د. حاتم حلمى عزام يكتب: قضية ساندرا بلاند والعنصرية الأمريكية

الأحد، 26 يوليو 2015 12:33 م
د. حاتم حلمى عزام يكتب: قضية ساندرا بلاند والعنصرية الأمريكية صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حدث من أيام قليلة فى بلد الحرية والعدالة المزعومة بل والزائفة أمريكا، أن انتشر خبر انتحار فتاة سوداء فى أحد سجون ولاية تكساس.

ولكن لم ينتشر الخبر فقط، بل صاحبته الشكوك والتساؤلات التى كانت ترمى إلى احتمالية أن تكون الفتاة قد تعرضت للإيذاء الجسدى والنفسى داخل السجن، بل إنها قد تكون قتلت.

القصة بدأت حين قام أحد الضباط بإيقاف المواطنة الأمريكية السمراء ساندرا بلاند، حيث كانت تستقل سيارتها بصحبة أختها، وكانت التهمة الموجهة لها فى بداية الأمر هى تهمة تخص قوانين المرور والقيادة بأمريكا من تغيير حارة السير والسرعة وما إلى ذلك، وهو ما أنكرته سارة وأختها كشاهدة على الواقعة المؤسفة، ولكن ما حدث وحسب تصوير كاميرات مراقبة الطريق وشهادة أخت الضحية أن الأمر تطور بين الضابط وبين ساندرا، حيث طلب منها أن تترجل من السيارة وبدأ فى طرحها أرضا وتقييدها وادعى أنها كانت تقاومه وانتهى الأمر باقتياد ساندرا إلى السجن للتحقيق معها.

وبعد أيام قليلة وجدت ساندرا وهى منتحرة أو مقتولة داخل السجن.

الأمر الذى أصاب أهل ساندرا وكل أصدقائها بالذهول، فعلى الرغم من أن الضحية حاولت الانتحار فيما سبق، إلا أن جميعهم قد أكدوا أن ساندرا كانت تمر بأزهى أوقاتها فى العمل والبيت وحتى على الصعيد العاطفى، فما هو الدافع الذى يجعلها فجأة تقرر الانتحار؟

كما أن شريط الفيديو الذى عرضته السلطات الأمريكية لم يكن كاملا، بل تعرض للتعديل والقص وإخفاء الصوت وغيره من التلاعب، أمور كثيرة جعلت القضية تبدو وكأن هناك شيئا غامضا، أمور كثيرة دفعت البعض إلى أن يقول إن ساندرا تعرضت للاضطهاد والعنصرية وقتلت !

أمريكا، هذا الكيان الذى دائما ما ينادى بالحرية والمواطنة والمساواة يحدث به اضطهاد وتزوير للأدلة ومعاملة قاسية لمواطنة لم تفعل جريمة تذكر ، بل وقتلها.

أمريكا التى دائما ما تتدخل فى شئون الدول وخاصة العربية وتساند أشخاصا بعينهم وتطالب برفع ما يدعون أنه ظلم أو اضطهاد، يحدث بها مثل هذه الجريمة المؤسفة.

إنه ليس ازدواجا فى المعايير أو انفصاما فى الشخصية، إنها حقيقة، التجاوزات والأخطاء متواجدة فى كل مكان بالعالم، ولكن أمريكا دائما ما تدعى الطهارة وحب السلام، ولكن قضية ساندرا بلاند أظهرت حقيقة هذا المجتمع الأمريكى العنصرى الفاسد.

لست مدافعا عن التجاوز والظلم، ولكن، كما يقول المثل الشعبى (إذا كان بيتك من زجاج.. فلا تلقى الناس بالطوب)، فقبل أن تتدخل أمريكا فى شئوننا للدفاع عن مجرم أو جاسوس، يجب أن يحاسبوا مجتمعاتهم وأنظمتهم على ما يمارسونه من عنصرية وإهانة وقتل وتزوير.

إن قضية ساندرا بلاند قد أظهرت حقيقة النظام الأمريكى وما يعانيه من فساد على مستوى الشرطة والقضاء.

ولذا نرجو من الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها أن تنتبه لشئونها الداخلية بدلا من أن تقف دائما موقف المعارض لأى نظام بمنطقة الشرق الأوسط يهدف إلى الاستقرار والتحرر من العبودية الأمريكية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة