د. حاتم حلمى عزام يكتب: الخطاب الدينى الجديد

الثلاثاء، 28 يوليو 2015 04:00 م
د. حاتم حلمى عزام يكتب: الخطاب الدينى الجديد على جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار القرون الماضية دار جدلا واسعا بين المفكرين والفلاسفة عن معانى القيم الإنسانية المختلفة وعن القوانين التى تنظم الحياة بين البشر بعضهم البعض وبين الطبيعة بصورة عامة، إلا أنه رغم هذا الجدل الواسع، لم يتمكن أحد من هؤلاء أن يضع حلا سحريا للمشاكل اليومية التى تواجه الإنسان.

السبب وراء ذلك أن هؤلاء الفلاسفة والمفكرين إنما يكتبون حلولهم من داخل الغرف المغلقة، حلولا لحياة هم وحدهم يتصورون وجودها دون التعمق فى جوهر المشاكل ودون الالتحام بالبشر اصحاب الشكوى، تلك الشكوى التى تتغير بتغير الظروف المحيطه والمكان والزمان وطبيعة البشر المتعاملين مع المشكلة.

حتى كان القرأن الكريم كلاما منزلا من عند الله عز وجل ليقدم حلا لكل المشاكل الحياتيه اليوميه مهما اختلف الزمان والمكان ومهما اختلفت الجنسيات والعادات، فبنظرة حديثة لمعانى كتاب الله وبتفسير موضوعى غير متشدد سوف نجد أن القرآن دائما ما يقدم الحل والجواب الشافى.

و لعل غفلة الناس عن اللجوء إلى القرآن ليبحثوا بين معانيه عن حلا لما يعانوه من مشاكل يومية ولجوئهم إلى الفلاسفة ومدعين القدره على التنمية البشرية، السبب فيه هو جمود الفكر وطريقة عرض المنهج الإسلامى الرشيد هذا ما جعل الناس يتصورون أن القرآن له دور روحانى فقط ومنهجا يعرض اسبابا وطرقا عمليه تهدف فقط إلى اصلاح ما بعد الموت وبلوغ جنه الخلد وهو ما يتنافى تماما مع الواقع والحقيقة، فإنما بعث الله الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وعزز رسالته بالقرآن العظيم فى المقام الأول لإصلاح الكون وإعمار الأرض وإتمام مكارم الاخلاق وتهذيب النفوس وإنما الحياة الأخرى هى نتيجة لما قدمه الإنسان فى حياته الدنيا التى هى مضمار التسابق فى الخيرات والإصلاح والعمل الجاد.

إن تجديد الخطاب الدينى بات ضرورة ملحة للخروج من كل مشاكلنا اليومية سواء على المستوى الشخصى أو المستوى العام، إن التجديد ضرورة دينية لحفظ الدين لأن الحياة متجددة وليست جامدة وبالمثل يجب أن يكون الدين الحاكم للحياة -أو أن اردناه أن يكون كذلك- يجب أن يكون متجددا وليس جامدا وبدون هذا التجديد سيظل الناس يلجئون إلى القرآن روحانيا دون تدبر لرسائله العظيمة التى تخفى بين سطوره الحل السحرى لكل المشاكل والأزمات.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة