لأن اليوم السابع أكبر من أن يضع نفسه في موضع شك، ولأنه أكبر من أن يتصاغر أمام عواء هنا أو صياح هنا، فقد نشرنا ما كتبه الزميل عزمي عبد الوهاب ذما في اليوم السابع بعد أن طالب بـ "حق الرد" ولما أتحنا هذا "الحق" لطالبه انتهز الفرصة وصار يفرغ ما في جوفه من اتهامات هو أولي بها وقاذفا بشتائم لا تليق بأحد غيره في وصلة ردح بالطبلة والصاجات، ولأن الكبير لا يخاف ولأننا مطمئنون لرصيدنا عند قرائنا فإننا لم نجد غضاضة في أن ننشر ما قاحت به رأس الزميل، مع اعتذارنا لكل من قرأ هذا الغثاء الذي لم يعتده قراء اليوم السابع.
لا نملك هنا إلا أن نتعجب مما قاله الزميل في وصلة ردحه وهو المدافع عن مصالحه الشخصية التي وجدت بابا مسدودا في زمن مضى فأراد أن يفتح لها بابا في الحاضر بالأكل على موائد الوزراء وخوض المعارك المأجورة وتبني موقف الدفاع عن الوزير عبد الواحد النبوي الذي لا يتفق عليه اثنان مثقفين إلا وكانت السبوبة ثالثهما.
غباء البعض وقصر نظر البعض الآخر يخيل لهم إننا حينما ننشر خبرا سلبيا عن الوزير أو إيجابيا عن آخر أننا نعمل لحساب هذا أو ذاك، وهو الأمر الذي تردد في المعركة الأخيرة بين كلا من أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب من ناحية والوزير من ناحية أخرى حول قضية تجديد ندب مجاهد أو إنهائه، فقال السيد عزمي إن اليوم السابع يدافع عن "مجاهد" وفقا لمصالحه الشخصية، وأننا كلما أثيرت قضية تجديد الندب ثرنا من أجل الإبقاء على مجاهد، ونسى الزميل إننا لو كنا أصحاب مصالح لطبلنا للوزير مثلما طبل أمثاله، ولهللنا لقرارات نراها كارثية لأن الوزير مازال وزير بينما مجاهد رحل أو يكاد، لكن لمثل هذا العزمي كل العذر لأن مثله لا يرى إلا المصالح ولا يفهم انحيازات الشرفاء الذي لا يريدون شيئا سوى الحفاظ على مؤسسات الدولة واستقرارها خاصة إذا ما كان القائم على إدارة هذه المؤسسات فاقد الأهلية الثقافية، لكنه لا يفقد من يدعمونه ويؤيدونه من أصحاب الحاجات ومحترفي الاسترزاق على كل الموائد.
يقول الزميل إن اليوم السابع اتهمته بأنه "إخوان" وبناء عليه غطس في مستنقع القذارة وبالوعة الاتهامات ليأتي بشيء يلقيه علينا، وفي الحقيقة فإن هذه الواقعة تحديد تكشف لنا طريقة فهم السيد الزميل، أو بالأحرى تكشف لنا طريقة "عدم فهمه" فلم يقل اليوم السابع شيئا عنه ولم يتهمه بشيء من قريب أو من بعيد، وكل ما هنالك أننا نشرنا خبرا بعنوان "رجال وزير الثقافة الإخواني يقودون الحرب ضد مجاهد" وأصغر طفل في أفقر مدرسة في أبعد نجع يعرف تماما أن المقصود بصفة "رجال وزير ثقافة الإخوان" هم من "يقودون" أما من "يقودون" فقد أبرزهم اليوم السابع في تقريره بالأسماء مؤكدين أن الوصف في العنوان لا ينطبق إلا على هذه الأسماء التي حصلت على مناصب وقت علاء عبد العزيز أو ناصرته ببيان أو موقف أو توقيعه أما البقية ومنهم الزميل فلا ينطبق عليهم الوصف، وإننا نتساءل كيف لرجل مثل هذا من المفترض أنه صحفي كبير في مؤسسة كبيرة يعجز عن الفهم إلى هذا الحد الذي يجعله لا يفرق بين معاني الكلمات وسياقات الجمل.
