كارثة..عدد الحضانات فى مصر ثلث احتياجاتها الفعلية..عضو بـ"الأطباء":ربع مليون طفل سنويا يحتاجون عناية مركزة..والنقيب:أغلبها مغلق لعدم توافر تمريض..ويؤكد:الجمعية الشرعية تمتلك حضانات تفوق ما تملكه الصحة

السبت، 25 يوليو 2015 10:06 م
كارثة..عدد الحضانات فى مصر ثلث احتياجاتها الفعلية..عضو بـ"الأطباء":ربع مليون طفل سنويا يحتاجون عناية مركزة..والنقيب:أغلبها مغلق لعدم توافر تمريض..ويؤكد:الجمعية الشرعية تمتلك حضانات تفوق ما تملكه الصحة حضانه اطفال - ارشيفيه
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لم أعلم وقت فرحتى بميلاد ابنتى الأولى، أن الموت لن يسمح لى بأن أحملها بين أحضانى لدقائق قبل أن يختطفها، بعد أن ولدت تعانى من نزيف بالمخ نتيجة لإهمال الطبيبة أثناء عملية الولادة بأحد المستشفيات الحكومية، والتى ترتب عليها حاجة الطفلة إلى حضانة فى أسرع وقت، ولم يكن متوفرا لدى المستشفى مكان فارغ لاستقبالها، وبعد عناء رحلة بحث فاشلة عن حضانة، تمكنت من الوصول إلى واسطة ساعدتنى فى توفير مكان لابنتى، لكننى اكتشفت وقتها أن الحضانة لا توفر العلاج المناسب لحالتها"، بتلك الكلمات بدأ محمود عبد العظيم، أحد المتضررين من نقص الحضانات فى مصر.

1000 جنيه فى اليوم الواحد بالحضانات الخاصة



وأضاف عبد العظيم:" بدأت وقتها البحث عن حضانة بأحد المستشفيات الخاصة، وبعد نجاحى فى الوصول لأحدها وجدت أن اهتمامها الأول هو النقود فقط، ففى كل يوم يحتاجون لأشعة وتحاليل حتى تصل إجمالى تكاليف اليوم الواحد ألف جنيه، من بينها 400 جنيه للمبيت، إلا أن المستشفى فوجئت بأنه أخرج ابنتى من الحضانة بعد تحسنها بشكل بسيط دون علمى، لاستقبال حالات جديدة، مما أدى إلى تدهور وضعها".


وتابع: "واستيقظت فى يوم وفاتها على 8 اتصالات من المستشفى لتبلغنى أن ابنتى أصيبت بنزيف حاد فى الرئة، ويطالبوننى بإحضار دم بشكل سريع، وعندما وصلت إليهم كانت طفلتى قد فارقت الحياة، وحينما حاولت الاستفسار عن الأسباب، علمت أن النزيف استمر لمدة يوم، وعندما لم يجدوا دما استمر وضعها دون تدخل، مما أدى إلى وجود مضاعفات بالقلب وتوقفه ثم توفيت".


وقال أحمد محمود، والذى فقد طفله الرضيع بعد إهمال بالحضانات، إن الأطباء طالبوه بتوفير حضانة لابنه، فبحث فى الجمعية الشرعية ووزارة الصحة، ولم يجد مكانا خاليا، مما ترتب عنه مضاعفات خاصة أن علاجه استمر لأسبوع كامل على إعطائه حقنة واحدة كل يوم، مضيفا: "ورغم نجاحى فى التوصل لإحدى الحضانات بأحد المستشفيات الخاصة، إلا أن نتيجة لاستقبالهم لأعداد زائدة عن قدرتهم وجدت ابنى خارج الحضانة، والحقنة فسدت وتجمدت لسوء تخزينها، ومن ثم توفى الطفل".

ربع مليون طفل يحتاجون الحضانات سنويا



من جانبه، أكد الدكتور خالد سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن مصر لديها 4 آلاف حضانة فقط، منها 40% حضانات تابعة للهيئات الخيرية، لافتا إلى أن نسبة الأطفال المبتسرين تصل فى دول العالم الثالث من 8 إلى 10% من الأطفال حديثى الولادة سنويا، مشيرا إلى أن مصر تستقبل سنويا 2.6 مليون طفل، من بينهم 260 ألف طفل يولدون ناقصين نموا أى نحو ربع مليون طفل، منهم من يحتاج للحضانات لولادتهم قبل موعدهم لوجود عيوب خلقية "ضيق فى التنفس"، لافتا إلى أن 26 ألف طفل يولدون مصابين بعيوب خلقية فى القلب سنويا، من بينهم 6 آلاف طفل يحتاجون حضانات.

نقص الحضانات ليس المشكلة



وأشار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أنه طبقا لأقل المعدلات التى لا تصل إلى المعدلات العالمية، فمصر تحتاج إلى نحو من 25 ألف إلى 30 ألف حضانه جديدة، مما يعنى اننا نملك أقل من 1/3 العدد المطلوب، مشيرا إلى أن نقص الحضانات ليست المشكلة الوحيدة، وأن الأزمة الكبرى هو تشغيلها وتوفير ممرضات للعناية المركزة يمكنها العمل مع الأطفال المبتسرة، مؤكدا أن عدد الأطباء والممرضات القادرين على العمل مع تلك الحالات أعدادها قليلة جدا، ترتب عنه أن أكثر الأطفال احتياجا للحضانات يموتون قبل الوصول لها.


وأضاف:"سرير الحضانة لا يتم حسابه فقط بإجمالى أعداده، لكن أيضا بعدد الحالات التى يستقبلها السرير فى العام الواحد، وأنه بقسمة العدد العام على أسبوعين نجد أننا لدينا سرير لكل 26 طفل، وبالتالى نجد أن الحضانات الموجودة توفر أماكن لـ 144 ألف طفل فقط بشكل نظرى باحتساب أن كل طفل يحتاج متوسط الحضانة 10 أيام للعناية المركزة.

نقيب الأطباء: عدد الحضانات فى مصر ثلث احتياجاتها الفعلية



فى سياق متصل، قال الدكتور خيرى عبد الدايم نقيب الأطباء، لـ"اليوم السابع"، إن مصر تواجه نقصا كبيرا فى الحضانات الموجودة بنسبة تصل إلى أقل من ثلث المطلوب والاحتياج الفعلى للأطفال، لافتا إلى أن الكثير من الحضانات لا تعمل لعدم وجود أطقم التمريض الكافية، مما يدفع الأهالى لرحلة طويلة شاقة للبحث عن حضانة، ولا ينجح فيها إلا عند نجاحه للوصول إلى واسطة، واصفا الوضع بـ"المأساوى".

الجمعية الشرعية تمتلك حضانات تفوق ما تملكه وزارة الصحة



وتابع عبد الدايم: "الجمعية الشرعية كانت أكثر واحدة لديها حضانات تفوق أعداد ما تملكه وزارة الصحة نفسها، وكل هذا هو نتيجة تقصير من الحكومة لأنها استمرت فى التقصير حتى وصلنا إلى هذا الوضع دون إيجاد حلول، حتى أصبحنا نجد أن أولياء الأمور القادرين على الدفع منهم أيضا لا يجدون مكانا لإسعاف أبنائهم حتى تتعرض الأطفال للوفاة".

الحق فى الصحة



من ناحيته، قال الدكتور محمد حسن خليل، منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، إن الحضانات تعد أحد أنواع العناية المركزة المخصصة للأطفال وفى حال عدم اعتراف وزارة الصحة بانهيار النظام الصحى فى مصر فكل فترة سنستيقظ على كارثة، موضحا أن مصر بها 1.2 سرير لكل 1000 مواطن، وهو أقل من ربع النسبة العالمية، التى تصل إلى 3.8 سرير لكل ألف مواطن، مؤكدا أننا نعانى نقصا مزعجا جدا فى عدد الأسرة، وأنه يتفاقهم فى فئة العناية المركزة للكبار والأطفال المتمثلة فى الحضانات.

وأوضح لـ"اليوم السابع"، أن عدد غرف العناية المركزة فى مصر هو 6 آلاف و700 غرفة، والحد الأدنى من وجودها طبقا للمعايير القديمة هو 10% من الأسرة، والمعايير الجديدة فتتراوح من 20 إلى 40%، لافتا إلى أننا الآن لدينا 100 ألف سرير، مما يعنى أنه من المفترض أن يكون لدينا 10 آلاف سرير، بمعدل نقص ثلث العدد المطلوب، مؤكدا أن أعداد الحضانات العامة والخاصة لا تصل إلى 6 آلاف.

50 % نسبة العجز فى الأطباء و75 % فى طاقة التمريض



واستطرد:"النقص الأكثر فى العنصر البشرى، فحسب آخر إحصائية فى 2013 حول عدد الأطباء والتمريض التى أجراها جهاز التعبئة والإحصاء نعانى نقصا فى الأطباء بحوالى 50% والتمريض 75% ويتفاقم ذلك فى التخصصات القليلة، وفى الحضانات بالمستشفيات أغلبها مغلق لعدم توافر التمريض، والمتوفر لديها أطقم تعمل فى ظروف غير مثالية أو تعمل بعدد أقل من الواجب فى التمريض بالنسبة لنسبة الممرضات لعدد الأسرة"، مؤكدا على أهمية إجراء إصلاح شامل يبدأ بميزانية الصحة وهيكل المرتبات لتصبح مصر دولة جاذبة للعمالة وليست طاردة، لتغطية احتياجاتنا من العمالة عالية التدريب وزيادة الإنفاق الصحى إلى 3% على الأقل من الناتج المحلى.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة