
وأكد الإمام الأكبر خلال استقباله اليوم وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان، والوفد المرافق له، بمقر المشيخة، أن الإرهاب لم يعد يقتصر على منطقتنا العربية بل تعداها إلى العالم كله مما يستوجب مواجهته مواجهة شاملة، ليست أمنية فحسب، بل لا بد من العمل على حماية الشباب من خطر الفكر المتطرف، لافتا إلى أن الأزهر لديه استعداد لتدريب أئمة الاتحاد الأوروبى، وبخاصة فرنسا، وفق برنامج تدريبى خاص يلبى احتياجات مجتمعاتهم ويؤصل فيهم الانتماء ويمنع الاستقطاب ويؤهلهم لمواجهة التحديات المعاصرة ويغرس فيهم صحيح الإسلام الذى يقوم الأزهر على تدريسه وتعليمه منذ أكثر من ألف عام.

وأوضح أن الأزهر اتخذ خطوات جادة خلال السنوات الأخيرة فى تجديد الفكر والعلوم الإسلامية؛ فقد أعاد النظر فى مناهجه التى تدرس فى مراحل التعليم المختلفة بما يضمن تكوين جيل قادر على حمل رسالة الأزهر نقية صافية إلى العالم كله، وأنشأ مرصدًا باللغات الأجنبية لرصد كل ما تنشره التنظيمات الإرهابية المسلحة من أفكار خاطئة حول الإسلام ويقوم بالرد عليها ونشرها.

من جانبه، عبر وزير الدفاع الفرنسى عن امتنانه وسعادته بلقاء الإمام الأكبر، معربا عن تقديره للأزهر الشريف وإمامه الأكبر لما يمثله الأزهر من مكانة كبيرة فى العالم بأسره، وإعجابه الشديد برؤية الإمام تجاه الأحداث على الساحة الدولية.

وأكد وزير الدفاع الفرنسى عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا التى تقوم على الصداقة والمصالح المشتركة، مضيفًا أن فرنسا تعتبر أن مصر عنصرا حاسما ورئيسا فى أمن المنطقة، وهى فى حاجة ملحة إلى منهج الأزهر الوسطى الذى يبرز تعاليم الإسلام السمحة، وإلى مساهمة الأزهر فى تدريب الأئمة الفرنسيين وتأهيلهم لمواجهة الأفكار الإرهابية التى يرفضها الإسلام، مقدرا حرص الأزهر على تدريب أئمة أوروبا.

وفى ختام اللقاء أشار وزير الدفاع الفرنسى إلى أنه سينقل ما دار من نقاش حول تدريب الأئمة الفرنسيين فى الأزهر إلى رئيس الجمهورية الفرنسى الذى سيشارك فى افتتاح قناة السويس الجديد، وإلى وزير الداخلية الفرنسى باعتباره المسئول المباشر عن هذا الملف.