ينام الزميل في غيبوبته ويدعي إن محرري اليوم السابع في غيبوبة لا يفيقون إلا حينما يثار الجدل حول رئيس هيئة الكتاب، وفي الحقيقة فإن لفظ "الغيبوبة" لا ينطبق على أحد مثلما ينطبق على الزميل، وهو الذي لا يظهر اسمه إلا على باب شقتهم، ولا يظهر إلى العلن إلا شاتما لرئيس هيئة الكتاب، أما اليوم السابع قسمه الثقافي فبحمد وتوفيقه وثقة القراء ملء السمع والبصر يدخل إليه كل يوم ما يزيد عما طبعته مجلته في تاريخها كله آلاف المرات، ويحق لنا هنا أن نتساءل من هو الذي تحركه مصالح شخصية مع العلم أن محرري اليوم السابع لم يعينوا في مجلة تصدرها الهيئة ولا سلسلة ولا حتى أصدر أحدهم كتابا في الهيئة – وهو بالمناسبة حق لهم ولغيرهم من المصريين- ولم يستطع أي متنطع قذفنا بتهمة باهتة أن يأتي بدليل عليها، في حين أن الزميل استفاد سابقا من هيئة الكتاب ورئيسها وطبع ديوانه فيها ثم انقلب عليه لأسباب نعلمها جيدا لكننا نتعفف من أن نذكرها.
مثل اليهودي الذي ذهب إلى الجريدة لينشر نعيا لابنه فأراد أن ينشر ثلاث كلمات فقط توفيرا للأموال ولما قالوا له إن من حقه خمس كلمات أمرهم بأن يكتبوا "كوهين ينعي ولده ويصلح راديوهات" فعل الزميل عزمي عبد الوهاب في وصلة الرد التي دبجها لليوم السابع فأراد أن يشتم اليوم السابع ورئيس هيئة الكتاب ويرد تهمة التأخون المتخيلة، وفي ذات الوقت لم ينسى أن يستفيد من فرصة نشر كلماته على نطاق واسع في اليوم السابع فأراد أن يشتم الشاعر شعبان يوسف خصمه التقليدي، على تقديمه لرواية "أشواك" لسيد قطب، متبعا أساليب الأمنجية وكتاب التقارير وهو بذلك لا يعترف بكارثيته فحسب وإنما يتنازل طوعا عن صفته المكتسبة كمثقف، فيقولون إن "الحرية الحقيقية تحتمل إبداء كل رأي، ونشر كل مذهب، وترويج كل فكر" حتى لو كانت لخصومك وأعداءك لتكشف عن ما يداخلهم وبالتالي يسهل كشفهم وفهمهم، لكن هذا الكلام طبعا يفهمه كل مثقف وليس كل "عزمي عبد الوهاب"، ويبقى أن نسأل إلى متى تظل كتابات مثل "عزمي عبد الوهاب" ضد المسئولين في الدولة رهنا لمصالحه الشخصية ولماذا كلما تعشم صحفي في رئاسة تحرير مجلة أو سلسلة وخاب ظنه فتح النيران على المسئولين مهددا استقرار المؤسسات بغير حق، ومستغلا المساحة الممنوحة لهم في تسليك المصالح وتظبيط الأحباب.
عزيزي القارئ أني في غاية الأسف على إهدار وقتك في مثل هذه المعركة التي كنا في غنى عنها لكن للأسف يستغل البعض مناخ الحرية الذي يتيحه اليوم السابع ليسيء إلى الحرية ذاتها، وللأسف يفهم البعض ترفع اليوم السابع عن الرد على الاتهامات المرسلة باعتبارها إضاعة وقت، لكن للأسف يفهم البعض هذا المناخ المفتوح بطريقة خاطئة، مثل هذا الـ"عزمي عبد الوهاب" الذي نشرنا رده ونشرنا تعليقنا على الرد مؤكدين أن النافذة مازالت مفتوحة أمامه وأمام غيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة