لقد حظى تعليم القراءة والكتابة على المستوى العالمى باهتمام كبير ، واهتم كثير من العلماء بدراستها دراسة علمية تحليلية ، كما اهتموا بجوانب النجاح والفشل فيها ، وأقاموا برامج لدراسة حالات التأخر والضعف فيها ، وكانت حصيلة تلك الجهود رصيدا ضخما من المعلومات على قدرات القراءة والكتابة ، ومهاراتها وتعليمها وقياسها وتشخيص الضعف فيها وعلاجه ، وأصبح ميدان القراءة والكتابة يستند على أساس علمى رصين ، وقد ساعدت نتائج البحوث التربوية فى إثراء هذا المجال . وسوف نتحدث فى هذا المقال عزيزى القارئ عن برنامج القرائية الصوتية الذى تقوم وزارة التربية والتعليم بتنفيذه هذه الأيام .
القرائية الصوتية من أحدث برامج الوزارة ، لتحسين مهارات القراءة والكتابة للتلاميذ فى مرحلة التعليم الأساسى . وقد بدأ العمل بهذا المشروع فى عام 2011 بعد نجاح التجربة الأولى فى بعض المدارس التجريبية والتى أدت إلى رفع مستويات التلاميذ فى مهارات اللغة العربية . والمشروع هو أحد المبادرات التنموية للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم فى المدة من 2008 إلى 2011م، ويهدف المشروع إلى تحسين نوعية التعليم ونتائج التعلُّم فى المراحل التعليمية من الروضة إلى نهاية الصف الثالث الإعدادى... وترتكز القرائية على مفهوم التعلُّم النشط الذى يضم تحته العديد من الاستراتيجيات الهادفة التى تجعل المتعلِّم محور العملية التعليمية .
وقد سعت الوزارة إلى الاهتمام بهذا البرنامج نظرا؛ لتدنى التحصيل الدراسى والضعف القرائى والكتابى لدى بعض التلاميذ وهى من أهم المشكلات التى تقف عائقا أمام عملية التعلم.
والمتتبع فى هذا الشأن يجد أن فكرة البرنامج تقوم على الطريقة الجزئية المتبعة فى الكتاتيب والتى تخلينا عنها بدعوة الحداثة، ثم عدنا إليها بعد ذلك اتباعا للغرب . وهذا البرنامج العلاجى فى محتواه العلمى يتميز بالمرونة والاهتمام بالجانب التطبيقى الذى يجعل من التلميذ مشاركا فعالا فى العملية التعليمية وقادرا على تعلم القراءة والكتابة بطريقة سهلة ومحببة . ومع كثرة المميزات التى تحيط بالبرنامج إلا أن هناك بعض المعوقات التى تمنع تنفيذه بطريقة صحيحة وتحقيق النتائج المطلوبة:
1- قصر الفترة الزمنية لتنفيذ البرنامج .فشهر واحد لا يكفى لتمكين التلاميذ الضعاف من إجادة مهارات القراءة والكتابة .
2- ارتفاع كثافة الفصول الدراسية والتى تقف حائلا أمام استيعاب جميع التلاميذ.
3- عدم انتظام جميع التلاميذ الضعاف فى حضور البرنامج العلاجى وهو ما يمكن التغلب عليه من خلال وجود حوافز مشجعة لهؤلاء التلاميذ .
4- اهتمام الوزارة بتدريس اللغات فى مراحل التعليم الأولى على حساب اللغة العربية .
5- غياب التقدير المادى والمعنوى للمعلم فى مرحلة التعليم الأساسى .
6- قلة الموارد المتاحة لتنفيذ البرنامج العلاجى على مستوى الجمهورية .
7- غياب الدور الإعلامى الجاد فى طرح مشكلات وقضايا التعليم .
وأخيراً...
نتوجه بالشكر لكل المسئولين عن برنامج القرائية الصوتية لما له من آثار ايجابية لا ينكرها أحد .لكننا نوجه عناية الدولة إلى مزيد من الاهتمام بالتعليم والاستثمار فيه ، من خلال زيادة المخصصات المالية اللازمة لتنمية الموارد البشرية وتطوير المناهج الدراسية والبرامج التربوية المقدمة فى مدارسنا من أجل مستقبل أفضل لنا جميعا .
يا بلادى يا بلادى .. إنما الخيرُ مرادى
والعلا فى كل أرضٍ .. أحتويها بفؤادى
أحمد المغربى يكتب: القرائية الصوتية والنهضة التعليمية
السبت، 25 يوليو 2015 02:04 م
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
على
التعليم
التعليم هو الحل .
عدد الردود 0
بواسطة:
خ/خففخىىخا
خاتم ماسينيسا لاشبال الامة والقرط لي اناوحدي