الفساد الذى يعرفه العالم على أنه سوء استخدام السلطات العامة من أجل تحقيق المصالح الشخصية والخاصة.. والذى عانت منه بلادنا ولازالت وستظل تعانى منه ويضرب به الأمثال على مستوى الكرة الأرضية.. فقد ظهرت قصص تكاد لا تصدق عن جرائم نهب المال العام واختفاء أجهزة وآلات كالونش الذى قيل أنه فى ثمانينات القرن الماضى كان قد تم شراؤه من شركة ألمانية لحفر نفق المترو فى التحرير وبعد تحقيقات ومداولات واستفسارات تبين أنه تم شراؤه بثلاثة ملايين جنيه على الورق وفى الدفاتر فقط وكذلك تمت سرقته بالورق والدفاتر أيضا بلعبة محكمة لعبها خبراء شياطين الأنس المتميزين، لم يزال ملف هذه القضية مفتوحا أمام الجهات الرسمية منذ أكثر من 30 عاما كسابقة فساد لا مثيل لها.
لقد عاصرت فى ستينات القرن الماضى هذه القصة الحقيقية الواقعية – وبعد تخرجى من الجامعة والعمل فى أحد المراكز التعليمية - حيث كان السكرتير يتولى الأمور المالية من حيث الإنفاق ثم تسوية الحسابات وعرضها على المسئول عن الإدارة المالية.. وفى إحدى العمليات قام السكرتير بإرفاق فاتورتين لعملية واحدة أحداها مزورة عن طريق السهو والتسرع - وعندما واجهه المدير المالى اقترب منه السكرتير بقصد الاطلاع على الخطأ وكانا منفردين بالغرفة – وقام باختطاف الفاتورة ووضعها فى فمه ومضغها بسرعة وابتلعها.. !! وطبعا استمر الرجل فى عمله وكأن شيئا لم يكن - لأنه لم تثبت إدانته..!! وظل يحصل على مكافآته إلى أن رحل عن الدنيا وأراح العالم من شروره!
إن بلدنا يعانى من هدر ما لا يقل عن 250 مليار جنيه سنويا بسبب الفساد والرشوة والمحسوبية وسرقات الآثار وغش الأدوية والمنتجات الغذائية والزراعية.. الخ - لقد كان ترتيب مصر فى مؤشر الفساد عام2006 ال 70 على مستوى 180 دولة - وفى عام 2007 كان ال 105 – وفى 2009 كان ال 115 أما فى 2014 فقد كنا 114 من 177 دولة- بينما احتلت أمريكا المركز 19 وإسرائيل المركز 36 !! لذا فلا بد من حملة قومية للقضاء على هذه الظاهرة التى تعتبر أخطر حاليا من الإرهاب الموجود فى كل أنحاء العالم، ونحن جميعا متفائلون بتصريحات السادة المسئولين بهذا الخصوص لتبدأ مصر صفحة جديدة ناصعة البياض لا مكان فيها لأى انحرافات بفضل وعى الشعب الذى نضج وتفتح فى هذا العصر ولخطط الحكومة الذكية تجاه المستقبل الواعد وتحقيق الحلم المنشود بتوفيق ورعاية الله للجميع.
نبيل شبكة يكتب: حملة قومية للقضاء على الفساد هو الحل
الإثنين، 27 يوليو 2015 02:11 م
مبارك - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة