الرسالة الأخيرة الموجهة لمحمد حسان من الداعية صفوت حجازى المؤيد لجماعة الإخوان، المتواجد فى السجن حاليا، بما أثارته من جدل فتحت ملف العلاقة بين حسان والإخوان خلال سنوات الثورة.. وفيما يلى رصد موثق لما جرى بينهما.
محمد حسان والإخوان على المنصة
منذ واقعة فتنة قرية صول بأطفيح بين المسلمين والأقباط لاحظت جماعة الإخوان تصاعد نفوذ محمد حسان من خلال الدور الذى لعبه لإنهاء الفتنة، وتصدره المشهد بجوار قادة المجلس العسكرى الحاكم للبلاد، وكذلك انحسار دور دعاة الإخوان مثل جمال عبد الهادى وصفوت حجازى، حيث اقتصر تواجدهم فى هذه الأحداث على مجرد التوقيع على البيان الذى أعده وألقاه حسان.
الجماعة بدورها حاولت توظيف الرجل بما يصب فى رصيدها الانتخابى، فكان أن استدعته الجماعة على منصاتها فى أكثر من مناسبة، أبرزها أثناء الانتخابات الرئاسية، حيث حرصت على إبراز دعمه لمرشحها محمد مرسى فى وسائل الإعلام التابعة لها، وقبلها حرصت على ضمه لما يسمى بالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، فى حين كان حسان نفسه لا يبدى أى ممانعة لدعم الإخوان.
محمد حسان فى القصر الرئاسى
بمجرد نجاح محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية رأت الجماعة فى محمد حسان أحد الأدوات التى يمكن توظيفها لدعم شعبيتها وشعبية مرشحها المتواجد فى قصر الاتحادية، فحدث أن التقى مرسى مجموعة من الدعاة كان محمد حسان دائما على رأسهم، وحدث أيضا أن دعت الجماعة محمد حسان للحديث عبر منصتها فى المليونيات السياسية التى كانت تستقوى بها فى مواجهة خصومها السياسيين مثل ما سمته بـ"مليونية الشرعية والشريعة"، والمؤتمر الذى نظمه مرسى فى استاد القاهرة قبل أسابيع من الدعوة لإسقاط حكمه فى 30 يونيو.
ولعل أحد المقاطع المرئية المنتشرة عبر شبكة الإنترنت يكشف المكانة التى كان يتمتع بها حسان لدى الإخوان ومرسى على وجه التحديد، حيث يتحدث حسان فى أحد برامجه الدعوية حول أن مرسى بعد أن أصبح رئيسا للجمهورية اتصل به أكثر من مرة ليطلب منه النصيحة، وفى مقطع آخر يتحدث حول أن مرسى بكى بين يديه بعد أن قال له إن ولاية مصر تعادل الخلافة.
محمد حسان يغيب عن اعتصام رابعة
أدى امتناع محمد حسان ومجموعة من الدعاة السلفيين ذوى الجماهيرية الضخمة مثل أبو إسحاق الحوينى ومحمد حسين يعقوب عن المشاركة فى اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى محيط رابعة العدوية إلى إبطال ادعاء سعت الجماعة لترسيخه بأن عزل مرسى هو حرب على الإسلام، وفى مقابل ذلك واجهت الجماعة الأمر بهجوم عنيف ضد الرجل، فيما كشف حسان قبل أيام قليلة من فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، عن تفاصيل مبادرة كان قد أطلقها للتسوية بين النظام والإخوان، ولكنها لم تنجح بسبب تعنت الإخوان وإصرارهم على بقاء الاعتصام كما هو، وبقاء خطاباتهم التى تتبنى العنف والتحريض ضد المعارضين لهم، وهو ما جعل الجماعة أيضا تشن هجوما عنيفا عليه، وتزعم أنه باع التيار الإسلامى، وهو ما جعل عددا من شباب التيار السلفى مؤخرا فى تدشين حملات للدفاع عن حسان وكشف مزيد من تفاصيل المبادرة التى أعلن عنها قبل أيام من فض رابعة.
معارك ما بعد فض رابعة
ثالث معركة نشبت بين الإخوان والشيخ محمد حسان، كانت بعد ظهوره على قناة الرحمة الفضائية، للهجوم على تنظيم داعش بعدما قام بإحراق معاذ الكساسبة، وانتقد فيه طريقة إعدامات داعش، والتأكيد عن أفعال داعش ليست من الإسلام فى شىء، ورفض فيه الداعية الإسلامى الرد على هجوم الإخوان وهو ما دفع وجدى غنيم الداعية الإخوان للهجوم على حسان ومطالبة أنصار الإخوان بعدم الاستماع له.
رابع هذه المعارك ما تم خلال عيد الفطر المبارك بعدما تم الإعلان عن رسالة لصفوت حجازى، الداعية المقرب من جماعة الإخوان يعتذر فيها للشيخ محمد حسان ويؤكد أنه كان على صواب والإخوان على خطأ، وهو ما دفع الإخوان للهجوم على حسان وأسرته، ومحاولة تكذيب هذه الرسالة، والزعم بأن حسان يفبرك هذه الرسالة، على حد قولهم.