أحمد أبو فرحة يكتب: نعم.. انتهى زمن أبو الفنون التقليدى

السبت، 25 يوليو 2015 04:03 م
أحمد أبو فرحة يكتب: نعم.. انتهى زمن أبو الفنون التقليدى مسرح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يتساءل البعض هل انتهى زمن المسرح التقليدى والذى لقب بـ"أبو الفنون" نظرًا لاحتوائه على معظم الفنون كالدراما والأدب والموسيقى والشعر والاستعراض والتواصل الحى بين الفنان والجمهور.... الخ.

اسمحوا لى أن أجيب على هذا التساؤل فى عدة نقاط بسيطة توضح ماذا حدث للمسرح وماذا سيحدث إذا استمر الحال على ما هو عليه:

أولًا: لا ينكر أحد أن المسرح مثله كأى مشروع تجارى يجب أن يكون مربحًا حتى يستمر وكان حال المسرح كذلك منذ حوالى 10 سنوات أما الحال فى العشر سنوات الأخيرة اختلف جذريًا نظرًا لانتشار القنوات الفضائية الكثيرة جدًا واليوتيوب والفيس بوك أدى إلى انتشار المسلسلات والبرامج الكوميدية بطريقة مهولة قد يسألنى البعض وما علاقة هذا بالمسرح؟؟ هذا له علاقة كبيرة بالمسرح ولنأخذ مثلًا أحد أباطرة المسرح الحديث الفنان عادل إمام منذ عقود والفنان عادل إمام ومسرحه بشارع الهرم كان أحد العلامات السياحية فى مصر فكان السائح العربى يأتى إلى مصر وفى جدوله الأهرامات وأبو الهول والصوت والضوء ثم مسرحية عادل إمام... ولكن لماذا أغلق مسرح عادل إمام؟؟ أولا لارتفاع تكاليف إيجار المسارح وارتفاع تكاليف الإعلان عن المسرحيات مع انخفاض الناتج أو الإيراد فمثلا إيراد يوم عرض مسرحى لمسرحية من مسرحيات عادل إمام قد يكون فى حدود 50-100 ألف جنيه ثم نضرب هذا الرقم فى 300 يوم عرض فى السنة يكون الناتج من 15 إلى 35 مليون جنيه هو ايراد مسرحية عادل إمام بكل النجوم المشاركين معه بكل تكاليف الإنتاج من دعاية وإيجار مسرح ومعدات إضاءة وديكورات إلخ... ولنا أن نعلم أن أجر عادل إمام وحده وصل فى مسلسله الأخير أستاذ ورئيس قسم إلى 35 مليون جنيه فى مدة تقل عن شهرين مدة تصوير المسلسل هذا بخلاف أجر المؤلف والمخرج وباقى أبطال العمل فلنا أن نتخيل لماذا قد يضحى نجم كبير كعادل إمام بأجر 35 مليون جنيه فى شهرين عمل ويعمل بأجر يوازى عُشر هذا المبلغ أو أقل فى سنة كاملة يرتبط بها يوميًا بالعرض المسرحى لا يستطيع السفر لا يستطيع قبول عمل آخر يتم تصويره فى مكان بعيد عن المسرح؟؟؟.. إلخ

ثانيًا: ظاهرة أشرف عبد الباقى.. أنا أعتبر الفنان الكبير أشرف عبد الباقى هو الفنان الوحيد الذى لا يقبل الهزيمة فهو من الكائنات المتحورة التى تجيد فن البقاء على قيد الحياة فعندما أفل نجمه فى السينما لأسباب بعيدة عنه تمامًا بعدما كان وحشًا سينمائيًا استخرج لنا مسلسلات السيت كوم وظهر براجل وست ستات وبعدها فتحت ماسورة برامج سيت كوم حتى كادت المسلسلات الدرامية أن تفقد مكانتها أمام مسلسلات السيت كوم ولكنه بذكائه الرهيب أيقن أفول نجم مسلسلات السيت كوم فاتجه إلى ابتكار يسجل باسمه وهو البرنامج المسرحى أو برنامج المسرح وهو ما أطلق عليه "تياترو مصر" وكانت فى الأزمنة السابقة محاولات كمسرح التليفزيون ولكنها لم تخرج من عباءة المسرح التقليدى أما أشرف عبد الباقى استطاع أن يحور المسرح التقليدى إلى برنامج يقدم على المسرح مدته قصيرة حوالى ساعة ويقدم لمدة أسبوع على المسرح الحى ثم يعرض فى التلفزيون فيكون مسرحًا حقيقيًا لمدة أسبوع ثم يتحول إلى مسلسل تليفزيونى أو سهرة درامية تأتى بالأرباح الكبيرة من الإعلانات له وللقناة التى تذيع المسرحية.

ثالثًا: ظاهرة الفنان محمد صبحى.. الفنان القدير محمد صبحى يقدم فنًا هادفًا لا يهدف للربح من خلال مسرحه فأنا أعتقد أنه يقدم مسرحًا توعويًا وطنيًا مخلصًا دون أى أهداف أخرى فدائمًا ما غرد الفنان محمد صبحى بعيدًا عن السرب ففى عز المسرح الاستهلاكى الذى انتشر فى التسعينات والذى كان يعتمد على مطرب وراقصة وكوميديان كان الفنان محمد صبحى ينحت فى الصخر كى يرتقى بوجدان ومشاعر وعقول من يشاهد أعماله المسرحية مثل مسرحيات ماما أمريكا ووجهة نظر وسكة السلامة 2000 وكارمن وحتى مسرحيات تخاريف وانتهى الدرس يا غبى، كلها كانت مسرحيات تسير عكس التيار الجارف وبالرغم من هذا كانت تدر أرباحًا ولكن للأسف لم تعد مثل هذه الأرباح البسيطة تكفى لإنتاج مسرحيات كمسرحيات من هذا النوع ولكنه ما زال يجاهد وحيدًا عكس التيار.

رابعًا: دور الدولة أن تنتج مسرحيات غير هادفة للربح وهذا ما حدث فى الآونة الأخيرة كمسرحيات مثل غيبوبة (الرائعة) ومسرحية أنا الرئيس، وإن كان لى بعض التحفظ عليها وعلى توجهات الكاتب المخرج وحتى الممثلين ولكنها تبقى مسرحيات ناجحة جماهيريًا وفنيًا ولكنها لا تكفى لإعادة "أبو الفنون" إلى الحياة مرة أخرى ولكنها تعتبر حلاوة روح ربما تستمر قليلا وربما تنتهى قريبًا ولكن من المؤكد أنها ستنتهى يومًا ما.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء التلاوي

رائع ما كتبت عن المسرح

عدد الردود 0

بواسطة:

الكاتب / محمد فاروق ابوفرحه

تحية لاخي احمد ابوفرحه سلمت يداك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة