهذا المعنى.
لم يكن يظن المسلمون أن سير الحرب سيتحول من إغارة على قافلة بحراسة صغيرة إلى صدام مع جيش كبير مسلح يقدر بثلاثة أضعاف جيشهم، فعقد الرسول مجلسًا استشاريًّا مع أصحابه ليعرف استعدادهم لمواصلة الحرب المقبلةوقال: "أشيرواعلى أيها الناس.
أشار الحباب بن المنذر على المسلمين بمكان المعركة بحيث جعلهم يتحكمون فى مصدر المياه، وكان كان أول وقود المعركة الأسود بن عبد الأسد المخزومى وكان رجلاً شرسًا أراد أن يشرب من حوض النبى فقتله حمزة بن عبد المطلب قبل أن يشرب منه، ثم خرج ثلاثة من فرسان قريش هم عتبة وولده الوليد وأخوه شيبة وطلبوا المبارزة، فخرج ثلاثة من الأنصار فرفضوهم، وطلبوا مبارزة ثلاثة من المهاجرين، فأمر النبى صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب وكانوا أقرب الناس للنبى صلى الله عليه وسلم واستطاع المسلمون قتل الكافرين.
قام الرسول صلى الله عليه وسلم يحرض المسلمين على القتال، فقال لهم: "والذى نفسى بيده لا يقاتلنهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة، قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض"، فقال عمير بن الحمام: "لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه، إنها لحياة طويلة"، فرمى بما كان معهمن التمر ثم قاتلهم حتى قُتل رحمه الله.
انتهت المعركة بفوز ساحق للمسلمين بسبعين قتيلاً وسبعين أسيرًا، ومصرع قادة الكفر من قريش، ونزل خبر هزيمة المشركين فى غزوة بدر كالصاعقة على أهل مكة، حتى إنهم منعوا النياحة على القتلى؛ لئلا يشمت بهم المسلمون، فحين جاءت البشرى لأهل المدينة فعمتها البهجة والسرور، واهتزت أرجاؤها تهليلاً وتكبيرًا، وكان فتحًا مبينًا ويومًا فرق الله به بين الحق والباطل.
تمخَّضت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعةٍ بالنسبة للمسلمين، منها أنهم أصبحوا مهابين فى المدينة وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدرٌ جديدٌ للدخل وهو غنائم المعارك، وبذلك تحسّن حالُ المسلمين المادى والاقتصادى والمعنوى.
موضوعات متعلقة..
قرية البهنسا.. الحياة فى ظل شجرة مريم وبين أضرحة 1000 من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل الله.. من هنا مرت العذراء..واستشهد الصحابة من أهل غزوة بدر.. والأهالى يتبركون بخيال الشيخ التكرورى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة