تعد محافظة دمياط من أشهر وأقدم المدن التجارية الصناعية فى مصر والشرق الأوسط وذلك نظرا لطبيعة موقعها الجغرافى المتميز، حيث إنها تقع فى منطقة التقاء نهر النيل بالبحر المتوسط مما سهل على أهلها القيام بأعمال التجارة والصيد وصناعة السفن وصناعة الأثاث المنزلى، لقد اشتهر الأثاث الدمياطى بالذوق الراقى والمصنعية عالية الجودة.
ولكن الفترة الأخيرة التى عانت فيها مصر من المشاكل الاقتصادية والتداعيات السياسية أدت إلى تأثر الكثير من النجارين وتجار الأثاث ومعاناتهم الكبيرة بسبب قلة الحركة التجارية مما تسبب فى إغلاق العديد من الورش والمعارض.
ولا تتوقف هذه المشكلات عند الظروف التى تعانى منها البلاد ولكن أيضا إلى عزوف الكثير من أبناء المحافظة من الأجيال الجديدة على العمل فى الورش وتعلم صناعة الأثاث وذلك نظرا للنظرة السلبية التى ينظر بها المجتمع للعامل مقارنة بالطبيب أو المهندس أو الموظف على الرغم من أن العامل النجار هو بالأصل فنان ومهندس داخل ورشته.
وأرى من وجهة نظرى أن حل هذه المشكلات يتطلب تدخل من وزارة الصناعة ومن وزارة التربية والتعليم، فأبناء محافظة دمياط من حقهم أن يكون لديهم فى جامعتهم كلية هندسة قسم صناعة أثاث، ويكون هذا القسم هو الأكبر والأضخم على مستوى الشرق الأوسط. فأبناء المحافظة يجب أن يتوارثوا هذه المهنة ويطوروها إلى الأفضل.
وكذلك يجب على وزارة التجارة أن تبحث إنشاء مشروعات معارض تسويقية كبرى فى أوروبا كى تجذب الاستثمار وتشجع التصدير، وكذلك يجب أن تتضافر الجهود لتكوين كيانات كبرى من الورش الصغيرة قادرة على توحيد الجهد والرقى بالإنتاج ليصل إلى المعايير الأوروبية. وأيضا يجب أن نبحث إنشاء مصانع إنتاج للماكينات والعدد بدلا من استيرادها من الخارج وكذلك البحث الدائم والمستمر عن أفضل التصميمات بل ويكون لدى أبناء المحافظة مكاتب لتصميم وابتكار أنماط جديدة من الأثاث الراقى.
محمد محمد السعيد عيسى يكتب: وصفة سحرية لتطوير صناعة الأثاث الدمياطية
الأحد، 26 يوليو 2015 04:00 م
ورش دمياط لصناعة الأثاث - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة