حالة من القلق انتابت أوساط التيار السلفى بسبب إتمام الاتفاق النووى الإيرانى، دفعت بعض قادته إلى تحذير المنطقة العربية منه باعتباره سيؤدى إلى انهيار المنطقة بشكل كامل حسب اعتقادهم، فيما قال خبير بالشئون الدولية، إن التيار السلفى العام لديه قلق شديد من هذه الصفقة لأن لديه موقف من إيران.
ونشر الموقع الرسمى للدعوة السلفية مقالات لعدد من قيادات الدعوة تطالب المنطقة العربية باتخاذ إجراءات احترازية من التقارب الأمريكى والإيرانى، حيث قال الدكتور محمد إبراهيم، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن كلا من إيران وأمريكا يحلو لهما أن تصف كل واحدة منهما الأخرى بالشيطان الأكبر، فماذا حدث بينهما؟ وما هذا التسارع فى إبرام تلك الصفقة التى لم تسفر عن إنهاء الأنشطة النووية العسكرية الإيرانية وتخليها عن سلوكها العدوانى الهدفان المعلنان لذلك الحصار الاقتصادى والصراع الدبلوماسى الذى طال لعدة عقود، بل أسفر فقط هذا الاتفاق عن إيقاف التخصيب الثقيل لمدة عشر سنوات فقط، وبقيت لإيران جميع أبنيتها النووية ورفع الحصار عنها لتسترد ما يزيد عن 100 مليون دولار أرصدة كانت مجمدة لها، وتمارس التغول الاقتصادى والعسكرى فى المنطقة.
وأضاف منصور فى مقاله بموقع الدعوة السلفية قائلا: "إنها الآن فتحت أمامها خيارات عديدة لتلعب دورها المقصود والمنشود لصالح من أبرم معها الاتفاق"، موضحًا أن هذا التقارب الأمريكى الذى أُعلن بهذا الاتفاق، والذى كان فى الحقيقة يخفونه تحت ستار الشيطان الأكبر والشيطان الأكبر الآخر، هذا التقارب وهذا الاتفاق نقرأ خلفه عدة أمور لا يمكن إغفالها.
ولفت عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية أن الخطأ الفادح الذى وقعت فيه كثير من دول المنطقة حين وضعت كل كراها فى السلة الأمريكية لتدحرجها السياسة الأمريكية حيث شاءت، حتى إذا لم تعد لها فائدة ألقتها فى البحر وأدارت ظهرها لها، لذلك فمن الواجب على تلك الدول أن تعيد حساباتها وتتدبر أمرها بنفسها.
وأوضح منصور أن المنافسة الاقتصادية الإيرانية لاقتصاد دول الخليج ككل الدول التى ترتكز فى استقرارها على تفوقها الاقتصادى حيث صار هذا العامل فى مهب الريح، وكذلك تأهيل إيران مرة أخرى لتكون شرطى المنطقة كما كانت فى عصر الشاه، الشرطى الذى يُنتظَر أن تُطلق يده فى المنطقة يعيث فيها حيث شاء إذا لم يجد على الأقل منافسًا يردع أطماعه ويكبح جماح شهوته التوسعية.
وأشار منصور إلى أن التوقع أن تلعب إيران مباشرة فى أكثر من موضع فى المنطقة بعد أن كانت تلعب من خلال أذرعها وخلاياها النائمة، فقد هدت أذرعها ومنها حزب الله فى لبنان وعصائب الحق فى العراق والحوثيون فى اليمن وغير هؤلاء الكثير من الأذرع النائمة التى ينتظر أن تعرب عن نفسها بعد ظهور إيران كقوة مؤثرة.
وتابع :"لا يمكن أن يكون أحد بالسذاجة التى تجعله يصدق أن إسرائيل لم تأخذ نصيبها الأكبر من هذا التقارب الإيرانى الأمريكى على الأقل التطمينات اللازمة والتى لم تكن فى الحقيقة فى حاجة إليها إذا استندنا إلى الأصول المذهبية للنظام الإيرانى وإلى تاريخ العلاقات السرية بين إيران وإسرائيل".
وأكد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية أن إسرائيل هى المستفيد الأكبر من إطلاق تلك الأيادى والأذرع المخربة فى المنطقة والتى مِن شأنها أن تدفع باتجاه التطرق الداعشى المضاد (ظاهرًا) والمحاصر حصار الحماية الذى نعمت به إيران قبل ذلك ليقوى ويزلزل ويزعزع استقرار بقية المنطقة فى الشرق الأوسط التى لا تصل إليها الأذرع الإيرانية؛ لتنشغل كل بقعة فى المنطقة بنسها لتعمل إسرائيل فى أمن فى تحقيق مشروعها وبلوغ غاياتها والجميع فى سُبات عميق، متابعا: "لذلك لابد أن نعيد قراءة المشهد برمته مرة أخرى لنتفقد مواضع أقدامنا ونتعرف على ما ينبغى أن يكون منا".
من جانبه، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القلق السلفى من الاتفاق النووى الإيرانى مشروع فبجانب الموقف التاريخى للسلفيين من إيران، هناك مخاوف من عدد من الدول العربية بعد اتمام الاتفاق الذى سيزيد من قوى طهران فى المنطقة.
وأضاف فهمى لـ"اليوم السابع" أن دولًا عربية ستتأثر كثيرًا من الاتفاق النووى الإيرانى الأمريكى بعد أن كانت تعول كثيرًا على توتر العلاقات بين واشنطن وطهران، وفى مقدمة القلقين من هذا الاتفاق دول الخليج، والتيار السنى العام.
قلق سلفى من الاتفاق النووى الإيرانى..الدعوة تطالب المنطقة العربية بإعادة قراءة المشهد لاتخاذ خطوات تصعيدية.. وتؤكد: وقعنا فى خطأ بعد وضع الكرة فى ملعب الأمريكان.. وخبير: القلق مصدره موقها من الشيعة
الإثنين، 27 يوليو 2015 07:27 م