محـمد شـوارب يكتب: عندما يكون جارك حقودا وصاحب حماقة

الأربعاء، 29 يوليو 2015 08:31 ص
محـمد شـوارب يكتب: عندما يكون جارك حقودا وصاحب حماقة خناقات جيران – أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثرت الناس وازدحمت الحياة بالناس، والكل يجرى وراء موارد العيش سواء الصعب أو السهل، قد يفشل البعض فى نيل المستطاع من موارد الحياة، فالناس تتنافس وتطاحن بعضها البعض دون إيثار أو رحمة، فهناك نوع من البشر، بل بعض من الجيران تحمل نفسيتهم ونظراتهم الحقد والحسد والغيرة والنميمة على جيرانهم، وربما أصحابهم وذويهم، فالنفس عندما تطلع إلى حسنة - ولو لم تفعلها - يكتب لها حسنة، لأن النية يعلمها الله وحده، ما بالك إذا كانت نيتك تحمل السوء والسيئة وعدم إدراك بمفاهيم الإسلام وتعاليمه وكيفية معاملة الجار تجاه جاره.

عندما نقرأ ونتدارس فى كتب التراث الإسلامى.. تتعجب فيما ذكره هذا التراث الإسلامى العظيم، فترى أن الجار هو بقية الأهل من ولد ووالد ونسب وصهر، كما جاء فى الحديث الشريف (مازال جبريل يوصنى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، ويقول أنس (رضى الله عنه)، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (والذى نفسى بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره، ما يحب لنفسه). لكن الواقع يثبت عكس ذلك قليلًا، فترى البعض من الجيران يحقد عليك فيما أعطاك الله أياه من نعم قد كتبها الله لك، ربما لأشياء كثيرة يعلمها الله وحده، والواقع أن أقرب جيرانك يحقد عليك فى النعم، وهذا من ضعف الإيمان وسوء النية. فإذا كان الرضا بالقسمة التى كتبها الله لك، فلماذا تحقد على جارك فيما رزقه الله من نعم، فترى كثير من الجيران أصحاب الغيرة لما يؤتى الله جاره من نجاح وينتقل فى مدارج الرقى والخير والنماء، فهنا تظهر معادن الجار صاحب الحقد والحماقة، صاحب الضغينة التى تأكل قلبه، لأنه فشل وسوف يفشل حيث أفلح جاره، وأسأل هنا هل يرضى عن الآخرين، ويعدل فى شعوره نحوهم؟

الإنسان يولد على فطرة وطبيعة دينه، ربما يتعلق بالآخرة، وتصرف همه عن الحياة، لأن الحياة فى منطق الأتقياء هى فترة زمنية مهنية لا يعول على حال المرء بها ولا ضرورة، لأن يأخذ المرء إليها إلا إذا زاد وحمل الراكب العجل!

فلقد أوجب الإسلام بالرضا بالقسمة يوم يكون هذا الشعور النبيل عزاء للمحروم وطمأنينة وحصانة من الجشع. أن الدنيا التى لعنها الله وازدراها أولو الألباب، فهى دنيا الغرور والمفاسد والأهواء، لا دنيا العمل والغرس والكفاح والخير وَمَن مِنَ الناس يحمد هذه الدنيا؟ الكلام لك يا جارى العزيز، الدنيا ملعونة وهى فترة من الزمن. فالدنيا رأيناها تمزق الأرحام والعلاقة بين الجيران والأهل والأصحاب، حاجبة أو خادعة جعلت الأوض مذابة تسودها الكراهية والوحشة والرهبة.

فليعلم كل جار أو صديق أو أهل يحقد على غيره.. أن الدنيا باقية، لكن كلنا راحلون لا محالة فقدم شىء كريم حسن تقابل به وجه الله تعالى يوم يحاسبك.. فيقول عز وجل : (اعلموا أنما الحياة لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد، كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرًا، ثم يكون حطامًا وفى الأخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).

أيها الجار التى مرضت نفسك، حاول أن تعدل من نفسك وتعالجها بما كتب الله لك وعليك. ولتعلم أن المجتمع هو أقرب إلى التماسك كله هو أن يتشبث كل إنسان بجاره وأهله وناسه، فإن العقد لا ينفرط، فإذا لزم كل امرئ جاره وغالى به لم يضع أحد طول البلاد وعرضها، هكذا أيها الجار عش يومك لأخرتك.. الدنيا فانية والقناعة بما كتبها الله لك تستطيع أن تحمده وتشكره على ما أعطاك أياها.. عفانا الله من الغرور والحقد والكراهية والحماقة.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة