11 يوما تتبقى على الحدث الأهم فى تاريخ مصر الحديث، الحدث الذى لا يرتبط فقط بكونه من أحد أهم دعائم الاقتصاد المصرى، فهو يبرهن للجميع على أن إرادة المصريين فوق كل شىء، وأنه إذا أراد المصرى النجاح فى وقت قياسى سيفعل ذلك، مهما كانت التحديات.
هذا الحدث هو افتتاح المجرى الملاحى الثانى أو قناة السويس الجديدة، التى تم الانتهاء منها فى وقت قياسى، إنه عام واحد فقط كما أراد الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما بدأ التخطيط لهذا المشروع العملاق، ورغم أن كثيرين فى الداخل والخارج شككوا فى قدرة المصريين على إتمام المشروع فى عام واحد، لكن كعادتنا وجهنا لطمة قوية لهؤلاء المتشائمين وأثبتنا لهم أننا قادرون على فعل أى شىء إذا أردنا ذلك.
مشروع قناة السويس الجديدة هو بهجة وفرحة لكل المصريين، خاصة من لم يستسلموا للدعايات الخبيثة التى روج لها أتباع الجماعة الإرهابية ومن يدعمونهم فى الخارج.. بهجة وفرحة للمصريين الذين لم ينظروا إلا لمستقبل بلدهم، ورفضوا الرضوخ أمام العمليات الإرهابية التى استهدفت المصريين منذ عزل الإرهابى محمد مرسى وجماعته من حكم مصر.
أهم شىء فى مشروع القناة الجديد أنه يؤرخ من جديد لقوة وعزيمة المصريين، والتحامهم ووقوفهم خلف من وثقوا فيه لقيادة البلد فى هذا الوقت العصيب، وأنه مهما كانت التحديات فإنهم قادرون على العبور، فلن يثنيهم إرهاب ولا مؤامرات تقودها دول إقليمية لا تريد للمصريين الخير.
الانتهاء من المشروع فى هذا الوقت القياسى يثبت أننا على الطريق الصحيح، خاصة أن إتمامه ترافق مع إنجازات أخرى شعر بها المصريون، منها على سبيل المثال انتظام الكهرباء دون انقطاع رغم الحر الشديد والضغط المكثف على شبكة الكهرباء، وتحديداً فى شهر رمضان، فالأزمة التى عانت منها مصر طيلة السنوات الماضية اقتربت على أن تكون ذكرى فى الماضى، ليس لها أثر فى الحاضر ولا المستقبل، كما أن شبكة الطرق التى بدأت الدولة فى تشييدها تدعو هى الأخرى للفخر والاعتزاز على قدرة المصريين على الإنجاز.
نعم هناك ملفات أخرى تحتاج للعمل، لكن النجاح فى قناة السويس وحل أزمة الكهرباء وشبكة الطرق، كلها أمور تدعونا للتفاؤل والنظر للمستقبل بثقة على أننا قادرون على حل كل تلك الملفات وإنجازها، أو على الأقل اختراقها لتحقيق ما يريده المصريون، لكن كل ذلك بشرط واحد، أن يكون لدى المصريين الإرادة.