أحمد السيد الكيال يكتب: الزمالك هو الفائز الحقيقى من مباراة القمة

حظيت مباراة قمة الكرة المصرية " الأهلى و الزمالك " باهتمام كبير وبالغ , فى الوسط الرياضى والشعبى والرسمى أيضاً , خاصة بعد المشاكل التى سبقتها من جدل حول مكان إقامتها , وبيانات رسمية أعقبها حالة تلاسن , بين إدارتى الفريقين الأكبر فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط , كما أنها استمدت أهميتها أيضاً , من أنها كانت فرصة لفريق نادى الزمالك ليحسم لقب الدورى الغائب , منذ عقد من الزمان عن دولاب بطولاته , و أى فرصة كانت فالفوز أو التعادل بهذه المباراة على الأقل , كان سيجعله يستلم الدرع أمام المنافس التقليدى فى ملعب استاد برج العرب .

لم يحضر فريق الزمالك للمباراة " كما صرح مدير الكرة بالنادى " , قدم فريق الزمالك مباراة من أسوأ مبارياته أمام الأهلى ربما على الإطلاق , فالمهتمون بكرة القدم فى مصر يعلمون جيداً أن حتى أكبر النتائج التى حققها الأهلى فى تاريخه على حساب الزمالك , وكان الزمالك يملك لاعبين أقل فى المستوى من الجيل الحالى , كان الزمالك يقدم مباريات أفضل بكثير من مباراة الأمس .

فاز الأهلى بهدفين مقابل لا شىء , فى مباراة أقل ما يقال عنها أنها مباراة سيئة , وأحرز هدفى الأهلى نجمه الدولى مؤمن زكريا , المنتقل من الزمالك نفسه فى انتقالات يناير الماضى , سيناريو لا يوجد أسوأ منه لينتظره جمهور الزمالك , وبالفعل بمجرد إطلاق الحكم الصربى صافرة نهاية المباراة , بدأ الغضب يستشرى فى جموع جماهير الزمالك بمختلف طوائفها و ربما اليأس أيضاً , وبدأت تصريحات تتناثر هنا وهناك أن هذا الموسم الاستثنائى لنادى الزمالك أصبح بلا طعم .

فى الحقيقة مباراة القمة برغم أهميتها , هى مجرد مباراة من ستة وثلاثين مباراة لعبها الزمالك فى الدورى هذا الموسم , واستطاع أن يحصد منها 83 نقطة , ويحتل المركز الأول فى البطولة , بل و يحتاج فقط لنقطة واحدة من مباراتيه القادمتين , أمام كل من طلائع الجيش و وادى دجلة , إذن الزمالك بالفعل على أعتاب البطولة الأهم فى مصر , ولكن لماذا الزمالك هو المستفيد الأكبر من خسارته لمباراة القمة ؟

الزمالك وضعته الجهود الاستثنائية من لاعبيه وجهازه الفنى و مجلس إدارته , فى وضع مميز جدا فى بطولة الكونفدرالية , حيث يمتلك فرصة كبيرة لتحقيق هذه البطولة القارية , كما أنه سيخوض منافسات بطولة كأس مصر , التى يحمل لقبها لموسمين متتاليين , الأهلى أيضاً يشارك الزمالك فى المنافسة البطولتين , وربما ينافسه أيضاً على لقب كأس السوبر المصرى , أربعة بطولات سيحاول الزمالك الحصول عليها فى حوالى ثلاثة أشهر من الآن .

خسارة الزمالك من الأهلى فى أقل المباريات أهمية , إذا ما وضعت محل مقارنة بالمواجهات المرتقبة فى المستقبل القريب , هو مكسب فى الحقيقة , فرصة للجميع لاعبين وجهاز فنى و إدارة , أن يصححوا من أخطائهم فى الفترة السابقة , عندما تكون الهزيمة كبيرة وصاخبة , وفى نفس الوقت تأثيرها ضعيف جداً أو غير موجود على تحقيق البطولة , ولعل جميع جماهير الكرة المصرية تتذكر كيف حصد الزمالك 12 بطولة بعد الهزيمة الأكبر فى تاريخيه من الأهلى 6/1 , بل أن احتل صدارة أندية العالم فى شهر فبراير من العام التالى .

وأخيراً رسالة لجماهير ولاعبى وإدارة نادى الزمالك :
ربما تكون الهزيمة قاسية , وربما تكون أكثر قسوة عندما تهزم من الغريم التقليدى , ولكنها تكون مفيدة جدا , إذا ما كانت بمثابة الضربة التى تقويك , وتبعث فيك الحماس وروح المقاتل , حتى تحصد البطولات وتعوض ما فات .