شاكر رفعت بدوى يكتب: الدكتوراه ليست مجرد وجاهة اجتماعية

الأحد، 26 يوليو 2015 02:10 م
شاكر رفعت بدوى يكتب: الدكتوراه ليست مجرد وجاهة اجتماعية الدكتوراه - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى غمار البحث عن الاحترام وتقدير الذات الذى يتربع على قمة هرم ماسلو، والذى يعبر عن الحاجات الإنسانية جاءنى ليُعرّف نفسه لى رغم سابق معرفتى به مضيفا حرف الدال قبل اسمه.
ولأننى أعلم يقينًا فراغ محتواه العلمى والأخلاقى وسعيه الحثيث لإضافة هذا اللقب لكسب مساحة احترام ليصبح مجرد وسيلة تحايلية يستخدمها هذا لايهام الآخرين بامتلاك أفضلية وكسب تقدير غير مستحق.

لم أكن لأنجر لمثل هذا المنعطف ولم يكن همى مجرد الحصول على هذا اللقب وملاحقة اسمى به والتفاخر والاغترار به فحسب وإنما كان هدفى هو أن اتعلم جديدا وما زلت أرى نماذج بلغت من التواضع بقدر ما بلغت من العلم لدرجة اننى أنسى من فرط تواضعهم الجم أن من أجلس معهم أو أحادثهم يحملوا درجة الدكتوراة أو يتبوأوا منصبا رفيعا أو يمتلكوا خبرة رائعة فى مجالهم.

هذا ما يؤثر فى النفس ويخلق مجالا للمقارنة بين الوجه الآخر الذى يظن أن منتهى غايته وجل أحلامه هو حصوله على لقب أو منصب فيعتقد أن ذلك كافيا لتزيد قيمته واحترامه.

قلت له يا صديقى لن يزيد احترامى لك بهذا اللقب الا من خلال اثبات جدارتك به واقتران ذلك بالعلم النافع والمبادئ السامية والخلق الرفيع الحقيقى، وليس ذلك الذى يتغنى به البعض على صفحات الفيس بوك لتكتشف الهوة السحيقة بين جميل كتاباتهم وقبيح افعالهم وقلت له أن الاحترام والتقدير لا يرتبط بالألقاب أو المناصب بل قد يكشف سعيك الحثيث لاقتناء القاب أو مناصب دون جدارة علمية وأخلاقية إلى انتقاص اكبر من قيمة التقدير الذى تسعى إليه لأنك تعتقد أن هذا اللقب أو ذاك المنصب قد يعوض النقص الذى تعانى منه وهو على العكس سيكشفه.

فنحن يا صديقى إذا أردنا أن نقيّم شخص تقييما حقيقيا فأننا تُنحى الألقاب أو المناصب أو أى مظهر خادع جانبًا ونتعامل مع قيمه وأخلاقه لنكتشف كنهه وحقيقته بعيدًا عن الألقاب الخادعة أو المناصب الزائلة.
فهناك من الأشخاص التى أكن لهم كل تقدير واحترام يفوق علمهم وخبرتهم من حصل على أعلى الدرجات العلمية وزاد من درجة التقدير لهم انهم ليسو من أولئك الذين يبحثون عن الألقاب لزوم الوجاهة الاجتماعية أو يتكالبون على المناصب وكأنها مغنم وليس مغرما.

ختام القول ليست بالمناصب ولا بالألقاب يُكتسب الاحترام وإنما بمقدار ما نملك من العلوم النافعة والقيم الرفيعة مقترنةً بخلق التواضع الحقيقى وليس المصطنع وبالإيمان وباحترام وتقدير الآخرين وعدم التعالى عليهم..

فان زاد اللقب أو المنصب فانه مجرد برواز يبرز ما بداخله فان كان داخله جميل فستزيد الصورة جمالًا وبهاء وإن كان غير ذلك فستبرز العيوب والاختلالات.

كل التحية والتقدير لكل من تعاملت معهم سواء كان يحمل أو لا يحمل لقبا أو منصبًا كانوا -وما زالوا- محل تقدير واحترام وهم لى ولغيرى بمثابة مركز الهام ومصدر اشعاع ولطالما جعلتهم نبراسًا لى استنير بهم وأسير على هُداهم لما يحملوه من خلق رفيع وكأننى أرى نماذج حية فى الاخلاق تستنير بإمام الخلق ومعلم البشرية جمعاء الذى كان خلقه التواضع والقرآن رغم أنه لم يكن يحمل لقبًا أو منصبًا ولكنه صنع تاريخا ومجدا وقاد أمة وكان نبراسا لنا جميعًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.










مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة