واستطرد القرضاوى "لازم الجماعة ترى أنها فى حاجة إلى هذا الأمر، وإذا رأت الجماعة أنها بحاجة إلى أنه يفجر نفسه فى الآخرين ويكون أمرا مطلوبا، وتدبر الجماعة كيف يفعل هذا وبأقل الخسائر الممكنة، ولكن لا يمكن أن يترك هذا لأفراد لوحدهم، ولا يترك الفرد يتصرف لوحده فى هذا الأمر، أنت تتصرف فى حدود ما تراه الجماعة وتسلم نفسك للجماعة، والجماعة هى التى تصرف الأفراد حسب حاجاتها، وحسب المطالب، وإنما لا يتصرف الأفراد لوحدهم، وهذا هو المطلوب فى هذه القضية".. وجاء ذلك عبر برنامج "على مسئوليتى" المذاع على فضائية "صدى البلد" مساء أمس الأحد.
الفيديو قديم
وتعليقاً على ذلك قال هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى،:"الفيديو قديم وكانت إجابة منه على ما يحدث فى سوريا وأباح تفجير الانتحارى نفسه بشرط التنسيق مع الجماعة بحسب قوله" مضيفاً:" إعادة بث الفيديو الآن مرتبط بالتصعيد فى مصر بلا شك فالجماعة التى يقصدها فى سوريا فى أزمة شديدة الآن فى مصر ويسعون لإنهاء أزمتها وإنقاذ قادتها بأى ثمن، خاصة وأن هناك من تلاميذ الدكتور القرضاوى المقربين من أفتى بهذه الفتوى وإسقاطها على الواقع المصرى وهو أكرم كساب عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين وزاد عليها أنه يجوز لمن تذهب قوات الشرطة للقبض عليه تفخيخ نفسه وتفجير نفسه فيهم بحسب فتواه المنشورة قبل أشهر.
وذكر "النجار":"وهذه الفتاوى ليس لها سند شرعى ولا نظير فى التاريخ الإسلامى والعربى إنما هى محاولة لاستنساخ ما حدث فى شيللى فى قرية ماروسيا على وجه التحديد عندما عمد الأهالى لتفخيخ أنفسهم لينفجروا عند إطلاق الرصاص عليهم فى وجه القوات المعتدية عليهم، على الرغم من أنها قوات استعمارية ونضال شيللى كان نضالاً مشروعاً فى وجه الظلم الإنجليزى وسيطرة شركات إنجلترا على المناجم واضطهاد العمال وإذلالهم وحرمانهم حقوقهم".
واستطرد "النجار":الاختلافات كثيرة جداً بين النموذجين فمصر ليست محتلة إنما تقاوم استعماراً حديثاً بأدوات استعمارية مختلفة، والصراع هنا سياسى وليس دينى والقضية ليست اضطهاداً أو سلب حقوق بقدر ما هى محاسبة كيانات وأفراد تجاوزوا وأخطأوا، فضلاً عن أن قادة المقاومة فى شيللى كانوا فى طليعة المقاومين وفى قلب المعركة وضحوا بأرواحهم مع من ضحى وحموا الأطفال فى المدارس والمنازل، أما هؤلاء "القادة" أو من يزعمون أنهم "قادة" فيطلقون فتاواهم من قصور واستديوهات قطر المكيفة ليضحى أتباعهم بأرواحهم فى عمليات انتحارية ليعودوا إلى مصر فقط عندما يعود الإخوان للحكم كما يأملون".
فتوى لخراب الأمة
من جانبه وصف الداعية الإسلامى خالد الجندى، فتوى يوسف القرضاوى بإباحة العمليات الانتحارية إذا رأت الجماعة ذلك، بـ"الكارثة"، موضحاً: "لو كان القرضاوى يقصد جماعة الإخوان فهى مصيبة، فإن يتفرد بها فصيل من الفصائل، فبذلك يكون أمراً غير منطقياً وغير معقول ويؤدى لخراب الأمة، على عكس ما قد يراه الشعب للدفاع عن نفسه كما حدث فى عهد جمال عبد الناصر بتكوين مجموعات فدائية".
وأشار "الجندى" فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إلى أن تلك الفتوى- إذا كان يقصد جماعة الإخوان- لا تصدر إلا عن رجل بلغ به التخريف كل مبلغ، وتعصب تعصباً مبالغ فيه، متابعاً: "وكأنه يفصل قانونا لنادٍ يتعصب له، فهو بالفعل يفصل فتاوى لجماعته التى ينتمى إليها، فالتعصب عمى قلبه، وأطاح به، يوسف القرضاوى عالم أضله الله على علم".
وبدروه قال إسلام الكتاتنى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، إن فتاوى الشيخ يوسف القرضاوى ليست بجديدة وكانت رخصة لحركة حماس، من أجل العمليات الاستشهادية ضد العدو الصهيونى فى عام 2009.
قتل المخالفين لحماس
وأضاف القيادى الإخوانى المنشق، أن الشيخ القرضاوى أفتى فى العام نفسه بفتوى مشابهة لحركة حماس لقتل عدد من المجاهدين المختلفين مع الحركة فى مسجد ابن تيمية بقطاع غزة وقتل كل الموجودين داخل المسجد، لافتًا أنه تحول من إجازة قتل غير المسلم من اليهود إلى إباحة قتل المسلمين، مشددًا على أنها دليل تحول الفتوى عند القرضاوى حسب المصلحة السياسية التى تتفق مع أنصارهم من الإخوان.
ومن ناحيته قال سامح عيد القيادى الإخوانى المنشق، إن فتوى الشيخ القرضاوى التى تبيح تفجير الانتحارى لنفسه وسط تجمع للمدنين من الأنظمة التى تراهم الجماعة ظالمة، هو دعوة صريحة للممارسة الإرهاب وتطرف غير مسبوق من الشيخ القرضاوى. وأضاف عيد لـ"اليوم السابع" أن القرضاوى تجاوز بشكل يسىء لتاريخه، مشددًا على أن هذه الدعوات كان عليها خلاف وقتما كانت موجهة ضد إسرائيل، ولكن الآن هذه العمليات موجهة بشكل صريح نحو الجيوش العربية والوطنية ويجب على اتحاد علماء المسلمين أن يخرج ليتبرأ من هذه الفتوى بشكل سريع.
فيما قال طارق البشبيشى، القيادى السابق لجماعة الإخوان، إن الشيخ يوسف القرضاوى شهد تحولا كبيرا بعد عزل محمد مرسى، بعد أن كان يدعو للوسطية ويهاجم التيار القطبى داخل الإخوان أصبح يدعو للتكفير ويهاجم الجيش والشرطة.
وأضاف البشبيشى لـ"اليوم السابع" أن فتوى القرضاوى جاءت لتؤكد تبنى الإخوان الفكر التكفيرى وأنه لا يوجد فرق على الإطلاق بين الإخوان وتنظيم داعش فكلاهما يدعو للانتحار، ويؤكد أن الجماعة هى منبع كافة التنظيمات الإرهابية التى شهدها العالم أجمع.
وأوضح أن الإخوان وظفت فتوى يوسف القرضاوى من أجل الاستعانة بها لدفع افرادها للقيام بأعمال عنف، فرغم أن الفتوى قديمة ، ولكن الإخوان استخدمتها خلال الفترة الحالية، ووظفتها لاستخدام أناصارها هذه الفتوى فى مواجهة الدولة.